رئيس التحرير
عصام كامل

إحسان عبد القدوس يصف دهاء «الحكيم» بالخبث الأبيض

فيتو

في شهر نوفمبر 1956 أرسل الكاتب الكبير توفيق الحكيم رسالة إلى الأديب إحسان عبد القدوس نشرتها مجلة "صباح الخير" يقول فيها:

قرأت في مجلتكم الموقرة العدد الأخير خبرًا عن اعتزام الفرقة المسرحية المصرية إخراج مسرحيتى "إيزيس" ولما كنت بعيدا عن القاهرة ولا أعلم شيئا بهذا الأمر، فأرجو أن يكون الخبر المذكور غير حقيقى؛ لأنني في النهاية أرغب في إفساح المجال للشباب.

وفى المقابل بعث إحسان عبد القدوس، رئيس تحرير روز اليوسف، ردًا على توفيق الحكيم قال فيه:
إن الأستاذ توفيق يتمتع بمزايا كثيرة نحبه من أجلها، ومن بين هذه المزايا الخبث.. وهو خبث أبيض لا يخلو من الطيبة وخفة الدم أقرب إلى خبث الملائكة.

وعندما كتب أديبنا الحكيم الخطاب كان يعلم أن إنتاج الكتاب الشبان للروايات المسرحية يكاد يكون معدومًا، وهو يعلم أيضًا أن المحاولات التي قام بها الشباب حتى اليوم لا تكفى للنهضة التي نأملها، ويعلم أكثر أن المسرح في حاجة ملحة إلى كل إنتاجه ( إنتاج توفيق الحكيم )، وأن مسرحية إيزيس جاءت في وقتها كبداية موفقة لموسم مسرحى ناجح.

ويعلم أستاذنا أيضًا أن رسالته في تشجيع الآخرين لا تتعارض مع إخراج مسرحيته بل إن رسالته هذه تحتم عليه أن يقدم هذه المسرحية ولو مجانًا للفرقة المسرحية المصرية كمساهمة فعالة في نهضة المسرح.

توفيق الحكيم يعلم كل هذا ولكنه يتجاهله ويتركنى لأقول له ردًا على خطابه، وقد قلت ما أراده أستاذي ومستعد أن أقول أكثر من ذلك وأن أركع على قدمي وأتوسل إليه باسم مصر وباسم الثورة وباسم الفن وباسم الجيش وباسم كل ما نحبه ونعيش من أجله أن يسمح بإخراج مسرحية إيزيس.
الجريدة الرسمية