رئيس التحرير
عصام كامل

بحث إسرائيلي يرسم صورة قاتمة من 5 مشاهد لسياسة لبنان

فيتو

استحوذت الخطوة المفاجئة بشأن استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، من منصبه على اهتمام دولة الاحتلال، التي يهمها الشأن الداخلي اللبناني والتركيبة السياسية هناك نظرًا لوجود تنظيم، حزب الله.


حياة معقدة

تنظر إسرائيل لـ الحياة السياسية اللبنانية على أنها حياة معقدة، وتقول آخر الأبحاث الإسرائيلية أنها حياة مليئة بالحروب الأهلية وبالتفاهمات، بالفوضى والهدوء، لبنان يعتبر مركز تجاذبات إقليمية وحتى دولية، ورغم صغر مساحته إلا إن ساحته تشهد معركة كبيرة بين محورين في المنطقة، بين إيران والتي يمثلها حزب الله وفريق 8 آذار، وبين السعودية ودول "الاعتدال" والتي يمثلها في لبنان قوى 14 آذار، بينما يتوزع المسيحيين على المعسكرين، عون مع حزب الله وجعجع وحزب الكتائب مع الحريري الذي يعتبر ممثل 14 آذار في لبنان.

إيران وحزب الله

وقال مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إنه ليس من الواضح إلى أي مدى تكون استقالة الحريري جزءا من إستراتيجية منظمة صاغتها القيادة السعودية ضد إيران، إلا أنها تدابير إضافية ستكون ضرورية للحد من تأثير حزب الله وإيران في لبنان وخاصة في ضوء إنجازات إيران في سوريا والعراق، والتي أظهرت أن لديها الآن اليد العليا في عدد من الساحات في الشرق الأوسط.

وأشار المركز إلى أن خطوة الحريري تتناسب مع الإستراتيجية الأمريكية، إذ شدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤخرًا على ضرورة زيادة الضغط على إيران وحزب الله. وفي هذا السياق، أصدر الكونجرس تشريعا لتشديد العقوبات المفروضة على حزب الله. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، بعدما زار جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره، المملكة العربية السعودية مؤخرا والتقى مع ولي العهد محمد بن سلمان.

تصعيد التوتر
كما ترى إسرائيل أن استقالة الحريري تساهم في تصعيد التوتر في لبنان. وتؤكد إن الانتقادات القاسية التي عبرت عنها إيران وحزب الله عن تحرك الحريري وإلقاء اللوم على السعودية بأن لها مسئولية مباشرة في زعزعة استقرار النظام اللبناني تشير إلى أن الترتيب السياسي الذي أنشئ في عام 2016 يخدم أغراضهما وأن الفوضى السياسية التي ستجري حاليا في لبنان تجعل من الصعب عليهما الاستمرار في تحقيق أهدافهما.

تجنب التدهور مع إسرائيل
وتجزم إسرائيل أن خطوة استقالة رئيس وزراء لبنان حتى لو أدت لفترة طويلة من عدم الاستقرار السياسي هناك، فإن حزب الله وإيران سيتجنبان الدخول في نزاعات حتى مع إسرائيل. الانطباع الإسرائيلي هو أن حزب الله لا يزال يريد منع تدهور بينه وبين إسرائيل.

وفي النهاية ترى إسرائيل أن الضغوط على التنظيم ربما لن تجني ثمارها ولن تؤدي إلى تراجع حزب الله عن الأهداف التي حددها لنفسه. من الممكن أن يستغل حزب الله، بمساعدة الرئيس عون، الوضع لتعزيز وضعه، ومن الممكن أيضا أن تكون النتيجة المباشرة لعملية الاستقالة هي تقليص التأثير المحدود بالفعل للسعودية على الحكومة اللبنانية، وفي الواقع ستملأ إيران هذا الفراغ.

الجريدة الرسمية