رئيس التحرير
عصام كامل

الكساد يهدد سوق الفن في مصر بعد توقيف ملاك أكبر 3 شبكات فضائية.. القنوات تؤجل مشروعاتها الفنية والإعلامية إلى أجل غير مسمى.. وشركات إنتاج الدراما والسينما الخاسر الأكبر

”إم بى سي” و”روتانا”
”إم بى سي” و”روتانا”

في عالم تتقارب فيه الخطوط، ويتداخل فيه الاقتصاد بالسياسة، والفن بالإعلام، تصبح مصائر العاملين في الإنتاج التليفزيونى والدرامى معلقة بقرارات من يجلسون على رأس السلطة، عشرات المذيعين والفنانين والعاملين بقنوات “إيه آر تي” و”إم بى سي” و”روتانا” يواجهون مصيرا مجهولا، بعد التحفظ على ملاك تلك الفضائيات الشيخ صالح كامل، والوليد الإبراهيمى والوليد بن طلال، ضمن قرارات ملكية تتهمهم بالاشتراك بالتورط في فساد مالي.


خبر القبض على بعض الأمراء ورجال الأعمال السعوديين كان ضربة قوية فوق رأس الإعلام العربى والفن المصرى على وجه الخصوص، نظرا لأن من بين مَن ألقى القبض عليهم، ملاك ثلاث مؤسسات إعلامية، هي الأكبر في الوطن العربي.

شبكة mbc
وأكدت مصادر من داخل mbc أن الأيام القليلة الماضية شهدت اجتماعا موسعا لمجلس إدارة المؤسسة بدبي، حضره الإعلامي على جابر المشرف العام على mbc، ومازن حايك المتحدث الرسمى باسم المجموعة، وفادى إسماعيل رئيس مجلس إدارة شركة o3 الذراع الإنتاجية لـmbc، ودار الاجتماع حول مستقبل المشاريع الدرامية والإعلامية التي من المفترض أن يتم البدء فيها خلال الأسابيع المقبلة، حيث تخطط mbc لإنتاج ستة مسلسلات مصرية وعربية، للعرض على شاشاتها المختلفة في شهر رمضان المقبل، هذا بجانب البرامج التليفزيونية الضخمة مثل أراب أيدول وأراب جوت تالنت وغيرها.

وأضاف المصدر أنه بعد مشاورات استمرت لأكثر من ثلاث ساعات استقر الجميع على إيقاف هذه المشروعات لحين إشعار آخر، خاصة وأن ميزانية هذه المسلسلات والبرامج تصل إلى ما يقرب من 50 مليون دولار، وهذه هي نصف ميزانية القناة في العام كله.

وتابع المصدر: "إنه في حالة توقف مشروعات mbc الإنتاجية، سيلحق الضرر ببعض شركات الإنتاج في مصر، والتي تتعاون مع القناة كمنتج منفذ لمشاريعها الفني، مثل شركة صباح إخوان لمالكها صادق الصباح، وشركة سنرجى وشركة عبدالله أبو الفتوح الذي ينفذ برنامج مقالب رامز جلال كل عام لـmbc بجانب بعض المسلسلات الدرامية".

وأوضح المصدر أن النتائج المتوقعة بعد أزمة وليد الإبراهيمي، هي تقليص الإنتاج الفنى والإعلامي لمجموعته، فهذا أمر حتمى لا مفر منه خلال الفترة المقبلة، كما أن هناك حالة من القلق تنتاب بعض الفنانين والإعلاميين الذين يعملون في mbc، ومن بينهم الإعلامية وفاء الكيلانى التي تحضر حاليا لبرنامج ترفيهى ضخم، تستضيف فيه عددا من نجوم الوطن العربى تتخطى ميزانيته خمسة ملايين دولار، هذا بجانب مسرحيات مسرح مصر التي ينتجها صادق الصباح لصالح mbc أيضا، والذي لن يستطيع أن يعرضها على أي قناة أخرى نظرًا لضخامة إنتاج المسرحيات، والتي لا تتناسب مع سياسات الفضائيات الأخرى مثل cbc وdmc وغيرها.

مجموعة روتانا
أما بالنسبة لمجموعة روتانا فالأمر لا يختلف كثيرًا، حيث إنه كان هناك اجتماع لمسئولى مكتب روتانا في مصر، لدراسة الموقف خاصة وأن روتانا دخلت سوق الدراما لأول مرة هذا العام، بعد إطلاق قناة روتانا دراما، والتي كان من خطتها منافسة القنوات الأخرى في عرض مسلسلات مصرية وعربية بشكل حصري.

وقالت بعض المصادر من داخل القناة إنه كان هناك اتجاه لشراء 10 مسلسلات درامية مصرية جديدة بقيمة 500 مليون جنيه يعرض ثلاثة منها على مدار العام على شاشة روتانا دراما، و7 مسلسلات تعرض حصريا في شهر رمضان المقبل، لكن بعد إلقاء القبض على الوليد بن طلال مالك المجموعة، أجلت هذه المشاريع بشكل مؤقت، خاصة وأن التوجيهات دائما ما يصدرها الوليد بنفسه في عملية البيع أو الشراء، وليست هناك صلاحيات لأحد باتخاذ قرارات تخص الصفقات الكبرى التي تجريها مجموعة روتانا.

سوق السينما

وأضاف المصدر أن الأمر يسرى على سوق السينما، فمن المعتاد أن روتانا سينما تقوم بشراء أكثر من 12 فيلما مصريا كل عام، ومع انتهاء كل موسم سينمائى يتم التعاقد على بعض الأفلام الناجحة لعرضها على شاشة روتانا سينما، لكن إذا استمر الأمر كما هو عليه، وظل مالك القناة في محبسه لن تشترى القناة أي أعمال بموسم رأس السنة المقبل أو موسم نصف العام، وستكتفى بما لديها من أعمال لحين إشعار آخر.

قنوات art المشفرة
أما مجموعة قنوات art المشفرة، فالأمر فيها في غاية الصعوبة، حيث أكد مصدر من داخل المجموعة بمصر أن المجموعة لا تحقق أي أرباح تذكر، بعدما قل عدد المشتركين بشكل كبير، واختفت الإعلانات من على شاشات art بشكل شبه نهائي.

كما أن الاعتماد الكلى لنفقات قنوات art هي شيكات بنكية يصدرها الشيخ صالح كامل بشكل شهري، لدفع أجور العاملين بالمجموعة والمساهمة في شراء بعض الأفلام والمسلسلات، حفاظا على استمرار اسم art بسوق الإعلام وعدم إغلاقها، هذا بجانب الحفاظ على العاملين بها من التشرد، خاصة وأن هناك البعض يعمل بالمجموعة منذ أكثر من خمسة عشر عاما.
الجريدة الرسمية