رئيس التحرير
عصام كامل

فلوس منتدى الشباب


سارعت الحكومة لنفي أنها تحملت شيئًا من تكاليف إقامة منتدى الشباب العالمي أو أن موازنة الدولة تحملت جنيها واحدا من هذه التكلفة، وكان ذلك عيبًا أو خطأ، أن الإنفاق على إقامة هذا المنتدى أمر يستحق المباهاة به، فهذا عمل كبير ومهم وله إيجابيات عديدة ومتنوعة والمشاركة في تحمل تكلفته واجب، إننى أتذكر مشاركتى في مهرجان الشباب العالمي في موسكو الذي أقيم في صيف عام ١٩٨٤، لقد جندت موسكو وقتها كل إمكانياتها لإنجاح هذا المهرجان، ابتداءً من كرم الضيافة والاحتفال بالشباب المشارك فيه واستضافتهم في حفلات الباليه والرقص على الجليد والسيرك الروسي الشهير، وانتهاء بركوب المواصلات العامة مجانًا للمشاركين في المهرجان، رغم توفير وسائل نقل جماعية للمشاركة في فعاليات المهرجان.


فقد كانت موسكو تدرك وقتها أنها ستحقق الكثير من الفوائد من هذا المهرجان ولذلك لم تبخل في الإنفاق عليه، ونحن في مصر سوف نحقق من منتدى الشباب الكثير أيضًا من الفوائد، منها نقل صورة إيجابية عن بلادنا في مواجهة الصورة السلبية التي يروجها البعض عنا في الخارج، ومنها أيضًا انفتاح الشباب المصري على الخارج من خلال التواصل المباشر مع الشباب غير المصري، وهذا سوف يساعد على قبول الشباب المصرى الآخر واحترامه، مما يفتح الباب لإحداث تغيير في منظومة القيم الاجتماعية، فإن قبول الآخر المختلف عنا سوف يفضي للقبول بقيم العيش المشترك والمواطنة والمساواة والتسامح وبقية القيم الإيجابية التي تساعدنا على مواجهة التطرف الديني الذي يخلق لنا وحوشًا آدمية، تقتل وتخرب وتدمر، ألا يستحق ذلك الإنفاق على هذا المنتدى.

على كل حال إذا كانت الحكومة لم تنفق على المنتدى الأول فإنني أدعوها إلى أن تسهم في الإنفاق على المنتدى القادم بدون وجل أو تخوف من تعرضها للانتقاد.
الجريدة الرسمية