أسبوع عاصف للبورصة المصرية بعد زلزال القرارات السعودية.. «الأحمر» يكسو المؤشرات الثلاث.. مراقبون: الأسوأ لم يأت بعد.. والخسائر تصل إلى 6 مليارات جنيه
فور إعلان الجهات السعودية عن إلقاء القبض على عدد من الأمراء ورجال الأعمال وكبار المستثمرين السعوديين وتجميد ممتلكاتهم سادت حالة من الاضطراب والتوتر معظم البورصات العربية، وبخاصة البورصة المصرية، التي حققت خسائر بلغت نحو 6 مليارات جنيه في اليوم الأول للتداول.
وفى أول إجراء إداري عقب القرار قامت إدارة البورصة المصرية بإيقاف سهم بنك البركة، التابع لمجموعة «البركة المصرفية»، لتخطيه نسب التحرك المسموح بها؛ ليسجل أعلى تراجع يومي منذ نحو 4 سنوات، بنسبة 7.25% حتى مستوى 12.8 جنيهًا.
شركة الملتقى
وفى الوقت نفسه تراجعت أسهم شركة الملتقى العربي للاستثمارات، المملوكة لشركة دلة البركة القابضة، التابعة لرجل الأعمال الشيخ صالح كامل، بنسبة 48.53%، مسجلًا أقل مستوى له منذ يوليو الماضي، ويمتلك كامل حصة 30.11% في مجموعة البركة المصرفية، والتي تمتلك 73.68% في بنك البركة مصر.
وكشفت شركة "الملتقى العربى للاستثمارات" في بيان لها عبر البورصة المصرية، عن أنها لم تتلق بيانًا رسميًا حول ما نشر عن توقيف رجل الأعمال السعودى صالح كامل وأبنائه، ومنعهم من السفر وتجميد أرصدتهم.
وأوضحت الشركة أن الإدارة التنفيذية للشركة مستقلة عن مساهميها وتتبع معايير الحوكمة المطبقة على الشركات المقيدة بالبورصة المصرية.
بنك البركة
ومن جانبه كشف "بنك البركة مصر" إنه ليست هناك علاقة مباشرة بين الشيخ صالح كامل والبنك في هيكل الملكية، وأشار إلى أنه لا علم له رسميًا بما تم نشره على وسائل الإعلام، بشأن توقيف رجل الأعمال السعودي صالح كامل، مضيفًا أن رجل الأعمال السعودي صالح كامل ليس من ضمن أعضاء مجلس الإدارة؛ وبالتالي ليست هناك أي آثار على البنك أيًا ما كانت من الأحداث الجارية بالمملكة السعودية.
وفى الإطار ذاته كشفت شركة "الإسماعيلية مصر للدواجن" أنها لم تتلق بيانًا رسميًا حول ما نشر عن توقيف رجل الأعمال السعودي صالح كامل وأبنائه ومنعهم من السفر وتجميد أرصدتهم، وأوضحت أن الإدارة التنفيذية للشركة مستقلة عن مساهميها، وتتبع معايير الحوكمة المطبقة على الشركات المقيدة بالبورصة المصرية.
وأوضحت الشركات الثلاث التي دارت حولها الأحاديث فور إعلان القبض على ملاكها أنها تعمل بشكل اعتيادي، وهو ما خفف من حدة الأزمة وأعاد الهدوء للسوق مرة أخرى ليتلاشى الأثر السلبي للقضية بنهاية الأسبوع.
تجدر الإشارة إلى أنه يقدر حجم التعامل اليومي لتعاملات المستثمرين العرب نحو 10% من التعاملات اليومية بالبورصة المصرية، ويسهم العديد من المستثمرين العرب في البورصة المصرية، ورغم تكرار الأزمات الأمنية والمشكلات الاقتصادية منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، فإن هناك ثقة في أن الاقتصاد المصري لا يزال يحد من تأثير تلك الأزمات.
صندوق النقد
وأكد المحللون أن المساهمين والمستثمرين لديهم ثقة كبيرة في الاقتصاد المصري خاصة مع التقارير الرسمية والدولية التي تؤكد قوة وصلابة الاقتصاد، والتي كان آخرها تقرير صندوق النقد الدولي الذي أنهى مفاوضاته مع الحكومة المصرية قبل ساعات، مؤكدًا أن مناخ الاستثمار في مصر أصبح جذابًا للغاية، وأن هناك تحسنًا واضحًا في الأداء الاقتصادي بشكل عام.
استقرار السوق
وخلال الجلستين الأخيرتين في تداولات الأسبوع المنتهي، أعلنت عدة من الشركات المقيدة والمتداولة بالبورصة عدم تأثرها بالأحداث الأخيرة في المملكة، ما أدى لاستقرار السوق، ولذلك صعدت السوق بقوة في آخر جلستين من هذا الأسبوع وقلصت خسائر الجلسات السابقة.
ورغم أن السوق المصرية امتصت النتائج السلبية للأحداث والتطورات السعودية فإن المستثمرين المصريين كانوا الأكثر تأثرًا، حيث حدثت عمليات بيع مكثفة أرجعها المحللون إلى التخوفات من تطور الأمر إلى أزمة في سوق النفط حيث تسيطر المملكة العربية السعودية على معظم إنتاج العالم من النفط بمشتقاته، كما أسهمت الضغوط البيعية للمستثمرين المصريين في تراجع البورصة بشكل واضح.
حركة بيع مكثفة
ومن جانبه قال الدكتور "مصطفى بدرة"، أستاذ التمويل والاستثمار، وخبير أسواق المال، إن المستثمرين المصريين بادروا بحركة بيع مكثفة في أعقاب القرارات السعودية الأخيرة نتيجة الضغوط البيعية للمساهمين؛ نظرًا لكون معظم المستثمرين يتعاملون بالاقتراض من الشركات التي تدفعهم للبيع بقوة ما أثر في قراراتهم تأثيرا نفسيا، استغله المشترون من الأجانب لتحقيق أرباح.
وأضاف "بدرة" في تصريحاته أنه لا يمكن وصف السوق المصرية في اليومين اللذين أعقبا الأزمة السعودية بالكارثية، فحجم الانخفاض لم يتجاوز 1.25%، مضيفًا أنه يمكننا وصفها بالكارثية إذا ما وصل الانخفاض بها إلى نحو 10%، وهو ما يعد كارثة حقيقية، لافتا إلى أن سوق الأوراق المالية صلب وقادر على استيعاب الصدمات.
الضغوط النفسية
ونصح "بدرة" المساهمين بألا يستجيبوا للضغوط النفسية، ويتحملوا الصدمات حتى لا يتم استغلالهم لتحقيق أرباح على حسابهم، فحالة الارتباك التي أحدثتها الأزمة السعودية أسهمت في خلق حالة من التوتر وفقدان القدرة على اتخاذ القرار المناسب، ما زاد من حدة مبيعات المصريين.