رئيس التحرير
عصام كامل

بالتفاصيل.. عملية "الأكواد السرية" فى وزارة الداخلية.. نائب المرشد ورئيس "المنحل" يدخلان مقر "الأمن الوطنى" فى "مصفحة".. وأكواد "دبلوماسية" للمرور من البوابات

مبنى وزارة الداخلية
مبنى وزارة الداخلية

الزمان.. الجمعة ١٥ فبراير..

 

المكان.. قصر القبة والاتحادية وميدان النهضة..

 

الحدث.. مليونيتا "كش ملك ونبذ العنف"..

 

النتيجة.. الإخوان يعقدون اجتماعا سريا مع قيادات أمنية كبيرة للانتهاء من “طبخ” الانتخابات البرلمانية وملفات أخرى عالقة.

 

وسط الاشتباكات التى وقعت يوم الجمعة الماضي، فى مليونية كش ملك أمام قصر القبة، وفى بعض المحافظات الأخرى كالإسكندرية والغربية، كان الإخوان يمارسون هواياتهم ويعقدون الصفقات ويعيدون ترتيب أوراق اللعبة السياسية.

 

فالجماعة تركت أنصارها من التيار الإسلامى يتظاهرون فى ميدان النهضة بالقرب من جامعة القاهرة تأييدا للرئيس محمد مرسى فى مليونية أطلقوا عليها “نبذ العنف”، وأرخت الحبل لمعارضيها قليلا؛ ليتظاهروا أمام قصرى القبة والاتحادية وفى ميدان التحرير وعدة ميادين أخرى بالمحافظات، فى حين كانت هى تمارس عادتها القديمة فى عقد صفقات تهدف لإقصاء الجميع والسيطرة على الأغلبية فى البرلمان القادم.

 

ففى الوقت الذى كان فيه متظاهرو “كش ملك” يواجهون طلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع، وأنصار الجماعة فى ميدان النهضة يرددون الهتافات التى أتعبت حناجرهم، كان الثنائى خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة والدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان داخل مقر أمن الدولة بمدينة نصر، فى لقاء غاية فى السرية مع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية واللواء خالد ثروت مساعد الوزير ورئيس جهاز الأمن الوطني!..

 

جهاز الأمن الوطنى استعد بكل قوته لهذا اللقاء فقد تم إخلاء مبنى “ب” الخاص بوزير الداخلية من جميع حراسات الأمن إلا ثلاثة ضباط، وذلك لكونهم “الذراع اليمنى لرئيس جهاز الأمن الوطني”.

 

السرية لم تتوقف عند حد إخلاء هذا المبنى، لكنها امتدت لاستخدام “الأكواد السرية”، التى تكون، كالعادة، مقصورة على سفراء الدول الأجنبية والشخصيات العامة بالدولة، وذلك حتى لايتم تسجيل أسمائهم فى الاستعلامات.

 

الشاطر والكتاتنى دخلا إلى مقر الجهاز مستقلين “مصفحة” تابعة لوزراة الداخلية.

 

الثنائى الإخوانى دخلا بكودين هما 44و 55 يحملان رمز “تمام المأمورية”، وكان اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية واللواء خالد ثروت رئيس قطاع الأمن الوطنى فى انتظارهما، ووصل الاثنان لمقر الاجتماع السرى فى تمام الساعة الواحدة وخمس دقائق ظهر يوم الجمعة، واستمر اللقاء حتى الساعة السادسة وأربعة وعشرين دقيقة مساء.

 

الشاطر والكتاتنى كانا يحملان أجندة محددة للقاء، كانت معظم بنودها تحمل رمز “سرى جدا”، ووفقا للمعلومات الواردة فإن الثنائى الإخوانى وجه أوامر محددة لإبراهيم وثروت، كان على رأسها التعامل بحزم وقوة مع التظاهرات المعارضة للرئيس محمد مرسي.

 

مجموعة الأربعة التى اجتمعت فى مقر الأمن الوطنى بمدينة نصر أفردت مساحة كبيرة من الوقت لمناقشة الانتخابات البرلمانية القادمة، ووضع الخطة كى لا تهيمن جبهة الإنقاذ الوطنى على الانتخابات، خاصة مع انخفاض حاد لشعبية الإخوان المسلمين فى الشارع، وصعود شعبية بعض التيارات الأخرى.

 

أثناء الاجتماع عرض الشاطر على خالد ثروت “زرع” عيون تابعة للجهاز والإخوان داخل جبهة الإنقاذ حتى يتم تفتيتها قبل إجراء الانتخابات، فرد عليه رئيس قطاع الأمن قائلا: “أُمال يا خيرت باشا حزب النور بيعمل إيه دلوقتى؟، إحنا مش ساكتين وبنعرف كل كبيرة وصغيرة داخل الجبهة وعارفين بيفكرو فى إيه بالظبط”.

 

كما عرض وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطنى على الشاطر والكتاتنى ووزارة الداخلية والجهاز خطة خاصة بتأمين مرشحى الجماعة فى جميع المحافظات، وخطة أخرى خاصة بتأمين قيادات الإخوان، لكن الشاطر والكتاتنى لم يكتفيا بذلك الأمر، بل طلبا من إبراهيم وثروت ضرورة العمل بكل قوة على إضعاف جبهة الإنقاذ والإجهاز على رموزها وتشويه صورتهم بجميع الطرق حتى لا يصدقهم الناس فى الشارع، وكان هذا الطلب موجها بصورة خاصة للواء خالد ثروت رئيس جهاز الأمن الوطنى الذى طالبه الشاطر بالإفراج عن الملفات السوداء الخاصة بقادة الجبهة، وعلى رأسهم حمدين صباحى والدكتور محمد البرادعي، وأن يتم تسريب هذه الملفات بصورة تبدو كأنها غير مقصودة.

 

وفى الاجتماع طلب وزير الداخلية من الشاطر والكتاتنى ضرورة قيام مكتب الإرشاد بإجبار قيادات الجماعة على الكف عن تصريحاتهم عن وزارة الداخلية، وما يتم تسريبه من ناحيتهم عن عزم الجماعة الدفع بمجموعات من شبابها للدراسة فى كلية الشرطة، وقال يجب أن يكون دخول الشباب لكليات الشرطة فى سرية تامة، حتى لا تثور وسائل الإعلام والرأى العام على الوزارة.

 

وفى الاجتماع تطرق الرباعى إلى كيفية التعامل مع التظاهرات خلال الفترة القادمة، ووقف المد الثورى إلى ميادين مصر خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، ودار النقاش حول ضرورة تشويه الشباب الذين يدعون للتظاهرات وإن لم تفلح محاولات تشويههم يتم التعامل معهم بعنف واستهداف أسرهم إذا ما لزم الأمر ذلك.

 

وكان لكيفية التعامل مع وسائل الإعلام خلال الفترة القادمة نصيب جيد من اجتماع الرباعي، فقد تطرق اجتماعهم لضرورة إيجاد طريقة جيدة للتعامل مع الإعلاميين، الذين يهاجمون جماعة الإخوان المسلمين ويعارضون سياساتها، والبدء فى الكشف عن ملفات بعضهم ونشرها بجميع الطرق المتاحة حتى يدرك الجميع أن هؤلاء الإعلاميين لا يقولون الحقيقة، مع الوضع فى الاعتبار استخدام العنف فى مواجهة بعضهم حتى يخشى الآخرون ويكفوا عن الوقوف ضد مخططات الجماعة.

 

وقام الشاطر خلال الاجتماع بمعاتبة اللواء خالد ثروت على قيام الجهاز بتسريب بعض الملفات المهمة لوسائل الإعلام، وعلى رأسها ملف قائمة اغتيالات خلية مدينة نصر، واتهم الشاطر ثروت مباشرة بمسئوليته الشخصية عن تسريب هذا الملف؛ لأنه كان يجب أن يشرف عليه بنفسه، ولا يدعه لأى أحد آخر فى الجهاز، وأخبره أن جهازه مخترق وبات عليه تطهير هذا الجهاز وإبعاد العناصر التى تقوم بتسريب هذه الملفات إلى أى قطاع آخر تابع لوزارة الداخلية.

الجريدة الرسمية