رئيس التحرير
عصام كامل

غضب بين علماء الدين.. المستبعدون من قائمة الـ186 مفتيًا ينتقدون تجاهل الأزهر والأوقاف.. الهلالى: الإسلام ليس «كهنوت».. كريمة: تخلو من بعض الكبار.. صالح: لا تخدم الدعوة

الكاتب الصحفى مكرم
الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد

أثار إعلان المجلس الوطني لتنظيم الإعلام، أمس الأربعاء، برئاسة الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد القائمة التي شملت على وجود 50 عالمًا من التابعين لمشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء للحديث في شئون الفتوى على القنوات الفضائية فضلا عن إعلان وزارة الأوقاف قائمة جديدة ضمت 136 عالما أثار حالة من الجدل الكبير. ففى الوقت الذي رأى فيه البعض أن هذا يعتبر خطوة مهمة للحد من إنتشار ظاهرة فوضى الفتوى رأى البعض الآخر أن الموضوع تم على عجل ودون دراسة كافية، مما أدى إلى تجاهل العديد من الأسماء التي لها شعبية كبيرة في مجال الفتوى على غرار الدكتور سعد الدين الهلالى والدكتور أحمد كريمة والدكتورة سعاد صالح، أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر وغيرهم من العلماء.


الأسماء السابقة بدورها لم تقف مكتوفة الأيدى أمام تجاهل ذكر أسمائهم وعجل البعض منهم بالظهور على وسائل الإعلام فيما يشبه تحديا للقرار وتحدث عن تفسيره لقرار الاستبعاد.

«فيتو» بدورها رصدت ردود فعل المشايخ الذين تم استبعادهم من تلك القائمة:

لا يخدم الدعوة
من جانبها قالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن قرار المجلس الأعلى للإعلام باستبعادها من التصدي للفتوى بالفضائيات هو نوع من التخويف وهضم لدور المرأة والتخصص حسب قولها، لافتة إلى أن لديها ماضيًا مشرفا في الجانب الفقهي والفتوى.

وأشارت خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "آخر النهار"، إلى أنها كانت تستقبل مئات الاتصالات التليفونية للسؤال حول الفتاوى من السيدات، لافتة إلى أن هناك فرقا بين الفقيه والداعية والباحث.

وتساءلت: ما الفائدة من السماح لي بالظهور في الفضائيات دون السماح بالإفتاء. لافتة إلى أن قرار الأعلى للإعلام بالتنسيق مع الأزهر الشريف قائم على اختيار أسماء معينة من أجل استبعاد آخرين، لافتة إلى أنها أصبحت ممنوعة حاليًا من الظهور في الفضائيات إلا بإذن من رئيس جامعة الأزهر.

وأكدت أنه تم استبعادها والشيوخ سعد الدين الهلالي وتليمة وكريمة عمدًا، مشددة على أن هذا القرار لا يخدم الدعوة الإسلامية، وتابعت: إن القرار سيجعل السيدات تلجأ إلى الجوامع دون اللجوء إلى أهل الذكر، مردفة: "لم أتقاض مليمًا واحدًا من أي قناة وكله لله".

تحويل الدين إلى كهنوت
وفى سياق متصل علق الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على قرار استبعاده من قائمة الـ 50 عالمًا المصرح لهم بالتصدي للفتوى، قائلًا: أمر تحديد من يتحدث في الخطاب الديني الإعلامي حول الدين إلى كهنوت.

وتابع خلال لقائه ببرنامج "كل يوم"، المذاع على قناة "أون إي"، تقديم عمرو أديب، أن الفتوى حق إنساني من أجل الإيضاح، مستعينًا بقول الحق عز وجل: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، لافتًا إلى أنه يتمنى أن تكون القائمة استرشادية وليست جامعة مانعة.

وأضاف: إن الدين رسالة وليس وظيفة كالمهندسين والأطباء، لافتًا إلى أن الأزهر يخرج أساتذة ومن مهام وظيفتهم أن يكون لهم دور في المجتمع والإعلام من أجل النهوض بالمجتمع كله، مشيرًا إلى أن القائمة تتعلق بالفتوى وليس بالخطاب الديني وإلا لن نرى فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب على الشاشة.

سعادة شديدة
رد الفعل الأغرب كان من الدكتور الدكتور خالد الجندي، الداعية الإسلامي وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذي عبر عن سعادته الشديدة، لعدم إدراج اسمه ضمن قائمة الـ50 عالمًا قائلا: «أسجد لله شكرا لعدم وجود اسمي ضمن المصرح لهم بالفتوى».

واستنكر في مداخلة هاتفية لبرنامج «مساء dmc» تقديم الإعلامي أسامة كمال، عدم وجود الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، ضمن المصرح لهم بالفتوى، مشددًا على أن الهلالي تخرج على يديه الكثيرون من الأزهريين، وتم تكريمه من دول عديدة لعلمه وقيمته.

وتساءل: «هل يتساوى الذين جاهدوا من أجل مصر ووقفوا إلى جانب الجيش والشرطة، وحاربوا جماعة الإخوان، بالذين كانوا مختبئين وراء الحجاب والبيوت». موضحا أن قائمة الـ50 المبشرين لهم بالفتوى لن يكونوا متحدثين باسم الإسلام.

رد متوزان
وعلى الجانب الآخر أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه من حق مشيخة الأزهر أن تختار آلية معينة لتنظيم عمل الفتوى، مشيرًا إلى أنه يؤيد قرار اختيار قائمة محددة للحديث في شئون الفتوى في وسائل الإعلام.

وأضاف «كريمة» لـ«فيتو»، أنه كان المفترض التريث وعدم الاستعجال في الإعلان عن قائمة الـ50 مفتيًا حتى يتم التواصل مع عمداء كليات الشريعة على مستوى الجمهورية حتى تشمل من هم أهل الاختصاص في شأن الفتوى، لافتًا إلى أن القائمة التي تم الإعلان عنها بالأمس خلت من بعض أسماء العلماء الكبار، على رأسهم الدكتور نبيل غنايم، والدكتور نجيب عوضين، والدكتور الشحات الجندي.

ورفض كريمة التعليق على عدم اختياره في القائمة بانتقاده للأزهر، قائلا: «هذا الكلام غير صحيح وأنا لم أهاجم الأزهر، والأزهر بيتنا ولا يمكن أن أهاجمه»، موضحا أنه انتقد الأزهر بسبب موقفه من تجديد الخطاب الديني، تزامنا مع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأوضح «كريمة» أنه اجتمع منذ فترة طويلة مع الإمام الأكبر، وتم التراضي بينهم، وتابع: «أنا لست في عداء مع الأزهر وهذا بيتي».
الجريدة الرسمية