رئيس التحرير
عصام كامل

الشتاء.. نار الأسعار تحرق جيوب المصريين «ملف خاص»

فيتو

كتب : عيد حسن - نادر سلامة - اية العقيلى - ريهام الصواف  - محمد بدوي

كشفت شعبة القصابين عن انخفاض أسعار اللحوم بنسبة 5% مع دخول فصل الشتاء، ليتراوح سعرها بين 130 جنيها إلى 135 جنيها للكيلو بالأسواق؛ بسبب الركود الشديد في الأسواق، بينما أكدت شعبة البقالة على ارتفاع أسعار العدس بنسبة 10%، وهي السلعة التي ترتبط بشكل أكبر بفصل الشتاء، حيث يقبل عليها المصريون غذاء غنيا بالبروتين النباتي، كما أن تناوله يساعد على التدفئة، إلا أن ارتفاع أسعاره يزيد من عبء شرائه على المواطنين، وبخاصة محدودي الدخل.


ومع دخول فصل الشتاء ارتفعت أسعار الملابس، حيث تراوحت نسبة الارتفاع من 100% إلى 120%، وهو ما أدى إلى إقلاع معظم المواطنين عن شراء ملابس الشتاء هذا العام؛ لتغرق الأسواق في حالة من الركود، ليطالب الخبراء بتدخل الدولة بتوفير منافذ لبيع السلع الغذائية، ومستلزمات الأسر من الملابس وغيرها، بأسعار مناسبة لظروف محدودي الدخل.

انخفاض أسعار اللحوم مع دخول الشتاء
قال محمد شرف نائب رئيس شعبة القصابين بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن أسعار اللحوم انخفضت هذه الفترة بنسبة 5% حيث يتراوح سعرها بين 130 جنيها إلى 135 جنيها للكيلو بالأسواق، وذلك بسبب حالة الركود الشديد التي يشهدها القطاع الفترة الأخيرة.

وأكد أن السوق المصرى الآن يخضع للعرض والطلب، لذلك انخفضت أسعار اللحوم مع بداية فصل الشتاء، لكن السوق غير مستقر على سعر ثابت، فمن المتوقع إذا زاد الطلب على اللحوم الفترة القادمة أن يرتفع سعرها بالأسواق.

وقال: "نأمل أن تستقر الأسعار إلى هذا الحد بدون ارتفاع مرة أخرى، حتى شهر يناير 2018، لحين زيادة المعروض من كميات اللحوم الموجودة بالسوق أو من خلال الاستيراد أو ظهور مشروع تسمين البتلو إلى النور، الفترة القادمة، والذي سوف يخلق وفرا في كميات اللحوم بالأسواق، ويكون تأثيره على السوق بانخفاض إجباري في أسعار اللحوم؛ لكثرة المعروض وزيادة الإنتاج.



10 % ارتفاعا في أسعار العدس
قال عماد عابدين سكرتير شعبة البقالة بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن بعض التجار والمستوردين الآن يواصلون بعض الممارسات الاحتكارية الخاطئة بالأسواق، خاصة مع بداية فصل الشتاء، نظرا لزيادة الطلب على المواد البقولية خاصة العدس الذي يزيد الطلب عليه هذه الأيام، مما أدى إلى ارتفاع نسبي في أسعار يتجاوز 10%.

مشيرا إلى أن هذه الزيادة تؤثر على أسعار السلعة الموجودة بالسوق ويزيد العبء على المواطن المحدود؛ لأنه يتأثر بها، خاصة أن هذه السلع هي ملجأ الغلابة والفقراء من أبناء هذا الوطن.

وتابع سكرتير الشعبة أن على الدولة أن تتدخل من خلال الشركات القابضة، وتقوم باستيراد السلعه لكي تخلق توازنًا بالسوق، ولا تترك الأمر في يد القطاع الخاص والمستوردين وحدهم، الذين يتحكمون بأسعار السلع مع زيادة الطلب عليها بالأسواق.



120 % ارتفاعا بأسعار ملابس الشتاء
أكد يحيى زنانيرى رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن نسبة ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة ارتفعت هذا العام من 80% إلى 100%، مع دخول فصل الشتاء على المنتجات المحلية، وبنسبة تتراوح بين 100% إلى 120%على المنتجات المستوردة بالأسواق هذا العام، وذلك بسبب ارتفاع التكاليف وفرض ضريبة القيمة المضافة، ورفع الدعم على المحروقات وارتفاع أسعار الطاقة، الذي رفع من قيمة أسعار المنتجات والسلع بالأسواق بشكل كبير.

وأشار رئيس الشعبة أن نسبة الإقبال على ملابس الشتاء هذا العام تكاد تكون منعدمة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار السلع بالأسواق، والتي اعتبرها المواطن المصرى وخاصة محدودي الدخل أسعار مبالغ فيها، لا يستطيع أن يتحمل أعبائها.



سلع نستغني عنها لمواجهة الغلاء
سألت "فيتو" المواطنين كيف يوفروا في الشتاء، وما هي الأشياء التي من الممكن الاستغناء عنها، وجاءت الردود كالتالي:

قال سيد ربيع: «المشكلة ليست في الشتاء أو الصيف، الموضوع بصفة عامة إني مبشتريش غير الحاجات الضرورية، يعني لو عندي 2 جاكت بغير فيهم، هعوز إيه أكتر من كده، والوضع نفسه لا يختلف في الأكل، هو احنا بناكل عشان نعيش ولا نعيش عشان ناكل».

وأضاف أحد المواطنين، أن المصاريف في فصل الشتاء لا تختلف كثيرا عن الصيف، وأن الأشياء التي يمكن الاستغناء عنها هي التدخين، قائلا: "مصاريف الشتا عندي هي نفس مصاريف الصيف، ولو فيه حاجات ممكن استغنى عنها فهي التغذية والدخان، فأقلل من الأكل وخلاص".

وتابع عمر محمد: "مبصرفش على الأكل كتير، وممكن المصايف اللي مش بتنفع غير في الصيف، بس مقدرش استغنى عن أي حاجة من الحاجات اللي بستخدمها في الشتاء، زي اللبس علشان الجو بيكون سقعة".

وأوضح حسام: "محدش بيعرف يوفر في الشتا أصلا، يمكن آجي على نفسي شوية لو محتاج جاكت أأجله للشهر اللي بعده؛ لأن بكون محتاج الفلوس دي لحاجات أهم مني".


وتواجه الأسرة المصرية هذا العام تحديا ماديا كبيرا، حيث الارتفاع الشديد في أسعار مختلف السلع والمنتجات، بداية من أسعار الخضراوات والفاكهة، وكذلك اللحوم والدواجن، وصولا إلى أسعار الملابس التي يصرخ منها الجميع.

وتقدم خبيرة الموضة جيلان محمود مجموعة من الحلول لمواجهة غلاء أسعار الملابس:

في البداية تؤكد جيلان أنه في الآونة الأخيرة عاد من جديد تفصيل الملابس، وانتشرت صفحات التفصيل على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تقدم الملابس بسعر أرخص من المحال.

يمكن تجديد الكثير من قطع ملابس العام الماضي، لتبدو جديدة، واستغلالها هذا الشتاء، من خلال إضافة بعض الاكسسوارات التي يمكن شراؤها من منطقة "الموسكي"، مثل "اللولي والجلود، والشمواه، والشرائط المطرزة بالتطريز العربي"، وكلها تتماشى مع موضة هذا الشتاء، وأسعارها في متناول الجميع.

"السكارف" حلا عمليا كقطعة ملابس جديدة، وغير مكلفة، فيمكنك شراء متر قماش صوف من منطقة الأزهر، ولن يزيد سعره عن "50 جنيها"، ويمكنك تنفيذه بنفسك لعمل "سكارف".

كذلك يمكنك شراء قطعة ملابس واحدة تتماشى مع أكثر من قطعة ملابس، كبالطو أو جاكيت، أو "فيست" بدون أكمام، مع تغيير الحذاء والشنطة والبنطلون أو "الجيب"، وكذلك الإيشارب بالنسبة للمحجبات.



تواجد الدولة تبرد نار الأسعار
قال اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك بوزارة التموين والتجارة الداخلية، أن «ارتفاع أسعار الملابس الشتوية بعد تحرير سعر الصرف وزيادة معدلات التكلفة ليست مبررا لاستغلال المواطنين بزيادة هامش الربح عن المعقول أو البيع بأزيد من السعر المعلن أو خداع المواطنين بوضع منتجات معينة في نوافذ العرض بالمحال التجارية لجذب المستهلكين وعند الرغبة في الشراء يظهرون التعلل بكونها نفدت بما يعد إعلانا مضللا مخالفا لقانون حماية المستهلك رقم 67 لسنة 2006».

وأوضح رئيس جهاز حماية المستهلك، أن العاملين بالجهاز ممن لهم حق الضبطية القضائية مع الأجهزة الرقابية الأخرى بالتموين يواصلون متابعة الأسواق لرصد المخالفات أو طرح منتجات معيبة أو ماركات مقلدة للأزياء بكافة أنواعها لمثيلاتها المشهورة عالميا، بهدف تحقيق مكاسب بطرق غير مشروعة، كما أن اقتصاد الأسواق الحرة وقوى العرض والطلب يحول دون تطبيق تسعيرة إجبارية لمنع من يستغل المستهلكين من التجار، كما أن جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال حماية المستهلك تراقب الأسعار، وترصد حركتها وترفعها للجهاز.

وأضاف أن الدولة لابد أن تكون صاحبة الحصة الحاكمة في السوق، من خلال منافذها مع شركات قطاع الأعمال العام؛ لطرح المنتجات بهامش ربح ليس فيه مغالاة لإحداث التوازن السعري مع القطاع الخاص، من خلال شركات عمر أفندي وغيرها؛ لأن المقاطعة ليست في صالح الاقتصاد القومي، بهدف تشجيع المنتجات كما أن هناك خطة بالاتفاق مع الاتحاد العام للغرف التجارية، حول الأسعار، سيتم الإعلان عنها قريبا، بهدف تخفيف الأعباء عن كاهل المصريين في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، من خلال إصلاح السياسة المالية والنقدية؛ لتنعكس ثمار الإصلاح الاقتصادي على المستهلكين خلال الفترة المقبلة.




كيف تواجه غلاء الأسعار في الشتاء
تواجه الأسرة المصرية هذا العام تحديا ماديا كبيرا، حيث الارتفاع الشديد في أسعار مختلف السلع والمنتجات، بداية من أسعار الخضراوات والفاكهة، وكذلك اللحوم والدواجن، وصولا إلى أسعار الملابس التي يصرخ منها الجميع.

وتقدم دكتورة منال عبدالرحمن أستاذ الاقتصاد المنزلي في السطور التالية مجموعة من النصائح والوصايا لمواجهة غلاء أسعار اللحوم والدواجن، والسلع الأساسية.

- الشتاء غني بالأكلات عالية القيمة الغذائية، وغير المكلفة، مثل القلقاس والسبانخ والعدس، والخبيزة والفاصوليا، والتي يمكن تناولها دون الحاجة لوجود لحوم أو دواجن.

يمكنك تقسيم الدجاجة إلى 8 قطع، بدلا من 4 قطع فقط، وبذلك ستكفي الأسرة المكونة من 4 أفراد ليومين، بدلا من يوم واحد.

- بالنسبة لبواقي الطماطم والصلصات يمكنك تجميعها في علبة بلاستيكية صغيرة بالفريزر، وعندما تمتلئ العلبة، يمكنك إعادة طحنها في الخلاط، وعمل صلصة جيدة، يمكنك إضافتها للمكرونة أو البيتزا.

- لا ترمي أي بواقي من الخبز البلدي أو الفينو، مهما كانت صغيرة أو جافة، بل اجمعي كل صنف منهم في كيس بلاستيكي، وضعيه في الفريزر، فيمكنك استخدام بقايا الخبز البلدي عند عمل الفتة، والفينو قومي بطحنه؛ لاستخدامه "بقسماط مطحون" في عمل البانيه والبفتيك.

- بقايا الأرز جمعيها في علبة بلاستيكية في الفريزر، ويمكنك إعادة طهيها، بعدة طرق، فيمكنك تشويحه من جديد في القليل من الزيت، وإضافة القليل من الماء، وتركه على نار هادئة؛ ليصبح جاهزا للأكل.

- يمكنك وضع الأرز في أطباق فرن صغيرة، وعمل القليل من الكريمة، ووضعها على وجهه، وإدخاله الفرن، ليكون لديكي ألذ أرز معمر، يتناوله أولادك على العشاء.

- بواقي اللحوم والفراخ، يمكنك تجميعها، وتحويلها إلى شاورمة، بتقطيعها، وتشويحها مع قطع البصل والفلفل الألوان، والقليل من البهارات المفضلة لديك، وتقديمها لأبنائك، كوجبة سريعة، أو في سندوتشات المدرسة.

- أي بواقي خضراوات جمعيها في علبة بلاستيكية، ويمكنك إخراجها، وأضاف شرائح البصل والقليل من عصير الطماطم لها، وإدخالها الفرن؛ ليكون لديكي ألذ طاجن خضار.

- بواقي اللحوم المصنعة الجافة، كاللانشون والبسطرمة والسوسيس، وكذلك الأجبان، جمعيها في علبة صغيرة بالفريزر، واستفيدي منها عند عمل البيتزا، كحشو لها.
الجريدة الرسمية