رئيس التحرير
عصام كامل

تصورات العلماء لـ«المدارس القرآنية».. منح شهادات بعد اجتياز الدورات.. لا مانع من تحصيل رسوم لتطوير المبادرة.. إنقاذ اللغة العربية في المجتمع المصري.. ومطالب بإحلالها محل المعاهد الخاصة

وزير الأوقاف محمد
وزير الأوقاف محمد مختار جمعة

خطوة تلو الأخرى تتخذها الدولة محاولة التصدي لأفكار التطرف، الذي تزايدت بعد حكم جماعة الإخوان لمصر، بالإضافة إلى ثورة الاتصالات التي استخدمتها الجماعات التكفيرية في استقطاب الكثير من الشباب.


المدارس القرآنية
ومن هذا المنطلق، أعلن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة عن اعتزام الوزارة إنشاء ما يعرف بـ«المدارس القرآنية» في عدد من محافظات الجمهورية، يتم تشكيلها في المساجد الكبرى بالقرى والمراكز في المحافظات.

وأكد الوزير على أن الهدف من هذه المدارس القرآنية هي الحفاظ على عقول النشأ من العبث بعقولهم، وتجنيدهم، لذلك نعمل على تأمين وجود المدارس القرآنية، في كل القرى، والتحفيظ بالمجان، حتى يكون أبناؤنا في أيد أمينة.

اقرأ..الأوقاف: نبهنا على الأئمة والعمال بعدم تكرار «فوتو سيشن» مسجد الحاكم

شهادة اجتياز
وحاول علماء الدين وضع تصور عامة لشكل تلك المدارس، ومطالبهم لإنقاذ الدعوة الإسلامية من العابثين، فيقول سيف رجب قزام"، عميد كلية الشريعة بطنطا سابقا، أن تلك المدارس ستعمل على التنوير وبذل الجهود المطلوبة لبناء عقول النشء، مطالبا بتوفير تلك المادة المقدمة في صورة دورات تدريبية، يحصل الدارس على شهادة بعد اجتيازها.

وأكد على أن تلك المدارس سيتم تقنينها وبالتالي لا مانع من الحصول على رسوم بسيطة من الدارس، للتمكن من تتطور المبادرة، أو تقديم خدمات للمسجد والمؤسسات الدينية، منوها على أن المراكز الثقافية تحصل على أموال مقابل تقديم خدماتها.

تابع..وزير الأوقاف ومحافظ المنوفية يفتتحان مسجد الشهيد ممدوح بالباجور

تخلص من التشدد
ومن جانبه، يقول "أحمد شبل، عضو هيئة التدريس بكلية الأصول بجامعة الأزهر، أن المدارس خطوة جيدة لجميع رواد المساجد، وخاصة كبار السن، لحفظ القرآن ودراسة معانيه، مؤكدًا على أن تلك المدارس فرصة للتخلص من الذي يتصدرون المشهد من الجماعات المتشددة وغير الأزهريين لتحفيظ القرآن.

وتابع قائلا: «كان للكتاتيب قديما الفضل في إخراج وتعليم كبار الكتاب والعلماء، كما كان السبب في تقوية لسانهم وتدريبهم على التحدث باللغة العربية الفصحى، ودراسة مواد البلاغة والأدب والأخلاق الرفيعة، مطالبا بأن يكون محور ارتكاز واهتمام المدارس بإعادة تقويم اللغة العربية في المجتمع المصري».

وأضاف «شبل» أنه لا ينبغي أن يقتصر الهدف الرئيسي على الحفظ فقط، ولكن أيضا فهم الآيات والتدريب على تطبيقها، كما كان يفعل الصحابة، يحفظون يوميا 10 آيات ولا يتخطونها إلا بعد فهمها وتدبرها وإتقانها، منوها على أن الرقابة الجديدة ستمنع تحوله لباب جديد للإرهاب.

مشيخة المقارئ
وفي نفس السياق، يقول حمد الله الصفتي، القيادي برابطة خريجي الأزهر، أن تلك المبادرة من أهم مهام مشيخة المقارئ المصرية التابعة للأوقاف، التي تأسست عام 1929 وتعتبر أقدم هيئة للعناية بالقرآن في العالم، ومهمتها نشر المقارئ في كل المساجد الموجودة في مصر، وظلت أقوى مركز يؤدي دوره بمنتهى الدقة حتى عام 1949، حينما واجه أكبر مشكلة وهي الاعتماد المالي.
الجريدة الرسمية