رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة معاناة مرضى سرطان الكبد مع العلاج.. مصر من أعلى الدول انتشارا.. ثاني سبب للوفيات.. قلة أماكن الحقن الشرياني وارتفاع ثمن القساطر ونقص صبغة الأشعة.. وتعطل الأجهزة وطول قوائم الانتظار أهم التحديات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

سرطان الكبد يعد النوع الخامس الأكثر انتشارا على مستوى العالم والأول في مصر من حيث أنواع السرطانات الخبيثة التي تصيب المصريين سواء الرجال أو النساء، لا ينجو منه مريض إلا بنسب ضئيلة ويعد ثاني أسباب الوفيات بعد أمراض القلب حسب تصريحات الدكتور محمد القصاص أستاذ الكبد والجهاز الهضمي كلية طب جامعة حلوان.


معدلات سرطان الكبد في مصر
وقال القصاص لــ"فيتو" إنه وفقا للإحصائيات العالمية مصر تعتبر من أعلى الدول العالم في معدل انتشار المرض، وترجع زيادة معدلات الإصابة بسبب فيروسات الكبد، لافتا إلى أن مصر ستظل في دائرة الإصابة لعدة سنوات مقبلة تقترب من 5 سنوات إضافية للمرضى الذين أصيبوا بالورم منذ سنوات قبل الحصول على العلاج بمضادات الفيروسات الحديثة ووصلت إلى مراحل التليف الكبدي، أصبح لن يجدي معهم نفعا أي علاج.

طرق العلاج
وأضاف "القصاص" أن سرطان الكبد له طرق علاج متعددة منها الاستئصال من خلال الجراحة والكي الموضعي والحقن الكيماوي الشرياني إلا أن الحقن الكيماوي الشرياني عن طريق القسطرة هو طريقة العلاج الأكثر استخداما وشيوعا، خاصة في الحالات التي لا يمكن إجراء جراحة أو كي لها لافتا إلى أن أغلب الحالات تكتشف متأخرا نسبيا، فلا يصلح معهم سوى الحقن الكيماوي الشرياني، مؤكدا أن أكثر من نصف مرضى سرطان الكبد يحتاجون إلى إجراء حقن شرياني بالكبد.

وأوضح القصاص، أن وظائف الكبد يجب أن تكون جيدة لإجراء الحقن، مشيرا إلى أن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى التدخل العاجل لإجراء الحقن ولا يمكن تأخيره خاصة أن تأخير العلاج يسبب لهم انتشارا للورم بنسب أكبر في الوريد البابي وجلطة سرطانية وحينها لا يوجد أي إجراء طبي يجري للمريض.

وشدد أستاذ الكبد والجهاز الهضمي، على أهمية العامل الزمني لهؤلاء المرضى لافتا إلى زيادة أعداد قوائم الانتظار لهؤلاء المرضى، حيث تضاف يوميا إلى المستشفيات أعداد إضافية ومع تراكم القوائم تتدهور الحالة ويمكن أن تتوفى قبل أن يجري الحقن.

مشكلات المرضى
فيما أكد أستاذ متخصص في علاج أورام الكبد، رفض ذكر اسمه، على أهمية المشكلة الخاصة بهؤلاء المرضى واصفا إياها بأنها معقدة مع قلة الأماكن التي تجري حقن شرياني لمرضى سرطان الكبد وتقتصر على المستشفيات الجامعية وعدد من المراكز بوزارة لصحة منها معهد الكبد الذي يوجد به جهاز للقسطرة ظل معطلا لفترة ومعهد ناصر.

وأكد أن العائق الثاني الذي يواجه مرضى سرطان الكبد ارتفاع ثمن القساطر مما أدى إلى وجود عجز شديد بها في المستشفيات التي تجري الحقن وندرتها وعدم إجراء الحقن للمرضى بسبب نقص القساطر مما أدى ببعض المراكز لتعقيم القساطر واستخدامها أكثر من مرة لأكثر من مريض وهو ما يؤدي لنقل الأمراض لأن القسطرة تستخدم لمرة واحدة وتدخدل داخل الأوعية الدموية بالشرايين ومع ارتفاع الأسعار وصل سعر القسطرة إلى 10 آلاف جنيه، فضلا عن اختفاء أمبول الليبيدول المستخدم في الحقن يحتكر استيراده شركة واحدة ولا تورده للمستشفيات الحكومية وتبيعه للسوق السوداء بسعر مضاعف حيث وصل إلى 2000 جنيه، مؤكدا أنه لا يوجد مكان يجري الحقن الشرياني يوفر الحقنة ويضطر المريض لشرائها.

جهاز القسطرة
وتساءل لماذا لا يوجد مركز متخصص لعلاج سرطان الكبد مثل مراكز علاج الفيروسات الكبدية وأن يتوفر جهاز القسطرة في كل المستشفيات، مشيرا إلى أن من ضمن العوائق التي يجدها المريض طول فترة صدور قرار نفقة الدولة الذي يظل شهرا ثم يوضع المريض على قائمة الانتظار إلا أنه لخطورة حالة المريض يجب أن يجري له الحقن بتقرير اللجنة الثلاثية ثم يصدر قرار العلاج وقتما يصدر دون أن ينتظره المريض، مضيفا أن قائمة الانتظار في مركز الكبد بجامعة المنصورة التي تعد من أعلى المحافظات التي ينتشر بها سرطان الكبد وصلت إلى 6 شهور.

وأكد أنه رغم قلة الأماكن التي تجري الحقن إلا أنها لا تعمل يوميا بل يومين فقط كل أسبوع، وأحيانا كبيرة يتعطل الجهاز عن العمل لعدم الصيانة إضافة إلى أن عدد العاملين في المجال قليل سواء أطباء أو فنيين اشعة وكأن هناك تعمد لمنع المريض من العلاج على نفقة الحكومة ويضطر للعلاج على نفقته الخاصة.

سعر جلسة الحقن
وتابع حديثه بأن سعر جلسة الحقن في الأماكن الخاصة يصل إلى 15 ألف جنيه ويحتاج المريض لعدة جلسات تصل التكلفة إلى 50 ألف جنيه حيث تحتسب وفقا لعدد البؤر السرطانية وحجمها مع احتمالية زيادة فرص حدوث الانتكاسة وعودة البؤرة السرطانية للجسم من جديد رغم أن أغلب هؤلاء المرضى المصابين بسرطان الكبد فقراء.

والأدهى أن المريض بعد أن يظل فترة انتظار تصل إلى 6 شهور يطلب أوراقه كاملة على الحقن فقط كما يطلب منه الطبيب إجراء أشعة مقطعية على الكبد مرة ثانية ليتأكد من أنه صالح للحقن ومع كثير من المرضى تكون حالتهم قد تأخرت ولا يصلح معه الحقن وفات الآوان.

وأشار إلى أن مرضى التأمين الصحى لا يوجد لهم أي مكان تابع للتأمين الصحي يجري الحقن ويتعاقد التأمين الصحي مع مراكز خاصة ويدفع التكلفة إلا أن الأماكن الخاصة تجبره على شراء الحقن والقسطرة من الخارج.
الجريدة الرسمية