سعد الحريري في أول ظهور بعد استقالته: حزب الله خرب لبنان واستقالتي مصلحة للبلاد.. أطالب اللبنانيين بضبط النفس.. الملك سلمان يعتبرني أحد أبنائه.. ويمكنني مغادرة السعودية في أي لحظة
ترقب الجميع اليوم لقاءً تلفزيونيًّا ظهر عبره رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري للحديث عن أزمة استقالته، وأفاض بعدد من التصريحات حول أزمته، والتقته الإعلامية اللبنانية، بولا يعقوبيان، في منزله بالعاصمة السعودية الرياض، لإجراء مقابلة تليفزيونية.
حزب الله
وقال سعد الحريري رئيس وزراء لبنان المستقيل، إن استقالته تصب في صالح لبنان بسبب الأحداث التي تتعرض لها البلاد، موضحا «تحدثت كثيرا مع الجميع وأخبرتهم بأن الأحداث التي يتعرض لها لبنان خطر على الوحدة الوطنية اللبنانية».
وأضاف خلال لقائه بفضائية «المستقبل اللبنانية»، أنه لا مصلحة لنا كلبنانيين من وجود عقوبات عربية على لبنان، موضحا «حزب الله تعمد خراب لبنان».
الملك سلمان
وقرر الحريري أنه يريد التحدث بسبب حالة اللغط التي حدثت في لبنان، موضحا أن الجميع يعرف علاقة أسرته بالمملكة العربية السعودية والملك سلمان بن عبد العزيز يعتبرني أحد أبنائه وولي العهد يكن لي كل الاحترام.
وأضاف الحريري، أنه «مستعد للتضحية بحياتي من أجل لبنان ورفيق الحريري مات في سبيل لبنان، ومهمتي الأساسية الحفاظ على الدولة اللبنانية من فرض عقوبات عربية عليها»، موضحا: «اكتشفت معطيات جعلتني أتّخذ قرار الاستقالة لإنقاذ البلد، ولا يوجد أحد قادر على تجويع اللبنانيين، والمملكة العربية السعودية تحب لبنان، لكنها لن تحب بيروت أكثر من الرياض».
صدمة
وأكد الحريري أنه سيعود إلى لبنان قريبا جدا، مضيفا: «سأتقدم باستقالتي بشكل دستوري»، قائلا: «أنا من كتب بيان الاستقالة وأردت توجيه صدمة إيجابية إلى اللبنانيين بأننا في خطر، وما قدمته خلال العامين الماضيين كان من أجل الدولة اللبنانية»، موضحا: «طول عمري مهدد من النظام السوري ولن أنجرّ إلى علاقات مع النظام السوري، وهو لا يريدني».
وأوضح «مررت بمرحلة صعبة وسأدرس إجراءاتي الأمنية؛ لأتأكد من أنني في أمان، ويمكنني مغادرة السعودية في أي لحظة، وواجبي حماية جميع الطوائف الدينية في لبنان، واستقرار لبنان أساس للسعوديين».
وتابع إن الرئيس اللبناني «ميشيل عون» متمسك بالدستور، ومن حقه الدستوري رفض الاستقالة، قائلا:«علاقتي بالرئيس اللبناني جيدة، وعندما أعود سأتحاور معه لبحث كافة الأمور، ويجب الوصول إلى اعتماد مبدئي للنأي بالنفس، وفق ما تم التوافق عليه، بعيدا عن صراعات المنطقة، وكافة الشعوب تعمل من أجل الشعب والدولة، وليس لصالح رئيس أو نظام فقط».
ساحة حرب
وأكد أنه لن يسمح لأي شخص بإجراء أي حروب إقليمية، على حساب لبنان، موضحا أن السعودية أكثر دولة ساعدت لبنان في حرب 2006.
وأضاف: أن مصلحة لبنان العليا تتطلب كف إيران عن التدخل في الدول العربية، ونرفض أن تأخذنا إيران إلى محور حرب في المنطقة، موضحا: «سأرجع لبنان؛ لأنها بيت الحريري الذي يجمع اللبنانيين».
وأوضح: «خسرت شعبيا أمام الناس عندما قمت بالتسوية لكن الآخرين لم يلتزموا ومصلحة لبنان العليا الحفاظ على علاقاتها مع كافة دول العالم، سواء كانت عربية أو أوروبية، وقدمت استقالتي لتكون صحوة للشعب اللبناني».
الشأن السعودي
وفي نفس السياق، قال الحريري، إن زيارته الأخيرة للإمارات كانت للتأكيد عما يجري في لبنان، واللقاء مع المسئولين الإماراتيين كان أخويا ومميزا، مضيفا «رسالتي للبنانيين أن يكون لبنان هو المصلحة الأولى والأخيرة لهم، ولا أفعل شيئا في الهوا، والجميع يحسدنى على علاقتي بـولي العهد السعودي محمد بن سلمان»، موضحا: «الأيام المقبلة ستشهد لبنان اعتقال كافة الفاسدين كما حدث في المملكة العربية السعودية».
وأوضح: «ليس لي علاقة بما قامت به السعودية مؤخرا من اعتقال بعض رجال الأعمال الفاسدين فهو شأن سعودي داخلي، واستقالتي مع الواقعة مجرد صدفة، وما تردد عن مثولي للتحقيق في وقائع فساد أحلام».
ضبط النفس
بينما رفض الحريري التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني، ومستعد العودة للبنان الآن، وعودتي قد تكون خلال يومين أو ثلاثة.
قائلا: «لسنا من هواة الخلاف مع إيران لكن يجب ألا ندخل بمحاور تضر الدول العربية»، مطالبا المتظاهرين في لبنان بالهدوء، وضبط النفس والتصدي لأي محاولات تخريبية.
المفتي دريان
ووجه الحريري الشكر إلى المفتي دريان على حكمته وقول الحق في هذا الظرف، موضحا «أول دولة تريد استقرار ومصلحة لبنان هي السعودية، والشعوب هي التي تربط الدول مع بعضها والحوار حول سلاح حزب الله يقره الرئيس اللبناني، والتركيبة اللبنانية صعبة وهي بحاجة إلى حوار داخلي».