إستراتيجية التعامل مع حب التملك عند طفلك
تشكو بعض الأمهات من عدم قدرتها على التعامل مع رغبات الطفل في امتلاك كل ما تقع عليه عيناه، خاصة عندما يصاحب ذلك العناد والتحدي، والإصرار في الحصول على الأشياء.
وتشير الخبيرة النفسية سهام حسن أنه لابد أن تعي الأم أن حب الامتلاك هو غريزة طبيعية في البشر، وتولد مع الطفل بالفطرة، لكنها تحتاج إلى التهذيب والتحجيم، وفي كل الأحوال تختلف المشكلة من طفل لأخر أيضا.
وتستعرض سهام طرق العلاج في السطور التالية.
لابد أن يبدأ الوالدان بتحديد للملكيات التي لدى طفلهما، ليعرف ما له من أشياء، وما لغيره من ممتلكات ليحترمها ولا يتعدى عليها.
لابد أن يمنح الوالدان طفلهما صلاحيات التصرف في أشيائه الخاصة كيفما يشاء، ويفضل أن تكون تلك الممتلكات في حجرته الخاصة، أو في خزانة تخصه وحده.
في حالة تعدي أحد الإخوة على ممتلكاته، وحاول أن يأخذ منها شيئًا، فمنعه الطفل، فهذا التصرف يعكس تفهمه لحدود ممتلكاته الخاصة، وإن حدث العكس وحاول هو أن يتطاول على أشياء تخص أحد اخوته ومنعه أخوه، فهنا أيضا سيتعلم درسًا عمليًا عن عدم التعدى على ممتلكات غيره أيضًا.
لابد من إشباع رغبة الطفل في الامتلاك أيضا في تملك النقود على سبيل المثال، بأن يعطيه المصروف اليومي أو الأسبوعي، على أن يوجهه لأفضل طرق الإنفاق، ويفسح له المجال لشراء بعض ما يحب من ألعاب وحلوى أو غير ذلك، فإن ذلك يعنى الكثير من القيم الإيجابية بالنسبة له، حول الشعور بالملكية الخاصة والقدرة على التصرف في حدودها، كما ينمي لديه ملكات التدبير والتوفير والادخار والكرم والعطاء للغير، كما أن ذلك من شأنه أن يجعل الطفل لا يتطلع لممتلكات الآخرين.
يجب إعطاء الطفل فرصة للإدخار، وجمع بعض المال، ولكن مع ضرورة توضيح الفرق بين الادخار المحمود والشح المذموم.
لابد من توضيح المعنى الحقيقي للغنى، وإبرازه في ذهن الطفل مع التلقين والتكرار، وذلك أن المندفع وراء حب التملك بدون عقل ولا روية لن يشعر بالغنى والاكتفاء مهما جمع، بل سيظل يطلب المزيد بلا حدود فهو في حقيقة الأمر فقير مع كثرة ما يملك، أما من رضى بما قسمه الله له فإن قلبه يمتلئ بالغنى والاطمئنان.
الحرص على غرس الصورة الصحيحة للملكية من خلال القدوة، فلابد أن يرى والديه يحافظا على ممتلكات وخصوصيات الآخرين.