رئيس التحرير
عصام كامل

أبشع الجرائم بسبب «خلفة الإناث».. سفاحة الأطفال تقتل 4 ذكور في سوهاج.. 12 ألف حالة طلاق سنويًا بسببها.. زوج لـ«أم» طلبت النفقة: مابصرفش على البنات.. وخبير نفسي: الزوج المتحكم في نو

فيتو

«يا جايبة البنات يا شايلة الهم للممات».. رغم انتهاء عصر الجاهلية إلا أن جزءا كبيرا من فكره ما زال يسيطر على العديد من البيوت المصرية، فتحولت «خلفة البنات» إلى كابوس يراود الكثير، تسبب في خراب بيوت بأكملها، وقتل أطفال أبرياء لا ذنب لهم، إلا أنهم جاءوا في مجتمع رفضهم، رغم أن كافة الأديان السماوية دعت لتكريمهم.


الإحصائيات

الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، يقول إن هناك 12 ألف حالة طلاق سنويًا بسبب إنجاب البنات فقط، ورفض الزوجات الاستمرار في الإنجاب في انتظار الولد، رغم أنهن لسن مسئولات عنه علميا.

طلاق ونفقة

«خلفة البنات» كانت سببًا في خراب بيت وطلاق سيدته، فقد اشتكت أم من عدم إنفاق طليقها على ابنتيه، وقالت باكية: «طليقي قال لي أنا مبصرفش على البنات».

وروت خلال التقرير الذي عرضته الإعلامية لميس الحديدي المذاع على فضائية «cbc»، ببرنامج «هنا العاصمة»، تفاصيل طلاقها من زوجها قائلة: «تزوجت من شاب ميسور الحال وأنجبت منه نور ورقية، ثم قرر أن يطلقني، بسبب إنجابي البنات فقط».

وأضافت: «أقمت دعوى نفقة، والمحكمة حكمت بمبلغ 150 جنيها، بعد أن قدم للمحكمة أوراقا تثبت أنه يعمل باليومية ونقل ملكية أملاكه لوالده، وتزوج من أخرى، فأقمت دعوى لزيادة النفقة فطلب من زوجته الثانية إقامة دعوى نفقة هي الأخرى فرفضت المحكمة طلبي لزيادة نفقة بناتي».

اقرأ.. سيدة في دعوى خلع: «مبيحبش الأطفال وهددني بالطلاق لو خلفت»

قتل 4 أطفال

منذ عدة أيام، آثار لغز اختفاء 4 أطفال فزع سكان إحدى قرى جنوب محافظة سوهاج، وترددت شائعات عن عصابات لخطف الأطفال وقتلهم لاستخدام أعضائهم في تجارة بيع الأعضاء البشرية، ولكن السبب الحقيقي كان "خلفة البنات"- بحسب الأهالي.

تدور تفاصيل القصة لزوجة لم تفلح في إنجاب طفل ذكر لزوجها، وتتعلق أمانيه بإنجاب «الولد» وفقا لعادات الصعيد، فبعد إنجاب الأنثى الرابعة، كان الانفصال تنفيذا لقرار حماتها، فانتقمت المتهمة «حنان» من العائلة كلها، واستدرجت ابن شقيق زوجها وخنقته وألقت جثته في بيارة الصرف الصحي بالمنزل.

وفور العلم بالواقعة، اشترطت عليها حماتها أن تأتيها بطفل من عائلتها لتقتله ثأرا لحفيدها، وبعدها يمكن أن تسمح لها بالعودة لابنها، فأتت بطفل اسمه «يوسف عاطف» وسلمته لها لتشفي غليلها منها بقتل الطفل، غير أن قتل الطفل لم يشبع رغبة الحماة، خاصة أن الطفل يوسف ليس قريبا للزوجة القاتلة.

الزوجة القاتلة لاتزال تهتم بأن تزرع الحزن في قلب أي أم جديدة، فقررت الانتقام من طفلة لم تكمل الرابعة من عمرها بالطريقة نفسها، وظل شرط الحماة عليها للعودة لزوجها قتل طفل لصيق القرابة بها، ومن صميم أسرتها، اختارت «محمد» ابن شقيقها «سامح» الذي يسكن في بيت أبيها.

وتمكنت قوات المباحث من كشف غموض جرائم القتل وربطهم ببعضهم البعض، أثناء وجود فريق البحث الجنائي الذي يقوده اللواء خالد الشاذلي مدير المباحث، في منزل أسرة الطفل المختفي، صعد الضباط إلى السطح، وجدوا على الأفران البلدية التقليدية، لكن كانت النيران قد اشتعلت في الفرن، فأسرعوا في إخماد الحريق، وعثروا على جثة الطفل التي لم تكن قد تفحمت بالكامل، فقد استدرجته المتهمة إلى السطح وقتلته وأخفته في الفرن ريثما تدبر أمر إخفاء جثته كما حدث مع من سبقه، ولكن عندما فوجئت بحضور المباحث، دفنته في رماد الفرن ثم أشعلت النيران.

اقرأ أيضا...سيدة في دعوى طلاق: «خلفت بنت فبعتلي مع الجيران مدخلش البيت تاني»

الحب والخلع

الحب لم يشفع لـ«خلفة البنات»، فهنا قصة بدأت بالحب وانتهت داخل ساحات المحكمة، علاقة استمرت 7 سنوات يتحاكى بها الجميع.

تقول الزوجة «خديجة. ع» حاصلة على بكالوريوس تربية رياضية، أمام لجنة التسوية بمحكمة الأسرة، إن زوجها "إسماعيل. أ" طبيب علاج طبيعي تحدى الجميع، وتمت مراسم الزواج، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، استمر زواجنا 4 سنوات، أسفر زواجنا عن 3 بنات.

تستكمل خديجة: «خلفة البنات هي سبب وجودي الآن بمحكمة الأسرة، زوجي طلقني مرتين علشان خلفت البنات.. وأوضح له طبيب النساء والولادة أن السبب في وجود الجنين ولد أو بنت هو الرجل، حياتي مليئة بالمشاكل ضرب وسب وشتائم قبيحة وكأنني ارتكبت جريمة».

تروي الزوجة والدموع تنهمر من عينها :«الحياة استحالة بيني وبين زوجي لأنه دائما يردد سوف أتزوج مرة أخرى، لكي تأتي العروسة بالولد لكي يحمل اسمي ويورثني بعد عمر طويل، حتى تقدمت بدعوى خلع».

المتحكم الرئيسي
وعلى الجانب النفسي، يقول جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن المرأة غير مسئولة عن نوع المولود سواء ذكر أو أنثي، وأن المتحكم في ذلك السائل المنوي للزوج، مؤكدا أن العلم الحديث أثبت أن الزوج هو الذي يحدد نوع الجنين وليس المرأة.

وأضاف أن مثل هذا الطلاق الظالم يسبب إحباط واكتئاب لكل من يتعرض لهذا الظلم من النساء، وأن الأولاد الذين يعيشون في مثل هذه البيئة تصبح لديهم عقد نفسية كبيرة.
الجريدة الرسمية