زيمبابوي تنتظر تحديد المصير.. محلل أمريكي: الجيش يقرر الخطوة المقبلة بعد السيطرة على مؤسسات الدولة.. تغريدات «ترامب» تحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي.. و«25 يناير» مفتاح ثورات أفر
ينتظر العالم أجمع مصير زيمبابوي بعد سيطرة الجيش على مقر البرلمان والمحاكم وهيئة الإذاعة والتليفزيون، مؤكدًا وجود الرئيس روبرت موجابي في مكان آمن بعد سماع دوي إنفجارات وإطلاق نار في العاصمة هيراري، ولكن الساسة ومحللو الدولة الأفريقية ينتظرون كلمة أبناء العم سام.
أداة أمريكا الناعمة
الزميل في معهد إنتربرايز الأمريكي، كلاي فولر، يتوقع أن تجبر تغريدات أمريكية الرئيس موجابي على الاستقالة، موضحًا أن استخدام موقع «تويتر» للتدوينات القصيرة طريقة غير مكلفة لبسط نفوذ الولايات المتحدة، فضلا عن كونه أداة مهمة في السياسة الخارجية.
تدخل عسكري
ونوه «فولر»، في تحليل له على موقع «ذا زيمبابوي ميل»، بعدم حاجة الدولة الأفريقية إلى تدخل عسكري للقضاء على نظام «موجابي»، ومنح المواطنين حق اختيار حاكمهم، فهم يعرفون جيدًا إدارة شئونهم الخاصة عبر حكومة ديموقراطية، لافتًا إلى وصول موجابي- 93 عامًا- إلى الحكم عبر حملة للقضاء على الفساد خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان ونجح بديكتاتوريته في البقاء على كرسيه حتى الآن.
الخوف من جريس
الدبابات تجوب شوارع العاصمة زيمبابوي حاليًا للضغط على «موجابي» ومنعه من تسليم السلطة لزوجته «جريس» التي أعربت في أكثر من مناسبة عن رغبتها في أن تصبح رئيسة، كما طلبت من زوجها بشكل مباشر أن يختار خليفته بسبب تدهور حالته الصحية.
زوجة الرئيس
وكانت جريس موجابي، 52 عامًا، أخبرت عضوات الحزب الحاكم «زانو»، أن اختيار خليفة للرئيس سوف يمكن الأعضاء من الاحتشاد وراء مرشح واحد، وقالت أيضًا من قبل إن زوجها قد يحكم من القبر، مضيفةً: «يا رئيس، لا تخف، أخبرنا من تختار، أي حصان علينا مساندته».
ونشر حزب اتحاد زيمبابوي الوطني الأفريقي - الجبهة الوطنية "زانو بي.إف." الذي يتزعمه موجابي تغريدة جاء فيها: "احتجزت عائلة الرئيس، دون التعرض لأذى، من أجل الدستور وسلامة الأمة، كان ذلك ضروريًا لزيمبابوي والحزب ليس ملكًا لموجابي وزوجته".
وأضاف: "لم يحدث انقلاب، إنه مجرد انتقال سلمي شهد اعتقال فاسدين، وتوقيف رجل غير شريف، ومسن تستغله زوجته".
القرار بيد الجيش
ما سيحدث بعد ذلك يعتمد على الجانب الذي سيختاره الجيش، لكن وفقًا للمحلل، فإن النضال الصعب لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في زيمبابوي يمكن التنبؤ به من تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتعليقه على الوضع الراهن.
وأكد فولر أن هاشتاج #على موجابي الرحيل #MugabeMustGo كافيًا لتنشيط الإصلاح الديمقراطي في قلب القارة السمراء، بل ونشره دون أي تدخلات داخلية وخارجية مكلفة.
عبرة 25 يناير
ولم يكن الانقلاب الذي تعيشه زيمبابوي منذ مساء أمس مفاجئًا، ولكن توقعه المحللون والكتاب منذ شهور إن لم يكن سنوات خاصةً بعد ثورة 25 يناير 2011 في مصر والربيع العربي في شمال أفريقيا ودول الشرق الأوسط؛ ففي أكتوبر الماضي رأى الكاتب الناشط في مجال العدالة الاجتماعية الزيمبابوي "تنداي روبن مبوفانا"، في مقال له، أن الزعماء الذين يريدون الحكم للأبد يجب أن يكونوا قادة تقليدين وليسوا رؤساء.
وأكد «مبوفانا» أن رغبة زعماء أفريقيا في البقاء في السلطة حتى الموت، أصبحت قاعدة المشهد السياسي، موضحًا أن ما يجعل الأمر كارثيًا هو أن هؤلاء الديكتاتوريين لم يعترضوا على ما ينصه دستور بلادهم عند توليهم السلطة، ولكن عندما يقترب وقت رحيلهم يطالبون بتغيير القانون.
ونوه «مبوفانا» بأن من سمات أي ديكتاتور عدم الاكتراث بقتل الأبرياء وغير المسلحين طالما يحافظ على سلطته وأمان أسرته، مشددًا على أنه لهذا السبب اندلعت ثورات الربيع العربي في مصر، وليبيا، وتونس عام 2011.
وأشار الناشط إلى حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مصر بقبضة من حديد منذ عام 1981، ما أثار الشعب للإطاحة به، مضيفًا أن كل هذه الثورات هي رسالة لزعماء أفريقيا الذين يقمعون شعوبهم.