رئيس التحرير
عصام كامل

"الميدجاى".. رجال منسيون يحمون الهوية المصرية

الميدجاي - صورة ارشيفية
الميدجاي - صورة ارشيفية

الميدجاى كانوا فى بداية الأمر يستقطبون من قبيلة الميدجاة المستوطنة قديما بشمال النوبة للتجنيد في الجيش المصري، في فرقة تسمي باسمهم وتشتهر بأنها من أقوي الفرق القناصة، إذ يتمتع الرجال في أرض أو قبيلة المدجاة بالعيون الحادة وطول القامة ومهارتهم الشديدة في القنص ورماة الأسهم، لذلك انضموا في الجيش المصري.


كانت تقتصر فقط على الرجال من النوبة وتحديدًا من قبيلة المدجاة، وتحولت الميدجاي في عصر الدولة الحديثة بعد طرد الهكسوس تم تحويل الميدجاي إلى قوة عسكرية داخلية مهمتها فقط حماية الأمن الداخلى لمصر وحماية القصور والمعابد والمكتبات الملكية وانضم إليها المصريون والليبيون واليونانين واقتصر تعيين كبار قادة الميدجاي على المصريين فقط، وقامت الميدجاي ببطولات متعددة ولكن للأسف لم يذكرها التاريخ المصري.

من أهم بطولات الميدجاي: قامت الميدجاي بدور أكثر من رائع في حماية المعابد المصرية وحماية قصور الفرعون إبان الغزو الفارسي الأول بقيادة قمبيز لمصر، وبعد سقوط الجيش المصري وسقوط الفرعون وأسرته وقتله قاومت الميدجاي الجنود الفارسيين واستطاعت حماية الكثير من المعابد المصرية وقصور الفرعون وانضمت الميدجاي لاحقا للثوار المصريين بقيادة امريتوس الذي شن حرب عصابات أدت في نهاية الأمر لطرد الفرس من مصر وانتحار قمبيز، وفي معركة قادش الثانية وأثناء حصار الحيثين لفيلق أمون وعلى رأسه رمسيس الثاني وبعد فرار جنود فيلق أمون تاركين رمسيس الثاني وحده قامت الميدجاي بحماية رمسيس الثاني وقاتلت معه للحظة الأخيرة حتي وصل الإمداد والدعم من قبل فرقة ناعرين (صاعقة).

وبذلك حمت الميدجاي رمسيس الثاني الذي كاد أن يأسره الحيثيون أو يقتلوه، وكان للميدجاي دور كبير في الحفاظ على المعابد المصرية ومخازن الغلال أثناء الحرب الشرشة بين كهنة أمون وكهنة أتون وإخناتون قامت على أثرها أعمال شغب واسعة وقتل وسرقة الغلال والمخازن ونهب قصور الفرعون قاومت الميدجاي أيضا الرومان أثناء الغزو الروماني فقاموا بتهريب بعض الكهنة المصريين وحماية بعض المعابد الصغيرة البعيدة وانضم ما تبقي منهم لمملكة كوش هربا من الاحتلال الروماني، تاريخ بطولات الميدجاي حافل بالكثير جدا ولكنه تاريخ منسي وغير مكشوف.
الجريدة الرسمية