رئيس التحرير
عصام كامل

الحكاية الكاملة لمقتل رجل أعمال في الصف.. المتهمون اغتالوه للاستيلاء على أراضيه.. وضعوا الجثة في «شوال» ورموها على شاطئ النيل.. مباحث الجيزة تكشف لغز الجريمة بمهارة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لم يكن يعلم رجل أعمال يعيش بمنطقة الصف أن أمواله ستكون سببا في قتله وسلبه حياته، فعلم الناس بما يملكه من ثروات جعلته فريسة لكل مجرم وطامع يرغب في قتله من أجل الاستيلاء على ممتلكاته.


اتفق المتهم الرئيسي مع اثنين آخرين على قتله لأخذ بصمته لتوقيع عقد بيع أرض كان يملكها الضحية، ثم ألقوا بجثته على شاطئ نهر النيل لإخفاء جريمتهم، لكنهم لم يعلموا أن الدماء لم تذهب هدرا، حيث تمكن رجال المباحث من الإيقاع بهم وتقديمهم إلى العدالة بسرعة ومهارة.

تغيب وشبة جنائية
تفاصيل الواقعة بدأت بتلقي اللواء محمود شوقي مساعد مدير أمن الجيزة لقطاع الشرق، والمقدم محمد عبد الشكور مفتش المباحث، بلاغا من أهل رجل أعمال في العقد السابع من عمره يفيد تغيبه عن المنزل منذ عدة أيام.

وأضاف المبلغون، أن المتغيب لم يعان من أية أمراض عقلية، ويميز جميع تصرفاته، واحتمالية وجود شبهة جنائية وراء تغيبه.


وبعرض البلاغ على اللواء سامي عزت مدير قطاع الجنوب، واللواء ناجي كامل رئيس مباحث الجنوب، أمرا بإجراء تحريات موسعة حول البلاغ، وسرعة البحث عن المتغيب.

بلاغ آخر
وبعد عدة أيام من تلقي البلاغ، تلقى مركز شرطة الصف بلاغا من شرطة النجدة بالعثور على جوال على شاطئ النيل، تفوح منه رائحة تعفن.

وعلى الفور انتقل الرائد أحمد صبحي رئيس المباحث إلى محل البلاغ، وبالفحص تبين أن الجوال يحوي جثة لمسن في العقد السابع من عمره، وفي حالة تعفن، وبها آثار ضرب على الرأس بآلة حادة.

بفحص بلاغ التغيب الأخير ومطابقته بمواصفات الجثة المعثور عليها تبين تطابق البلاغين.

تشكيل فريق بحث
بعرض تلك المعلومات على اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أمر بتشكيل فريق بحث موسع لكشف ملابسات الحادث وغموضه.

بدأ رجال المباحث بفحص منزل الضحية مرة أخرى، في رغبة منهم للوصول إلى أي خيط يبدأون منه رحلة البحث، وبفحص علاقات الضحية وتعاملاته المادية، تبين أنه في الآونة الأخيرة، كان يعتزم بيع قطعة أرض كان يمتلكها لأحد الأشخاص مقابل مبلغ مادي كبير (يقدر بالملايين).

كشف ملابسات الجريمة
بتكثيف جهود التحريات، وبتقنين الإجراءات، أمكن ضبط هذا الشخص، وبمواجهته، اعترف أنه وراء ارتكاب الواقعة، بالاشتراك مع اثنين آخرين، واكتملت أركان القضية أمام رجال المباحث، وبتقنين الإجراءات أمكن ضبط المتهمين الآخرين.

وأمام رجال المباحث أدلى المتهمون باعترافات تفصيلية حيث أفاد المتهم الرئيسي، أنه قام بتجميع العديد من الأموال من أهالي القرية، بحجة أنه قام بشراء قطعة الأرض من المجني عليه، فاشتعلت الفكرة في ذهنه بقتل الضحية، للاستيلاء على الأموال وعلى قطعة الأرض.

وكانت خطته هي سرعة الحصول على عقد بيع الأرض من الضحية، ففكر في أخذ بصمة الضحية ووضعها على العقد، وفي سبيل ذلك اتفق مع المتهمين الآخرين على قتله.

منزل الضحية
تواصل المتهمون مع الضحية لتحديد موعد بمنزله لإتمام عملية البيع، وبالفعل تم تحديده، دخل المتهمون إلى منزل الضحية، وقبل توقيع العقود واستلام الضحية للأموال، قام أحدهم بمغافلته وضربه على رأسه بقطعة حديدية، فسقط جثة هامدة.

ثم أكملوا سيناريو جريمتهم، محاولين إخفاء جريمتهم للأبد، فقاموا بوضعه في جوال بلاستيك، وحملوه على تروسيكل في ظلام الليل، وتركوا الجوال على شاطئ النيل وفروا هاربين، بالعقد والأموال، إلى أن سقطوا في قبضة رجال المباحث.

تم تدوين اعترافات المتهمين في محضر رسمي، وأحالهم اللواء عصام سعد مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق معهم.
الجريدة الرسمية