رئيس التحرير
عصام كامل

تحليل نفسي لمن يقتلون أطفالهم.. نوبات الصرع وراء ارتكاب الجريمة.. المخدرات أهم الأسباب.. خبراء نفس يطالبون بإدخال المجرمين مصحات نفسية.. و«هلال» يوضح تأثير «الكيف» على الإنسان

فيتو

هي لحظات خارج إطار العقل والإنسانية، لا يمكن تصور أن يقدم أب على قتل أطفاله لأي سبب كان، وبعيدًا عن الجريمة ذاتها فإن العلوم النفسية تشير إلى أن الإنسان ضعيف أمام من هم قريبون منه.


تلك القاعدة لها استثناءات ظهرت خلال الأشهر الماضية من خلال إقدام بعض الآباء على قتال أولادهم، وآخر الحالات كانت في قناة إذ اعترف أب يدعى «خ.ف» ويبلغ من العمر 33 عاما، منذ يومين أنه قتل أطفاله الثلاثة بقرية «ريدة» بمحافظة المنيا.

وقال في اعترافاته أمام النيابة العامة: «كنت نائم وشفت في الحلم زوجتي وأبنائي الثلاث يصرون على اصطحابي لمحافظة قنا لتلقي العلاج في مصحة نفسية، فنهرتهم بشدة ورفضت الذهاب معهم، وذهبت إلى المطبخ وأحضرت بلطة حديدية، وعندما وجدتهم مستغرقين في النوم على السرير بغرفة زوجتي، هشمت رأس زوجتي وابني الأكبر حتى أشل حركاتهما وأتمكن من قتلهم جميعًا، ثم توجهت إلى على وعمرو وهشمت رأسهما تمامًا، ولم أدر لماذا فعلت ذلك».

وبالكشف الجنائي عن المتهم تبين سابقة اتهامه في 6 قضايا تبديد وتعاطي مخدرات، منهم القضية رقم 1747 لسنة 2010 إداري مركز المنيا «تعاطي مخدرات»، وتحرر محضر بالواقعة رقم 13612 لسنة 2017 إداري مركز المنيا.

وبعيدًا عن بشاعة تلك الجريمة، فإن الكثيرين أكدوا أن مرتكبي تلك الأفعال لا يمكن أن يكونوا أسوياء، وهو ما يفتح الباب أمام التحليل النفسي لمن يقدمون على قتل أولادهم.

الصرع
في البداية يوضح أحمد هلال، الخبير النفسي، أنه لا هناك عاقل أو سوي يقوم بهذا الفعل المجرم على الإطلاق، مشيرا إلى أن هناك نوعا من أنواع الأمراض النفسية تسبب نوبة من الصرع وتنعكس نفسيًّا على عقل وتفكير الشخص ما تجعله مضطرب الشخصية ويهيئ له أشياء ليست موجودة من الأساس.

وأضاف «هلال» في تصريح لـ«فيتو»، أن الكيف والمخدرات وراء هذه الجرائم، فهي تؤثر على الأشخاص بشكل غير طبيعي وتجعلهم في حالة انهيار تام فيتحول الشخص العادي إلى عدواني لا يبالي، بالإضافة إلى إنهم لا يدركون ما يفعلون، ولكن يصعب على الطب النفسي تشخيص سبب ارتكاب مثل هذه الجرائم مهما اختلفت الدوافع.

مختل عقليا
بينما قال الدكتور محمود عبد الكريم، الخبير النفسي، إن مرتكبي تلك الجرائم، مختلون عقليًّا ولا بد من إدخالهم لمصحات نفسية، مشيرا إلى أن هناك أمراض نفسية تجعل الشخص ليس في وعيه أو إدراكه، فيرتكب الجرائم التي يريدها كما يشاء ولكن في مخيلته أن هذا لم يحدث.

وأضاف «عبدالكريم» في تصريح لـ«فيتو»، أن المجتمع أصبح بلا مشاعر أو أحاسيس وهو ما يدلل عليه قيام أب بقتل أولاده بوحشية، موضحًا أن المخدرات عامل مهم في انهيار المجتمع المصري إنسانيا قبل أن تكون خلقيا.
الجريدة الرسمية