رئيس التحرير
عصام كامل

أبو الغيط: أطفال فلسطين محرمون من الحقوق والحريات

 أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط

قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الواقع الحالي للطفل الفلسطيني تكشف عن حرمانه من حقوق وحريات أساسية خلافًا لما هو منصوص عليه بشكل صريح في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.


أضاف: هناك بون شاسع بين ما هو مضمون ومكفول من حقوق وحريات أساسية في إطار الاتفاقية وبين الانتهاك الصريح والمعلن والمنظم تجاه الطفولة الفلسطينية، حياةً وأمنًا وصحةً وتعليمًا.

وركز على أن ما يتعرض له الطفل الفلسطينية يؤكد مسئولية السلطات الإسرائيلية عن انتهاك حقوق الطفل الفلسطيني، وضربها عرض الحائط بالاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ومن بينها اتفاقية حقوق الطفل، وهي بالمناسبة أكثر اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية من حيث عدد التصديقات عليه بما يؤكد أهميتها البالغة وسعي مختلف دول العالم للالتزام بالقواعد والمعايير التي نصت عليها لحماية الطفل.

ونوه أنه ووفقًا للبيان الصادر عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فقد تم توثيق استشهاد 2012 طفلًا فلسطينيًا منذ عام 2000 وحتى نهاية عام 2016 على يد قوات الاحتلال والمستوطنين في قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس وإمعانًا في التنكيل وانتهاك الحقوق فقد انتهجت قوات الاحتلال سياسة احتجاز جثامين الأطفال كنوع من العقاب الجماعي لأسرهم، إضافة إلى أن سياسة الإفلات من العقاب أو المساءلة باتت تضمن لجنود الاحتلال الإسرائيلي الحصانة من أية ملاحقة قضائية.. حتى على جرائم القتل العمد بحق الفلسطينيين.

ووأوضح أن سلطات الاحتلال تعتقل وتحاكم نحو 700 طفل فلسطيني بين سن 12 و17 عامًا وتحاكمهم أمام محاكمها العسكرية التي تفتقر لأدنى معايير المحاكمات العادلة، وقد بلغ متوسط عدد الأطفال المعتقلين في السجون وأماكن الاحتجاز الإسرائيلية خلال العام الماضي نحو 380 طفلًا دون سن الثامنة عشر.

وأشار إلى أن المنظمات الحقوقية التي تعنى بشئون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين أوضحت أن الأطفال يخضعون لإجراءات قاسية خلال عمليات الاعتقال أثناء التحقيق معهم دون مراعاة لسنهم، ويتم إخضاعهم لمختلف الضغوط النفسية والجسدية على يد المحققين الإسرائيليين، وتنتزع اعترافاتهم عنوة، مع تعمد المحققين الإسرائيليين استخدام أساليب غير إنسانية معهم على غرار الاعتداء عليهم بالضرب، وحرمانهم من النوم، والحرمان من زيارات الأهل، ومن الموارد الثقافية والدراسية، بالإضافة إلى تردي نوعيات الطعام المقدمة إليهم.. وياله من عار سيظل يلاحق دولة الاحتلال ويلطخ سمعتها إلى الأبد.

وشدد على أن تحليل واقع معاناة الطفل الفلسطيني وكيفية معالجتها يستوجب العمل على تطوير آليات محاسبة ومساءلة قانونية لسلطات الاحتلال على الانتهاكات التي تمارسها بحق أطفال فلسطين، مع توفير الحماية الدولية لهم.. ذلك أن انتهاك حقوق الأطفال في فلسطين، والتهديد الخطير لأمنهم يشكل تحديًا غير مسبوق لا يضر بالأطفال فحسب، وإنما يتعدى ذلك للإضرار بمستقبل المجتمع الفلسطيني بأسره، لا سيما وأن الأطفال يمثلون أكثر من 47% من تعداد المجتمع الفلسطيني.

وركز على أن مسئوليتنا تجاه حماية الطفل الفلسطيني كبيرة، ولا يمكن التخلي أو التقاعس عنها وتستدعي عملًا جادًا وحقيقيًا ووضع خطط واضحة للارتقاء بوضعية الطفل الفلسطيني وضمان كفالة حقوقه المختلفة، سعيًا لتحقيق غد أفضل لهذا الطفل الذي عانى كثيرًا، وفى هذا السياق، دعونى أعرب عن الأسف لما رصدناه من مشاركة محدودة من جانب المنظمات الدولية المعنية بحماية وتعزيز حقوق الطفل، وهى المشاركة التي كنا نأمل في أن تكون أكبر، وفى مستوى تمثيل أعلى، وذلك في إطار تحمل كل منظمة من هذه المنظمات لمسئولياتها الثابتة والمنصوص عليها في قرارات دولية متعددة في مجال حماية الأطفال من أبناء الشعب الفلسطينى.
الجريدة الرسمية