بالفيديو والصور.. رسائل الفتاة الأيزيدية «ضحية داعش» بمنتدى الشباب
وجهت لمياء حجي بشار، الفتاة الإيزيدية العراقية التي مكثت في أسر تنظيم «داعش» الإرهابي، رسالة لشباب العالم من مدينة السلام شرم الشيخ قالت فيها إنها جاءت لحضور منتدى الشباب لكي تعطيهم درسًا كي لا تكون المرأة ضحية للحروب.
وأضافت لمياء حجي في تصريحات خاصة لــ"فيتو" أنها تلقت دعوة للمشاركة في المنتدى من اللجنة المنظمة ورحبت على الفور بالوجود في أرض السلام، مشددة على أن مصر رائعة، مبدية سعادتها بالوجود على أرضها والاشتراك في مثل هذا الحدث الكبير.
وتأثر الرئيس عبد الفتاح السيسي وجميع الحضور أثناء افتتاح منتدى الشباب بقصة الفتاة الإيزيدية "لمياء حجى بشار" الناشطة في حقوق الإنسان، التي وقعت في قبضة تنظيم داعش الإرهابى لمدة 20 شهرا والتي روتها أثناء مشاركتها في فعاليات افتتاح المنتدى بمدينة شرم الشيخ.
ووقف الرئيس السيسي، والحضور مصفقين للفتاة العراقية، تأثرًا بقصتها ومعاناتها التي استمرت لعشرين شهرًا.
وقالت "حجى" في كلمتها، بمنتدى شباب العالم: إنها تبلغ من العمر 19 عامًا، ووقعت تحت أسر تنظيم داعش وهى في سن الـ 15 من عمرها، حيث كانت تعيش بإحدى قرى العراق قبل دخول داعش لقريتها، وحصاره لها وأخذه النساء سبايا، وقتل الرجال، مستطردة: "فرقونى عن عائلتى وباعونى لسوريا، وكان هناك آلاف البنات مثلى.. كنا في سوق النخاسة نباع لأعضاء التنظيم.. حاولت الهروب كثيرًا لكن دون جدوى، وفى المرة الخامسة خلال محاولة هروبى انفجرت بنا عبوة تفجير استشهد على إثرها صديقاتى.. وبعد علاجى بألمانيا قررت أن أروى قصتى للعالم وقصة الآلاف من الفتيات مثلى"، ووقف الحضور تصفيقًا فور سماع قصتها، متأثرين بآلامها.
وتابعت: "كان حلمى أن أصبح معلمة لكن أنا اليوم أمامكم لكى أرسل رسالتى للعالم وتعرفون ما يجرى وتقفون ضد الإرهاب والتطرف والقتال، ورسالتى للشباب في كل أنحاء العالم أحلامكم كبيرة والتحديات كبيرة ولكن عزيمتكم أكبر".
وانطلقت فعاليات منتدى "شباب العالم"، المقام بمدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة 3 آلاف شاب من 113 جنسية، وستستمر حتى 10 نوفمبر الجارى، ويعد المنتدى منصة فعالة للحوار المباشر بين الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة وكل شباب العالم، وتتضمن جلساته 64 جلسة، يتحدث فيها 222 متحدثًا، يمثلون 64 دولة من جنسيات مختلفة.
ويشارك في منتدى شباب العالم عدد كبير من المطربين الشباب من مختلف أنحاء العالم، ويحضر المؤتمر العالمى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوث للاتحاد الأفريقى، بجانب عدد من الجنسيات المشاركة في المنتدى والتي بلغت إلى الآن 113 جنسية.
يذكر أن لمياء حجى بشار ولدت في عام 1998 وهى فتاة أيزيدية عراقية من قرية كوجو في قضاء سنجار، وفور أن احتل تنظيم داعش سنجار، كانوا ينظرون إلى الإيزيدية على أنهم كفار، وبالتالى لم يكن منهم سوى أن يخطفوا أبناء هؤلاء الأقلية، ففى عام 2014 اختطفت لمياء بالإضافة إلى خمسة أفراد من أسرتها وكذلك أمها وأبيها، واقتادوها إلى مدينة الرقة.
وبدأت لمياء حجى رحلة جديدة من الألم والقهر، عندما اشتراها مقاتل عراقى يدعى أبو منصور، قضت عنده شهرا، حاولت خلاله الهرب مرتين إلا أنها فشلت في الهرب، فقام بضربها وتعذيبها وحبسها، وبيعت مرة أخرى لرجل بالموصل، قضت شهرين لديه، حتى باعها لرجل لآخر متخصص في صناعة القنابل فكان يجبرها على مساعدته، ونظرا لرفضها المتكرر باعها لطبيب مقيم في الحويجة.
ولم تفقد لمياء الأمل والإصرار على الهرب طوال هذه الفترة، ونجحت أخيرا في التواصل مع أسرة خالها، ودفعوا نحو 800 دولار لأحد الأشخاص لمساعدتها في الهرب.
وشاركتها الهرب فتاتان وهما ألماز صاحبة الثمانى سنوات وكاثرين صاحبة العشرين عاما، إلا أن الحظ لم يكن حليفهما، فخلال طريقهن للعودة انفجر لغم أرضى قضى على الفتاتين ولكن نجت هي بعد أن أصيبت بحروق شديدة وفقدت إحدى عينيها، وقررت منذ ذلك الوقت أن تكون عونا للفتيات في مختلف بقاع الأرض.