رئيس التحرير
عصام كامل

المرض الغامض والفقر والسخرية.. ثلاثية مأساة الطفلة سارة (صور)

فيتو

بالرغم من أنها طفلة بريئة لم يتجاوز عمرها السنوات العشر إلا أن "سارة" الطالبة بالصف الثالث الابتدائي بمدينة كفر الدوار في محافظة البحيرة، لم تهتم بأحلام الطفولة البريئة، وإنما كان حلمها أن يعود شعرها للإنبات وتتباهى به مثل أقرانها، وتجول أهلها على جميع الأطباء لكن دون جدوى.


ويقول المهندس وائل عباس جار الطفلة، الذي يحاول جاهدًا إيجاد علاج لها، أن سارة منذ السادسة من عمرها وهي تعاني من تساقط شعرها، وقامت بزيارة معظم أطباء الجلدية على مدار 4 سنوات دون أي بارقة أمل أو معرفة سبب المرض الذي بسببه يتساقط شعرها، ففى بداية ولادتها كانت مريضة بزيادة في كهرباء الجسم، وعافاها الله، رغم كونها تعاني من تأخر عقلي، فالطفلة بالصف الثالث الابتدائي، لقد ضاع منها عام دراسي؛ بسبب حالتها الصحية، وسبب لها كثيرا من الألم وسخرية زميلاتها منها في المدرسة؛ بسبب سقوط شعرها، مناشدًا أصحاب القلوب الرحيمة من أطباء مصر النظر إلى "سارة" وعلاجها، فهل علماء مصر عقموا عن علاجها؟

وأضاف "عباس"، أن "حلم الطفلة "سارة" أن تكون مثل البنات، عندها شعر طويل تقوم بتضفيره وتسريحه، والعلاج باهظ الثمن، فالتذكرة الواحدة قد تتكلف من ألف إلى ثلاثة آلاف جنيه، والتحاليل أيضا والأشعة كلها تكاليف على الأسرة الفقيرة، التي تحتاج إلى علاج، وتضيف والدتها أتمنى أن أجد علاجًا لابنتي وهذه كل أحلامي في هذه الدنيا.

وحول حالة والد "سارة" فهو كبير في السن ومريض ولا يعمل، وأحيانا يبيع حلاوة غزل البنات، والأم أيضا لا تعمل، ويعيشون في شقة إيجار فهم ليسوا من أصحاب الأملاك، ولا الأغنياء الذين يستطيعون السعي خلف أشهر الأطباء لعلاج ابنتهم، لكنهم لم يقصروا على حد قوتهم وطاقتهم والطفلة تحتاج إلى علاج غال الثمن والأب والأم لا يستطيعون شراء الدواء لها؛ بسبب أزمتهم الاقتصادية.

ويؤكد محمد حلمي، أخصائي اجتماعي، أن مشكلة سخرية زميلات سارة من مرضها قد يسبب لها سلوكًا انسحابيًا ويدفعها لكراهية الدراسة والمدرسة لأنها تذكرها بمرضها مطالبًا الأخصائية النفسية والاجتماعية بمدرسة سارة، بسرعة التعامل مع الأمر حتى لا يتطور الأمر لما لا يحمد عقباه.
الجريدة الرسمية