رئيس التحرير
عصام كامل

بترول وخيانة!


خبران مثيران، تنازعا نوم المصريين منذ ليال.. ولايزال النوم، حتي اﻵن، هاجرا العيون من الذهول! الأول بسبب قنبلة العزيز النابه يسري البدري، في الزميلة "المصري اليوم" وفيها أن خيرت الشاطر نائب المرشد تسلم تفريغات اﻷشرطة، التي سجلت مكالمات خطيرة كاشفة، بين قيادات الإخوان وقيادات إخوان حماس، وقت أحداث 25 يناير.


قال البدري، إن مصادره موثوق بها وإن اللواء خالد ثروت رئيس اﻷمن الوطني هو من سلم الشاطر التفريغات.لا يغيب عن فطنة القارئ استمرار نظر قضية اقتحام السجون، ودأب القاضي، وعناده الضميري، لكشف أبعاد الجريمة رغم تهديده.

ولقد كذبت الداخلية نبأ البدري ب"المصري" ؛ فمضت الصحيفة في اليوم التالي، لتوثيق قنبلتها المدوية بنشر نصوص خمس مكالمات مجرمة، في ثلاث منها كان المتحدثان هما "م.م" و"م. ب" والاسمان واضحان يلويان عنق أي طفل ساذج!

راجعوا الأسماء الساطعة اﻵن. المكالمات تكشف عن التآمر على الوطن من جانب أطراف المكالمة ومن وراءهم. النصوص الموجودة لدى اﻷجهزة السيادية تقطع بفعل الخيانة القذر. لن يهدأ للمصريين بال حتى يحاكم الخونة..

وهم يتطلعون إلى كشف كل المكالمات والنصوص الكاملة. في هذه اﻷجهزة رجال شرفاء عظماء، هم من يحرصون على اﻷمن القومي، وهم الذين سيضعون الجناة أمام جرائمهم، وسيكشفون للرأي العام الوجه الحقيقي لمجرم عريق اسمه الطرف الثالث!

كل ما نخشاه.. سقوط الصمت المفاجئ! انقطاع خيط اﻹدانة. على من يحب هذه اﻷرض المقدسة، أن يشيع نصوص هذه المكالمات، صوتا وحروفا، ليعرفهم الناس، وقد صارت اﻷصوات اﻵن مميزة معلومة.. تآمروا على الشعب تحت ستار ثورة فلوثوها بالخيانة!

وبقدر ما في هذا الخبر من ظلال وآلام، بقدر ما طار النوم أيضا من عيون المصريين، من شدة الفرحة وانطلاق عربة الأحلام الجامحة بلا هوادة.

إنه خبر اكتشاف شركة ترانس جلوبال الكندية ﻷكبر بئر بترول مصرية في العالم، بمنخفض القطارة في مرسى مطروح.. قرأت الخبر عبر بوابة "فيتو جيت" المتميزة . فركت عيني ! رحت أحسب نصيبي من ال2000 مليار دولار قيمة ال 20 مليار برميل المكتشفة ..

اتلخبطت جامد من شدة اللهوجة واشتباك الأحلام برأسي! لابد أن الملايين فعلوا مثلي ومثلك ! أضرب الألفين مليار دولار في سعر الجنيه المصري وسترى أن مصر دخلت عصر الجنة علي الأرض.

خلال شهور سنصير أغنى دول المنطقة لا دبي ولا قطر ولا ليبيا ولا الكويت ..لا .لا .. سيدعو الناس للرئيس المبارك مرسي وجماعته وحزبه في المساجد والكنائس والميادين.. وسيعود الليبراليون إلى الإسلام.. والأبريليون المتقلبون إلى حظيرة أنصارهم القدامى!.

بل سيطلب الفلوليون عضوية حزب السعد والعدالة- لم تعد ثمة حاجة للحرية مع وفرة الأموال-وسيعلم المصريون أن رئيسهم مستمر حتى البرميل الأخير من ال 20 مليار برميل!.... يا فرحة ما تمت! نفت الشركة الكندية وقوع هذه المعجزة البترولية.. وقالت، إن كل ما تتوقعه من براميل هو 70 مليونا فقط لا غير!.. يا خسارة.. عدنا للطرف الثالث.. عدنا للخيانة!.
الجريدة الرسمية