رئيس التحرير
عصام كامل

"الجارديان": التيار الإسرائيلى المتشدد قد يكون مفتاح السلام فى الشرق الأوسط

 رئيس الوزراء بنيامين
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

رجحت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التيار الإسرائيلي المتشدد قد يكون مفتاح حل السلام في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. 

وأوضحت الصحيفة البريطانية - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - أنه من المعروف أن الأصوليين الدينيين هم جزء من المشكلة المتفاقمة في منطقة الشرق الأوسط؛ كما أن التطرف الديني يضفى المزيد من التعقيد على الأوضاع كافة، لافتة إلى أنه كلما كان الصراع بمثابة "معركة على العقارات"، يكون قابلا للحل، أما عندما يتحول إلى حرب مقدسة عندها فقط يتحول الوضع إلى كارثة.


ورأت الصحيفة أن الأحزاب اليهودية المتشددة من المرجح أنها لم تكن جزءا من تلك المشكلة في الأصل، بل وقد تكون في الواقع مفتاح حل الدولتين.

ولفتت الصحيفة إلى أن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وما أعقبها من تشكيل ائتلاف شهدت مالم يكن متوقعا، فالأحزاب اليهودية المتطرفة مثل حزبي "يهدوت هتوراة" - أو يهودية التوراة الموحد - و "شاس"، جنبا إلى جنب مع ائتلاف اليسار من أحزاب العمل ونشطاء الحقوق المدنية والأحزاب الممثلة للعرب في إسرائيل وجدت نفسها جميعا في جانب المعارضة أمام اليمين الحاكم المتمثل في هذا التحالف الجديد بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ونوهت الصحيفة بأن سيطرة الأحزاب اليهودية المتشددة على نحو 20 مقعدا بالكنيست الإسرائيلي البالغ عدد معاقده 120، سيجعل منهم كتلة حاسمة في تشكيل الائتلاف ففي حالة حدوث جمود بين اليمين واليسار، سيرجع القرار إليهم، إما الانضمام لليسار الذي يسعى لتنفيذ حل الدولتين، أو اليمين الذي يرفض ذلك.

واعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تلك الأحزاب اليهودية قد تميل نحو اليسار، وذلك بالنظر إلى قناعات لاهوتية لدى المتشددين بأنه يمكن التنازل عن الأرض لأن قدسية الأرض أقل من قدسية الحياة بالنسبة إليهم، مشيرة إلى أنه في حال التزمت الحكومة الإسرائيلية بإنهاء الاحتلال، والموافقة على اعفاء المنتمين للحرديم من التجنيد، فإنهم قد يباركونها.

وبناء على ذلك، طالبت الصحيفة الحكومة الإسرائيلية بترتيب أولوياتها فحل الدولتين ووضع نهاية لهذه الأزمة المتفاقمة منذ عقود هو أكثر أهمية من تجنيد الحريديم للخدمة العسكرية.

وخلصت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن كل الأطراف مهما كان حجمها، لها دور وتأثير ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار، فبدلا من التفاوض مع القادة في الحكومة الإسرائيلية فقط، ينبغي على القوى الغربية التفاوض مع كافة الأطراف، بما في ذلك الأحزاب المتشددة، والتي قد تكون مفتاح حل عملية السلام في المنطقة.
الجريدة الرسمية