رئيس التحرير
عصام كامل

ما المشروع الإسلامى؟


سألت دكتور أحمد عارف المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين: ما المشروع الإسلامى؟ أجابنى: "العودة للأصيل، وليس المشروع الإسلامى بديلا أى باختصار هو تجربة إنسانية فى العودة إلى الموروث الحضارى الإسلامى لهذه الأمة والاستفادة منه فى دولة عصرية حديثة".


هذه هى إجابته بالنص، أنا صراحة لم أفهم بالضبط هذا الكلام وهل هى إجابة منطقية وكلماتها متسقة مع بعضها أم لا؟ كان نفسى أفهم ما "المشروع الإسلامى"؟

هذه العبارة التى نسمعها ليلا ونهارا من أعضاء تيار الإسلام السياسى وأن من يعارضهم أو ينتقد الرئيس فإنه بذلك يعارض المشروع الإسلامى بل إننى سمعت أحد الإعلاميين يقول عن نفسه إنه "ابن المشروع الإسلامى" رغم أن الإخوان يعتبرونه من الثورة المضادة.

هل المشروع الإسلامى هو الخلافة الإسلامية أم أنه شىء آخر مختلف عنها؟ ما وضعى أنا كمواطن مسلم فى هذا المشروع وأنا لا أنتمى إلى أى حزب سياسى أو تيار دينى؟ هل أنا فى نظرهم مسلم أم ملحد أم كافر أم علمانى؟ رغم أننى أجتهد فى إرضاء ربنا سبحانه وتعالى وأقوم بأداء أركان الإسلام الخمسة (الشهادة- الصلاة- الصوم- الزكاة- الحج)

إذا كان المشروع الإسلامى هو الخلافة الإسلامية، فهل تيار الإسلام السياسى يريد عودة الخلافة؟ وهل هذا الأمر ممكنٌ فى القرن الحادى والعشرين؟ وهل الدول الإسلامية الأخرى سوف توافق على عودة الخلافة؟ والسؤال الأهم هل الخلافة الإسلامية كلها كانت عدلا وإحسانا وصلاحا؟ لم يكن فيها فساد؟

أما إذا كان المشروع الإسلامى ليس هو الخلافة الإسلامية وأنه بالفعل يوجد ما يسمى بالمشروع الإسلامى، فلماذا كل دول العالم الإسلامى متخلفة وفقيرة ما عدا تركيا وماليزيا؟ وهل تركيا وماليزيا تطبقان المشروع الإسلامى؟ وإذا كان هناك مشروع إسلامى اقتصادى، فلماذا إذن مصر تتسول غذاءها من كل دول العالم؟

بل لماذا تطلب قروضا من المؤسسات الدولية ومن دول يعتبرها تيار الإسلام السياسى دولا كافرة وبفائدة يعتبرها الإسلاميون أنفسهم ربا، نتمنى أن يكون هناك فعلا مشروع إسلامى يحقق تقدما حقيقيا لهذا البلد فى كل المجالات ويضعه فى مكانته الطبيعية بين دول العالم المتقدم، وحتى لا نُتهم بالكفر نتمنى أن يكون هناك مشروع إسلامى يجعل مصر مركزا عالميا للبحث العلمى والتقدم التكنولوجى، نتمنى بالفعل أن يكون هناك مشروع إسلامى يساهم فى خدمة البشرية.

لكن للأسف الشديد هذه كلمة حق يراد بها باطل يرددها أنصار تيار الإسلام السياسى للاستمرار فى الحكم إلى ما لا نهاية بحجة أنهم أصحاب المشروع الإسلامى وحماة الدين أما معارضوهم فهم الكفار الفجرة كارهو الإسلام، ما نراه على أرض الواقع من أصحاب المشروع الإسلامى من تصرفات وأفعال سوف يتسبب فى خروج الشباب المسلم من دينه، ولا غرابة فى أن تسمع الآن عن دعوات للإلحاد، وعلى فكرة، هذا لا يشغل بال أصحاب المشروع الإسلامى.

لو أن لديكم بالفعل مشروعا إسلاميا إذن لا تتعاونوا مع الدول التى تعتبرونها كافرة لا تسافروا إليها ولا تستقبلوا مسئوليها، لو أن لديكم مشروعا إسلاميا فعلا فلا تستوردوا الغذاء من هذه الدول ولا تستخدموا منتجاتها، كان وما زال أمام الإخوان فرصة تاريخية أن يأخذوا بهذا البلد إلى مصاف الدول المتقدمة كان أمامهم تركيا نموذجا لكن للأسف الشديد حتى نموذج باكستان قد لا نصل إليه، نرجوكم إذا كان الموضوع أكبر منكم استعينوا بأهل الخبرة أو اتركوها أو ابعدوا الدين عن الموضوع لأن فشلكم سوف يضر البلاد والعباد والإسلام.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية