تفاصيل خطة تطوير التعليم الفني.. تدريب طلاب الدبلومات على ريادة الأعمال.. إنشاء مشروعات في المدارس لنقل الخبرات.. استهداف 50 ألف متدرب.. وإنشاء 1200 وحدة لتيسير الانتقال لسوق العمل
تواصل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تدريب طلاب الدبلومات الفنية في كل المحافظات على مهارات ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، التي بدأتها مع بداية العام الدراسي في سبتمبر ٢٠١٨.
خريطة الجودة
وكشف نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني الدكتور أحمد الجيوشي، تفاصيل خطة الوزارة للارتقاء بالتعليم الفني وتدريب طلابه على ريادة الأعمال، موضحا أن تدريب الطلاب على ريادة الأعمال يأتي متفقًا مع خطة التنمية المستدامة (رؤية مصر ٢٠٣٠) للنهوض بالتعليم الفني ووضعه على خريطة الجودة العالمية، وهذا يتفق مع توجهات الهدف الرابع من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ويعد استكمالا للجهود التي تبذلها الوزارة لتضييق الفجوة بين مهارات الخريجين ومتطلبات سوق العمل، وتحقيقا لفلسفة الوزارة في تقديم خدمة التعليم الفني والتدريب المهني بذات الجودة لكل الطلاب في كل أنحاء الجمهورية كحق دستوري.
تشغيل الشباب
وقال إن ذلك يأتي في إطار التوجهات العالمية لتعظيم فرص تشغيل الشباب، وفتح المجال أمامهم بفرص لامتلاك مشروعاتهم الخاصة، لكي لا ينتظروا طويلا هم وغيرهم في طابور البطالة، وقد بدأت جهود الوزارة في هذا المجال قبل عدة سنوات عندما فطنت لحتمية إكساب الشباب مهارات القرن ٢١ ليتمكنوا من المنافسة على فرص عمل تختلف في طبيعتها عن كل ما تعودنا عليه لعقود طويلة.
تدريب الطلاب
وأضاف: بدأت تلك الجهود منذ عدة سنوات، لكنها كانت تستهدف تدريب عدة آلاف من الطلاب والخريجين على تلك المهارات اعتمادا على الدعم الألماني ودعم منظمة العمل الدولية، ولمحدودية الأعداد التي تم تدريبها نسبيا لم نشعر بحجم التغيير الذي طرأ على حالة الخريجين، لذلك كان القرار أن نبدأ في وضع السياسات التي من شأنها أن نصل إلى تدريب ١٠٠٪ من الطلاب على تلك المهارات التي لا يمكن الاستغناء عنها في عالم اليوم.
وأكد أن هذه السياسات تضمنت عدة إجراءات تم اتخاذها للوصول إلى الهدف ومنها: توجيه جهود مشروعات الدعم الدولي لإكساب الطلاب مهارات القرن ٢١ العابرة للتخصصّات (المهارات الحياتية ومهارات ريادة الأعمال) وإعداد وتجهيز المدربين بواقع مدربين لكل مدرسة فنية، لنصل إلى ٣٠٠٠ ميسر (مدرب) مع بداية ٢٠١٨-٢٠١٩، بعد أن كان لدينا ٦٥ مدربا فقط في بداية ٢٠١٦.
منهج دراسي
وأضاف "تم تحويل البرنامج التدريبي على تلك المهارات إلى برنامج (منهج) دراسي منتظم ليبدأ تدريسه بنفس أسلوب وأدوات البرنامج التدريبي لكي لا ينفر منه الطلاب، وقد تم ذلك بالتعاون بين قطاع التعليم الفني وخمسة شركاء من الداعمين الدوليين في مقدمتهم التعاون الألماني ومشروع دعم إصلاح التعليم الفني والمعونة الأمريكية ومنظمتي العمل الدولية والأمم المتحدة للتنمية الصناعية.
50 ألف متدرب
وتزايدت الأعداد المستهدفة لتدريب الطلاب بشكل تصاعدي حتى وصلت إلى ما يقترب من ٥٠ ألف متدرب عام ٢٠١٦-٢٠١٧، ولَم يكن ذلك ممكنا دون التوسع في إنشاء وحدات تيسير الانتقال من المدرسة لسوق العمل التي بلغ عددها ٥٠٠ وحدة حاليا من إجمالي ١٢٠٠ وحدة مخطط إنشائها خلال العامين القادمين، وهي وحدات يعمل فيها الزملاء طوعيا دونما أي مقابل خدمة منهم لطلابهم، ولا أملك لهم إلا توجيه الشكر وعظيم التقدير لما يبذلونه من جهود مضنية.
مشروع التخرج
وتم إقرار تدريس مشروع التخرج لطلاب الفرقة النهائية في مدارس نظام ثلاث سنوات ولَم يكن يدرس من قبل، في خطوة تحاكي فكرة مشروع التخرج الموجود في مدارس نظام خمس سنوات، وموجود أيضا في معظم الكليات العملية لكي ينقل الطالب من الإطار النظري إلى إطار التطبيق العملي، وهي الخطوة التي لاقت نجاحا ملحوظا بين الطلاب لأنها تنتقل بالتعليم إلى رحلة "التعلم" في إطار غير تقليدي ممتع.
الإطار التنفيذي
وأضاف: ولأن مشروع التخرج هو التدريب العملي المدرسي للانتقال من الإطار التدريبي إلى الإطار التنفيذي، ولأن المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي فقد وافق على إدراجه كبرنامج دراسي رسميا، ولأن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم قد وافق على بدأ تدريس المشروع كبرنامج دراسي طوعي، فسوف نتناوله هنا بشيء من التفصيل لكي يتضح الهدف الأساسي لتدريسه لكل الطلاب، وهو بالأساس تدريب عملي على العمل الجماعي في فريق للوصول إلى هدف محدد عبر خطوات طويلة منظمة، وهو التطبيق العملي في نطاق تعليمي لاختبار مدى اكتساب مهارات ريادة الأعمال وإقامة المشروعات الصغيرة والمتناهية في الصغر، وهو يقوم بالأساس على طرح فكرة ما، ثم طرح الأسئلة المتعلقة بمدى صلاحيتها، والبحث عن الإجابات الصحيحة أو الأقرب للصحيحة لها، ويبدأ المشروع متضمنا الخطوات التالية: يبدأ بطرح السؤال (ما هي الأفكار؟؟) ويجيب كل عضو في فريق عمل المشروع بطرح فكرته التي قد تتفق أو تختلف مع عضو أو أكثر من أعضاء فريق المشروع.
ويجيب كل عضو في الفريق عن السؤال (لماذا فكرته تلك؟؟) وفيها يدافع عن فكرته ويبررها ويحدد أهدافها ويقدم دراسة جدوى بسيطة جدا عنها لكي يقنع الآخرين بها، وبعد مناقشة جميع الأفكار يجيب أعضاء الفريق عن السؤال (أي الأفكار التي قدمت سيختارون؟؟ ولماذا؟؟)، ويذلك تكون المرحلة الأولى للمشروع قد انتهت، وتبدأ المرحلة الثانية من حيث انتهت الأولى وفيها يبدأ الفريق بطرح السؤال ما هي المواصفات المثالية التي يرون تمتع الفكرة التي استقروا عليها بها ولماذا؟ بمعنى وضع مواصفات للمنتج النهائي لما استقروا عليه وتبريره.
وبعد وضع المواصفات المثالية وتبريرها يقوم الفريق بتوزيع الأدوار بينهم لإتمام دراسة جدوى مفصلة تجيب على السؤال (كيف نحقق كل مواصفة موضوعة؟؟) بمعنى أن تشمل دراسة جدوى لكيفية تحقيق كل مواصفة من المواصفات الموضوعة آخذين في الاعتبار المحددات التصنيعية والبيئية والسلامة والصحة المهنية والاقتصادية من حيث سعر المنتج وتسويقه وراحة المستهلك ورضاه.
دراسة الجدوى
وبعد انتهاء دراسة الجدوى وقيام كل عضو في الفريق بعرض ما توصل إليه، يقوم الفريق مجتمعا باتخاذ القرار المناسب والاختيار بين البدائل للإجابة على السؤال (أي البدائل أفضل لكل جزء في دراسة الجدوى؟؟ وما هو الاختيار النهائي؟؟ وما هي المواصفات المعدلة بناء على دراسة الجدوى؟؟ ولماذا؟؟) وبذلك تنتهي المرحلة الثانية للمشروع.
المرحلة الثالثة
وتبدأ بناء على مخرجات المرحلة الثانية، وتتضمن الإجابة على السؤال (ما هو التصميم التفصيلي لمرحلة تنفيذ المشروع؟؟)، وتشمل وضع تصميم تفصيلي لمراحل تنفيذ وإنتاج المشروع وفق المواصفات المعدلة التي نتجت عن دراسة الجدوى.
ويتم في تلك المرحلة توزيع الأدوار مجددا بين أعضاء الفريق لوضع التصميم التنفيذي للمشروع الذي يجيب على السؤال (كيف ننفذ المشروع؟؟) مع مراعاة المحددات التصنيعية والاقتصادية من حيث التكلفة والبيئية والسلامة والصحة المهنية ورضا المستهلك.
التصميم التنفيذي
وقال: "بعد انتهاء خطوات وضع التصميم التنفيذي (أخذا في الاعتبار كل المحددات المشار إليها) يقوم الفريق بالإجابة على السؤال (ما هي المواصفات النهائية للمنتج؟؟)، وبذلك يحدد فريق المشروع المواصفات التصميمية النهائية للمنتج التي قد تتفق أو تختلف مع المواصفات المثالية الأصلية (منتج المرحلة الأولى) أو المواصفات المعدلة (منتج المرحلة الثانية) وبذلك تنتهي المرحلة الثالثة.
أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة التنفيذ الفعلي والعملي للمشروع للوصول للمنتج النهائي، واختتم حديثه قائلا: "إذن المشروع هو منهاج عمل يهدف لتدريب الطالب وإكسابه مهارات طرح الأفكار والدفاع عنها، وبحث البدائل والاختيار بينها، واتخاذ القرار وتوزيع الأدوار والعمل في فريق وحل المشكلات، وهو ما يبني شخصية الطالب وهي أهم أهداف مشروع التخرج بغض النظر وصلنا لمنتج نهائي أم لم نصل ولو وصلنا سيكون ذلك أفضل بطبيعة الحال".