رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «مستشفى الباجور» إهمال لا ينتهي ومرضى يبحثون عن منقذ

فيتو

قديمًا أطلق البشر على العاملين بمهنة الطب "ملائكة الرحمة" وذلك لدورهم في تخفيف معاناة المرضى، إلا أنه وكما تغير كل شىء انقلبت الموازين، وأصبح أغلب من يمتهنون الطب مجرد «سماسرة» لا يشغلهم سوى جنى الأموال من عياداتهم الخاصة وأصبحت المستشفى عبارة عن محل الوظيفة الحكومى.


مستشفى الباجور العام بمحافظة المنوفية تضرب أروع الأمثلة في تخصص الإهمال، حيث لا يكاد يمر يوم إلا وتحدث كارثة إما من تشخيص خاطىء أو اللامبالاة التي ترتسم على أوجه أغلب العاملين بها، وعدم وجود الأطباء والبحث عنهم لمدة قد تتجاوز الـ 60 دقيقة عن طريق "الكول".

ويقول أحد المرافقين لحالة بمستشفى الباجور: إن والده أصيب بفشل في التنفس، وعلى الفور أحضروه للمستشفى وفوجئوا بتشخيص أحد الأطباء "الكبار" قائلًا لهم إن الحالة تعانى من جلطة بالمخ وجلطة بالقلب، مضيفًا: أصيبنا بالصدمة عقب سماع ذلك التشخيص، إلا أن أحد الأطباء أجرى الفحوصات عليه، وتبين أنه فشل في التنفس وعلى إثر ذلك مكث في العناية المركزة حتى تحسنت حالته الصحية، مؤكدًا أنه لو تم إعطاؤه أدوية الجلطة لزهقت روحه قائلًا: "الحمد لله جت سليمة".

طبيبة ترفض إجراء تحليل

وعلى جانب آخر، يقول المهندس عبد الله عبد العظيم، أحد نزلاء المستشفى لـ "فيتو"، إنه تم حجزه بقسم الباطنة منذ عدة أيام، وطلب منه الطبيب إجراء تحليل "سونار" بسبب وجود حصوات بالمرارة، وقام بالنزول بمساعدة أقاربه للطبيبة المختصة بإجراء الأشعة، إلا أنه فوجىء بها ترفض إجراء التحليل، مضيفًا: "الطبيبة قالت أنها لن تجرى الأشعة وخليك لبكرة"، مؤكدًا أنها سألته من أنت؟ فرد قائلًا "انا مريض" وأصرت على الرفض.

ووجه رسالته للدكتور ماهر عثمان وكيل وزارة الصحة بمحافظة المنوفية، قائلا: "يوميًا تقوم بإجراء جولات على الوحدات الصحية دون فائدة تاركًا المستشفيات بلا رقيب، متسائلا أما أشوف هتعمل إيه في مشكلتى".

الغسيل الكلوى
يعانى مرضى الفشل الكلوى والذين صادف حظهم أن يكونوا من قاطنى مركز الباجور، من تعطل ماكينات الغسيل مرارًا وتكرارًا ودون أدنى تحرك من قبل المسئولين لحل تلك المشكلة التي أصبحت صداعًا في رأس مرافقى المرضى.

ويقول أحد المرافقين لحالة بوحدة الغسيل الكلوى بمستشفى الباجور لـ"فيتو"، إنه كان من المفترض أن يتم وضع حالته على أجهزة وحدة الغسيل ظهرًا وبالتحديد الساعة الثانية عشرة، مضيفًا أنها لم يتم وضعها على الأجهزة بسبب تعطلها إلا عند دقات السابعة مساءًا بسبب تعطل الأجهزة، متسائلا: هل أرواح المرضى أصبحت بلا ثمن إلى هذا الحد من التسيب والإهمال؟، مؤكدًا أنه في أغلب الأحيان لا يتواجد الطبيب المختص ويقوم فريق التمريض بتولى مهام عمله.

وتواصلت "فيتو" مع الدكتور ماهر عثمان وكيل وزارة الصحة بمحافظة المنوفية، والذي بدوره أكد على بحث المشكلة وتقديم تقريرًا وافيًا بما يحدث داخل وحدة الغسيل الكلوى، إلا أن شيئًا من ذلك لم يحدث وسط تجاهل تام لمعاناة وهموم المرضى ومرافقيهم.

20 يومًا بدون أسانسير
منذ 20 يوما، سقط أحد أسانسيرات مستشفى الباجور وهو يحمل الزائرين، وظلوا حبيسى الأسانسير لمدة تجاوزت الـ30 دقيقة، وإضطر أهالي المحتجزين داخل الأسانسير والعاملين بالمستشفى لكسر أحد الأبواب، وإخراج الزائرين على طريقة فيلم "بين السما والأرض"، ومنذ ذلك الوقت لم يتم إصلاح الأسانسير في لافتة تعبر عن الإهمال الجسيم الذي يعانى منه قطاع الصحة بمحافظة المنوفية.

ويقول أحد المرافقين: نضطر لصعود ونزول سلالم المستشفى عشرات المرات يوميًا من أجل شراء الأدوية للحالات، مستطردًا: "هو اللى بيحصل ده يرضي ربنا.. احنا تعبنا ومش لاقين حل مع الإهمال ده".

40 يوما بلا راتب
أفراد الأمن بالمستشفي أو "الضلع المائل" الذي يتم تحميله كل شيء لم يكونوا بمنأى مما يحدث أو بالأدق لم ينجوا مما الإهمال الذي أصبح يضرب كل شيء داخل المستشفي.

يقول أحدهم: أعمل بشركة الأمن منذ سنوات أتقاضي الفتات ولم أحصل على زيادة براتبي طيلة تلك الأعوام، متابعًا: الحالة الاقتصادية الصعبة التي نعاني منها تجعلنا نتحمل ضعف الرواتب، مرغمين من أجل الإنفاق على زوجاتنا وأولادنا بالمراحل التعليمية المختلفة.

وأضاف في نهاية حديثه: منذ 40 يوما لم نحصل على رواتبنا، وعندما تواصلنا مع الشركة أكدوا أنهم قاموا بصرف الشيك الخاص برواتبنا وتم تسليمه لإدارة المستشفي وحتى الآن لم نحصل على الرواتب، قائلا في حسرة: "من 40 يوما بنصرف من لحم الحي ومبقاش فيه حاجة مش عارف أأكل عيالي".
الجريدة الرسمية