بالفيديو.. أبرز تحليلات خطاب «السادات» في إسرائيل
كان للخطاب الذي ألقاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" أثر كبير على مسامع الإسرائيليين الذين اهتموا جيدًا بكل كلمة جاءت فيه، وما زالوا حتى اليوم يتحدثون عن الخطاب الذي مهد له السادات في البرلمان بقوله: "ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم فيه".
وجاء في خطاب السادات: "السلام لنا جميعا على الأرض العربية وفي إسرائيل.. وفي كل مكان من أرض هذا العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادة، المهدد بين الحين والحين بالحروب المدمرة، تلك التي يصنعها الإنسان ليقضي بها على أخيه الإنسان وفي النهاية، وبين أنقاض ما بنى الإنسان وبين أشلاء الضحايا من بني الإنسان، فلا غالب ولا مغلوب بل إن المغلوب الحقيقي دائما هو الإنسان.. أرقى ما خلقه الله.. الإنسان الذي خلقه الله كما يقول غاندي قديس السلام – "لكي يسعى على قدميه" يبني الحياة ويعبد الله".
ضرب العمق
وأكد المحللون العسكريون، أن أهم ما جاء في خطاب السادات، هو أنه حذر إسرائيل من ضرب العمق، مؤكدًا أن العمق بالعمق، في تلويح إلى إمكانية استخدام الصواريخ لضرب عمق المدن الإسرائيلية، حال تجاه العدو الصهيوني لضرب الداخل المصري.
وكان التحذير في الفقرة الكاملة التي وردت بخطاب السادات، وبها تلك الجملة تقول "وربما أضيف لكي يسمعوا في إسرائيل أننا لسنا دعاة إبادة كما يزعمون ثم كررها"، "إننا لسنا دعاة إبادة كما يزعمون" إن صواريخنا المصرية عابرة سيناء من طراز ظافر موجودة الآن على قواعدها مستعدة للانطلاق بإشارة واحدة إلى أعماق الأعماق في إسرائيل، ولقد كان في وسعنا منذ الدقيقة الأولى للمعركة أن نعطي الإشارة ونصدر الأمر خصوصا أن الخيلاء والكبرياء الفارغة أوهمتهم بأقدر مما يقدرون على تحمل تبعاته لكننا نقدر مسئولية استعمال أنواع معينة من السلاح ونرد أنفسنا بأنفسنا عنها، وإن كان عليهم أن يتذكروا ما قلته يوما وما زلت أقوله" العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق".
تكرار الكلمات
بعض الكلمات بعينها تكررت على لسان السادات في خطابه، لأهميتها في وجدانه، إسرائيل كانت أكثر الكلمات ذكرًا في خطاب السادات في الكنيست، وتلاها كلمات "سلام، الإنسان، الدائم، معا، القرار، شعب، العادل" لإعلاء قيم ورموز السلام والتعايش المشترك الذي طالب به السادات في زيارته التاريخية لإسرائيل.
أهم ما قاله
وكان أهم ما قاله الرئيس السادات أمام الكنيست الإسرائيلي عام 1977 ونص هذه الكلمة: وإذا سمحتم لي أن أتوجه بندائي من هذا المنبر إلى شعب إسرائيل، فإنني أتوجه بالكلمة الصادقة الخالصة، إلى كل رجل وامرأة وطفل في إسرائيل، إنني أحمل إليكم من شعب مصر، الذي يُبارك هذه الرسالة المقدسة من أجل السلام، أحمل إليكم رسالة السلام، رسالة شعب مصر، الذي لا يعرف التعصب، الذي يعيش أبناؤه، من مسلمين ومسيحيين ويهود، بروح المودة والحب والتسامح.. هذه هي مصر، التي حملني شعبها أمانة الرسالة المقدسة، رسالة الأمن والأمان والسلام.
رمزية الزيارة
وقالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، إنه ليس هناك أحد يمكن أن ينسى أبدًا تلك الزيارة، وستظل الأجيال تتناقلها إلى نهاية التاريخ بسبب رمزيتها الكبيرة وتحويلها مسار العلاقات في المنطقة، كما أنها كانت بمثابة نقطة الانطلاق لرسم الشرق الأوسط الجديد في الثمانينيات».
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: «إلى جانب خطاب الرئيس المصري في الكنيست، الذي حُفر في الذاكرة الجماعية للشعبين المصري والإسرائيلي، فإن الزيارة بشكل عام تضمنت أحداثًا أخرى لم يتم تسليط الضوء عليها، بداية من الحادث الذي تعرّض له وزير الدفاع الإسرائيلي عيزرا وايزمان، حتى الهدية المفاجئة التي تلقتها جولدا مائير في نهاية الزيارة.. وجسّمت تلك الزيارة بشكل عام رؤية الشرق الأوسط الجديد.