رئيس التحرير
عصام كامل

صابر الرباعي مطرب بـ «بهارات المزيكا».. والجمهور: الله يا بابا

فيتو

هل تعرف هذا الإحساس الذي نشعر به جميعا عند تضميد جرح حي، فتخرج منك (آه) مدوية! ربما لا تعانق الوصف كلماته المناسبة.. إذن هل تعرف كلمة (الله) التي نقولها من قلوبنا عندما نأكل وجبة نشتاق إليها، فتصرخ (الله) من فرط اللذة!


نعم الآن أصبت الهدف.. كان صوت صابر الرباعي وأغنياته التي صدحت في مسرح دار الأوبرا المصرية مساء أمس، في حفل ختام مهرجان الموسيقى العربية، بمثابة الوجبة الشهية التي اشتقنا إليها وتذوقناها بعد طول غياب، وجبة مكتملة (البهارات) لا شيء ينقصها على الإطلاق.

عادة ما يبدأ مطربو مهرجان الموسيقى حفلاتهم في تمام الساعة العاشرة، ولكن قرر الرباعي بدء حفله باكرًا عقب انتهاء تسليم جوائز الفائزين في المهرجان، حيث انطلق الحفل في تمام الساعة التاسعة إلا الربع مساءً ليستمر حتى الحادية عشرة والنصف، ما يعادل ثلاث ساعات إلا ربع انتقل فيها الرباعي مع جمهوره على بساط موسيقي نحو كوكب من النغم.



تلك الساعات التي مرت كما لو أنها لحظات، لم يستطع الجمهور (الرمش) بعينيه، خوفًا من إضاعة لحظة بهجة يمنحها الرباعي بحنجرته، فكان يقلب الجمهور رأسًا على عقب، ويجعل أجسادهم تتطاير من على مقاعدهم من فرط "السلطنة" اللانهائية، فتارة يخلع قلوبهم بموال ومقامات موسيقية ارتجالية تليها أغنية حزينة تعتصر القلب، وتارة يجعل يداهم تشتد حمرتها من التصفيق على الإيقاعات السريعة.

استطاع الرباعي في حفل ختام مهرجان الموسيقى العربية، منح الجمهور وصلة "آهات" لم تنته إلا مع انتهاء الحفل، حيث اختار برنامجا غنائيا للحفل يضم ١٧ أغنية متنوعة ما بين جديد أعماله الغنائية وبين التراث التونسي وقديم أغانيه التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب، فاستحق بحفله لقب "برنس" المسرح، نظرًا لما أشعله في قلوب الحاضرين من جمرة موسيقية لم تنطفئ، بشكل غاية في السهولة واليسر الممتنعين، حتى غنى له الجمهور أغنيته الشهيرة "سيدي منصور.. الله الله يابابا" لما قدمه بالحفل استطاع أسرهم ونقلهم لعوالم أخرى.


الجريدة الرسمية