رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. ضحية جديدة للإهمال الطبي بالشرقية.. خطأ الطبيب المعالج يحول «سارة» إلى عظام متراكمة على سرير غرفتها.. والدكتور يخفي ملف العملية ويطردها من العيادة

فيتو

حكاية جديدة للإهمال الطبي شهدتها محافظة الشرقية، بعدما تسبب أحد الأطباء في حرمان فتاة عشرينية من حياتها الطبيعية بسبب خطأ منه أصابها بقطع في الحبل الشوكى وفقدانها الحركة تماما، وبدلا من أن يعترف بأخطائه ويتكفل بعلاجها على نفقته الخاصة كأقل حقوقها لديه، تجرد من مشاعره الإنسانية وطردها من العيادة الخاصة به ورفض إعطاء أسرتها الملف الطبي لها وحولها إلى «عظام متراكمة فوق سرير غرفتها».


تقول «سارة رمضان»، 22 عاما، مقيمة بقرية بنى صريد مركز فاقوس، ضحية الإهمال الطبي: «مكنتش أتخيل يوما أننى سأكون أحد هؤلاء المبتلين لأكون تحت رحمة من لا يرحم وتحت يد من لا يعلم ومن لا يراعى لمهنة الطب أصولها وأمانتها فيعبث بأرواح الخلق وأبدانهم وهو مطمئن أن يد العدالة لن تطوله لانعدام المساءلة والرقابة والمتابعة واستغلالا لمهارة لا تبارى في إخفاء الجرم ولجهل الناس بحقوقهم أو بإثباتها».

«عايشين بالعافية»
وتضيف: «إحنا ناس بسيطة تقيم داخل بيت فارغ من أي أجهزة منزلية ونعيش بالعافية، فوالدى يعمل مزارع باليومية ووالدتى ربة منزل ولدي 5 أشقاء (4 بنات وولد وحيد عمره 4 سنوات)».

وتوضح: «بسبب ظروفنا المادية الصعبة غادرت المدرسة الكائنة بقريتى مجبرة وكنت وقتئذ في الصف الثالث الإعدادي وبكيت لضياع حلمي، حيث إننى كنت دائما أرغب أن أكون حاجة مرموقة وأشرف أهلي الغلابة».

وتابعت: «منذ سبع سنوات أثناء تجولى في منزلنا المتواضع سقطت من أعلي السلم على ظهري وأصيبت بحالة إغماء وقام والدى وخالي باصطحابي للمستشفي ولكن لضعف الإمكانيات وعدم وجود أطباء ذهب بي إلى عيادة خاصة بمدينة الزقازيق وأجرى الطبيب بعض الفحوصات والأشعة المقطعية لي، وأكد لنا أن حالتى ليست بالخطيرة واحتاج فقط لعملية تثبيت فقرات في العمود الفقري، وتم تحديد موعد العملية 22 فبراير 2010، وتسلم الطبيب من خالي عشرة آلاف جنيه».

وتابعت: «وبعد إجراء العملية طلب مننا الطبيب الذهاب للمنزل لتكملة العلاج، ثم فوجئت بارتفاع حاد في درجة الحرارة ورعشة غير طبيعية، وعندما اتصل أبي به قال (ياحاج اطمن متخفشي ده شىء طبيعى) ومع تدهور حالتى نقلني أبي في سيارة إلى مستشفى الحميات في فاقوس ومكثت بها أسبوع كامل دون أي تحسن ملحوظ».

إخفاء ملف العملية
وأشارت «سارة» إلى أنهم ذهبوا للطبيب لاستلام الإشاعات والتحاليل والروشتات الخاصة بحالتها إلا أنه رفض وأخفى الملف الطبي، قائلا لنا: «العملية نجحت خلاص عاوزين أية تانى وطردنا من العيادة».

واستطردت ضحية الإهمال الطبي أن أحد أطباء فاقوس نصحهم بضرورة الذهاب إلى طبيب شهير بالقاهرة، وبعد علمه بعدم قدرتنا على تحمل نفقات عالية للعلاج حولنا على مستشفى أبو الريش وهناك أجريت لها عملية أخرى فقدت الإحساس تماما، موضحة: «لما سألت أسرتى إدارة المستشفى عن سبب وصول حالتى لهذا الشكل قالوا لنا بالنص إن الطبيب الذي أجرى لي العملية الأولى هو من تسبب في قطع الحبل الشوكي وأن حالتى ليس لها علاج داخل مصر».

وفي نهاية حديثها، طالب الفتاة وزير الصحة بأخذ حقها ومعاقبة الدكتور الذي أضاع مستقبلها ليكون عبرة لغيره، كما طلبت من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتبنى حالتها لتعود إلى الحياة بشكل طبيعي.
الجريدة الرسمية