رئيس التحرير
عصام كامل

أتاتورك.. أردوغان في حضرة عدو الإسلاميين «بروفايل»

فيتو

أحيت الدولة التركية، اليوم، الذكرى السنوية الـ79 لوفاة مؤسس الجمهورية التركية القائد مصطفى كمال أتاتورك.

وكان ضريح أتاتورك أول محطة للمراسم التي أقيمت في العاصمة أنقرة، ووضعت قمة هرم الدولة إكليلا من الزهور على ضريح أتاتورك، ثم وقع رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان على سجل التشريفات.


وكتب أردوغان العبارات التالية "نستذكر بالرحمة والحب والاحترام القائد الكبير لحرب الاستقلال مؤسس جمهوريتنا، أول رئيس جمهوريتنا القائد مصطفى كمال أتاتورك في الذكرى السنوية الـ79 لوفاته".

وأضاف أردوغان "نحن نواصل العمل ليل نهار من أجل الارتقاء بتركيا التي نعتبرها أهم ميراث تركه أتاتورك لنا، للارتقاء بها فوق مستوى الحضارة المعاصرة".

1- ميلاده ونشأته


ولد أتاتورك لأب يدعى علي رضا أفندي في العام 1881 ميلادية، حيث تعود عائلته في أصولها إلى الأفرانتولار، حيث كانت هذه العائلة مستقرة في سلانيك، وكان والده موظفًا في الجمارك إلى جانب مهنته كتاجر للخشب، وكان لعلي ستة أبناء توفوا جميعًا وهم صغار ما عدا مصطفى وابنته مقبولة، التحق وهو صغير بمدرسة شمس أفندي وكانوا في هذه الفترة خارج سلانيك، فقررت والدته العودة إليها حتى يلتفت مصطفى إلى دراسته بسبب انشغاله عنها في الزراعة، ثم التحق بالمدرسة الرشدية المدنية ثم بالمدرسة الرشدية العسكرية، وقد كان لمعلميه تأثير كبير فيه، حيث إنهم هم من أسهموا وبشكل كبير في تشكيل عقله وبلورة تفكيره ليصبح تفكيرًا حرًا.

بعدما أنهى مصطفى دراسته في المدرسة بتفوق باهر، انتقل إلى المدرسة الحربية، حيث تخرج منها برتبة رئيس أركان حرب. بعد تخرج أتاتورك خدم فترة تدريبه في دمشق، وقد كان شديد الاهتمام بالثورات التي قامت واندلعت في سوريا، فاكتسب خبرة كبيرة جدًا في هذا المجال أي في مجال التعامل مع الثورات. أسس أتاتورك جمعية الوطن والحرية في العام 1906 ميلادية، ليذهب بعدها إلى يافا بمعاونة صديقه حسن بي، ثم عين مصطفى في بروسبي التي تقع بالقرب من الحدود المصرية، ثم انضم إلى جمعية الاتحاد والترقي، ثم في العام 1909 ميلادية صار أتاتورك رئيسًا للحرب في سلانيك، ثم تدرج في المناصب إلى أن وصل إلى منصب في مركز قيادة الجيش في العام 1911 ميلادية.



2- حرب الاستقلال

برز اسمه بعد هزيمة بلاده بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واحتلال أجزاء منها من قبل الحلفاء، فقدر لهذا الضابط أن يمارس دور المحرر وقد تزعم ما سمي بحرب الاستقلال لتحرير الأناضول المحتل، وظهرت كاريزما الرجل بصورة واضحة، حينما رفض أوامر السلطان بالتخلي عن الواجب والعودة إلى إسطنبول المحتلة من البريطانيين، فاستقال من الجيش ونظم قوات التحرير تحت قيادته، حتى تمكن قبل نهاية صيف عام ١٩٢٢ من طرد القوات المحتلة من بلاده، ونظر إليه كبطل ومحرر.

وفي ربيع عام ١٩٢٠ أسس مصطفى كمال المجلس الوطني العظيم، الذي تحول إلى حكومة موازية لسلطة الخليفة العثماني، وقد أصدر هذا المجلس ما سماه «القانون الأساسي» الذي تزامن صدوره مع إعلان النصر وتحرير الأراضي التركية، وأعلن فيه مصطفى كمال إلغاء السلطنة في يوليو عام ١٩٢٣ وأعلن في ٢٩ أكتوبر من نفس العام ولادة الجمهورية التركية وإلغاء الخلافة، وأعلن رئيسا للبلاد وتم إعادة انتخابه ثلاث مرات.



3- عداء الإسلام

عبّر مصطفى أتاتورك عن ميله إلى العلمانية ومحى مظاهر التدين، من خلال الخطوات التي قام بها فور توليه حكم تركيا؛ حيث ألغى الخلافة وطرد الخليفة عبد المجيد الثّاني، كما ناصب اللغة العربيّة العداء؛ ومنع الأذان باللغة العربيّة، كما ألغى مادة الإسلام دين الدولة في الدّستور، وكذلك قضى كل مظاهر التدين في المجتمع التركي؛ وغيّر لباس الرجال وأصبحت القبعة الغربية من رموز التمدن والحضارة.

ووضع دستورا مستمدا من القوانين السويسرية والإيطاليّة محل دستور البلاد الذي يستند على الشريعة الإسلامية، وقد فرضت اتفاقية لوزان الشهيرة شروطًا مذلّة على تركيا للاعتراف بها من ضمنها: تحجيم قدرات تركيا ورسم حدودها؛ بحيث لا تفكّر في حكم المسلمين مرة أخرى.



4- هوايته

عهد أتاتورك في حقبة حكمه حقوق الملكية لكافة المواطنين، وعمل على تنمية متوسط الاقتصاد في البلاد، ليرتفع بعدها معدل الدخل القومي، وتحولت تركيا جراء هذا الأمر من أكثر دول العالم ازدهارًا، كان أتاتورك عاشقًا لركوب الخيل والسباحة، وكان يهوى المطالعة والرقص والموسيقى، يمضي أوقات فراغه بلعب البلياردو والطاولة، وكان مهتمًا بالأغاني الشعبية الرومانية، وبألعاب القوى والمصارعة، وكان عاشقا للطبيعة.



5- مرضه ووفاته

بدأت الحالة الصحية لمؤسس تركيا الحديث بالتردي عام 1937، ولم ينفع معه أي علاج سواء من داخل تركيا أو خارجها.

وتضاربت الرويات حول المرض الذي إصابة في نهاية حياته، أبرزها إصابته جلده بحشرات صغيرة تسمّى "حشرات الجرب" لا ترى بالعين المجردة، سبّبت له حكّة شديدة في أجزاء جسده واحتباس الماء.

والرواية الموثقة حول سبب وفاته، هي اكتشاف الأطباء معانته من تشمع الكبد، وأستدعى له أطباء من أوروبا؛ لكن الأدوية التي قدمت له لم تجدِ نفعًا، وتوفي في إسطنبول بقصر دولمة بهجة في تمام الساعة التاسعة والخمس دقائق صباح يوم الأربعاء العاشر من نوفمبر عام 1938.
الجريدة الرسمية