الفن المصري إلى أين؟
كان الفن المصري تمثيلا وغناء في الماضي مثالًا للرقي والتحضر لكن أصبح الآن في صورة لا تخفى على أحد.. في البداية ظهرت الأفلام التي تدعو إلى البلطجة وفرض السيطرة على الشوارع بالسنج والمطاوي والسلاح بحجة أن ذلك يعبر عن المناطق الشعبية، وللأسف إذا بالفن يلطخ المناطق الشعبية أساسا بوصفها مرتعًا للبلطجة والخروج على القانون، رغم أن المناطق الشعبية حتى الآن مثالا للعديد من الصفات والخصال الحميدة للشعب المصري الأصيل، ولا ننكر وجود بعض السلبيات التي يحاول الجميع حتى أبنائها التصدي لها، ومع ذلك فلقد امتنعت الأسر المحترمة عن الذهاب للسينما ذلك المكان الترفيهي الذي كانوا يقصدونه من حين لآخر خوفا من تعليم أولادهم البلطجة، كما امتنعت العديد من الدول عن استيراد الأفلام المصرية لذات السبب أيضا.
الآن أصبح الغناء مرتعا لمن يريدون تلويثه إذ يظهر كليب إباحي يصبح حديث الناس سواء في الشوارع أو حتى على السوشيال ميديا، وللأسف لا أجد من الكلمات ما أصف به الكليب سوى التدني ودعوة لإفساد الجيل المقبل، بكل تجاهل لقِيمنا وتاريخنا بل للقانون ذاته.
للأسف غابت الرقابة الإعلامية عن حياتنا فأصبحنا نعيش في زمن بلا معايير تمنع ما نراه يوميا من تخطي حدود الأدب والاحترام في أفلامنا وأغانينا حتى برامج التوك شو حتى وصلنا إلى الهاوية التي تخاطب الشهوات الحيوانية وتزرع الفتن في المجتمع، وترسخ لفكرة أخذ الحق بالقوة، فما هي الرسالة المفروض إيصالها للشباب؟!
لذا لن نسكت عما يحدث من التعدي علينا وعلى أبنائنا من خلال الفن الذي لم يعد فنًا، بل وسيلة للإفساد، ولن نضع أيدينا على رؤوسنا ونحن نرى الجيل الجديد يتم تَشويهه بقيم مغلوطة؟ حتى أصبحت كثير من الأسر تخشى على بناتها من حوادث الخطف والتحرش؟!
نحتاج إلى قرار جريء بإيقاف ومعاقبة كل من يتعمد إفساد حياتنا، فللحرية حدود تنتهي عند حدود حرية الآخرين؟