«أوراق الجنة».. فضيحة فساد مالي تهز العالم.. الكشف عن تهرب ضريبي لأكثر من 120 سياسيا.. الملكة إليزابيث ورئيس وزراء كندا ومعاونو ترامب أبرز المتورطين.. وورطة لتوفير ملاذات ضريبية في لندن
وضعت تسريبات ضخمة لوثائق مالية باسم «أوراق الجنة»، العديد من السياسيين والشركات والشخصيات رفيعة المستوى في ورطة، بعدما كشف عنها اتحاد الصحفيين الاستقصائيين الذي يموله صندوق الملياردير الأمريكي جورج سوروس.
وتغطي الوثائق المالية الفترة من عام 1950 وحتى 2016، وتسلط تسلط الضوء على الملفات المالية لمئات من الأشخاص والشركات في العالم، تضم 13.4 مليون وثيقة من ملاذات ضريبية على مستوى العالم، ضمت أسماء أكثر من 120 سياسيا من نحو 50 دولة، بالإضافة إلى رجال أعمال ورياضيين، في تسريبات أشبه بوثائق بنما الأخيرة.
أبرز المتورطين
ومن أبرز المتورطين في القضية أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، مرتبط بمعاملات خارجية قد تُكلف البلاد ملايين الدولارات من الضرائب، وهو أمر محرج لترودو الذي تعهد في حملته الانتخابية، بإغلاق الملاذات الضريبية، واللورد أشكروفت، النائب السابق لرئيس حزب المحافظين تجاهل قوانين تخص كيفية إدارة استثماراته ما وراء البحار، وتشير تسريبات أخرى إلى أنه احتفظ بوضع قانوني يشمل غير المقيمين في بريطانيا رغم أنه كان عضوا في مجلس اللوردات.
وتظهر "أوراق الجنة" أن نحو 10 ملايين جنيه إسترليني من مال الملكة الخاص، قد استثمر خارج بريطانيا، ووُضعت هذه الأموال في جزر كايمان وبرمودا دوقية لانكستر التي تمد الملكة بمدخولها، كما تشرف على استثماراتها التي تخص عقاراتها الخاصة المقدرة قيمتها ب500 مليون جنيه، كما سجلت استثمارات صغيرة في متاجر البيع بالتجزئة المسماة برايثوس، التي اتهمت باستغلال الفقراء، وسلسلة ثريشرز التي انتهت بطرد نحو 6000 آلاف شخص.
كما يتضح في التسريبات مساهمة ويلبر روس في تجنيب دونالد ترامب الإفلاس في تسعينات القرن الماضي، وكوفئ نظير ذلك بتعينه وزيرا للتجارة عندما أصبح ترامب رئيسا، واحتفظ روس بأسهم في شركة شحن تكسب ملايين الدولارات سنويا لنقل النفط والغاز وتتعامل مع شركة طاقة روسية تضم قائمة مالكي الأسهم فيها صهر فلاديمير بوتين بالإضافة لشخصين آخرين يخضعان لعقوبات أمريكية.
ومن شأن هذه التسريبات أن تسلط الضوء مرة أخرى على صلة فريق ترامب بروسيا، ولا سيما أنه ووجه باتهامات مفادها أن موسكو لعبت دورا كبيرا في التأثير على نتيجة الانتخابات الأمريكية العام الماضي وهو ما وصفه بالأخبار الملفقة.
ورطة بريطانيا
وتتعلق التسريبات أساسا بأماكن خارج الوطن، تعرف بأنها ملاذات ضريبية للشخص العادي، أو المراكز المالية الخارجية الأكثر فخامة (أوفس) لهذه الصناعة. وهي عموما مستقرة وسرية وموثوق بها، وغالبا ما تكون في جزر صغيرة ولكن الأمر لا يقتصر على الجزر فقط.
وتلعب المملكة المتحدة دورا كبيرا في هذه القصة فكثير من أراضيها التابعة للتاج البريطاني تدرج أسماءها في قوائم الملاذات الضريبية، كما أن العديد من المحامين والمحاسبين والمصرفيين العاملين في النشاطات المالية ما وراء البحار مقرهم في لندن.