رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. تفاصيل زيارة حاكم الشارقة لمعهد أورام جامعة القاهرة.. يتبرع بـ160 مليون جنيه.. يقبل يد الأطفال المرضى.. ويؤكد: مستشفى «500 500» على رأس أولوياتي.. الخشت: القاسمي شارك في حرب 1956 وي

فيتو

كرمت جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت، حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال زيارته، اليوم الإثنين، للمعهد القومي للأورام التابع للجامعة وتبرعه للمعهد بمبلغ 160 مليون جنيه.


وشهد التكريم تقديم دروع للشيخ القاسمي من وزارة التعليم العالي وجامعة القاهرة، حيث سلمه الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة درع وزارة التعليم العالي نيابة عن الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي كما سلمه درع جامعة القاهرة.

تكريم القاسمي
وشهد تكريم القاسمي، الدكتور سعيد ضو نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وعميد المعهد القومي للأورام الدكتور محمد لطيف، وأساتذة المعهد والأطباء، وعدد من الشخصيات العامة.

وقال القاسمي، إن على المصريين أن يتمسكوا بالأمل، على الرغم من وجود الكثير من المشكلات والمعاناة اليومية، وعليهم أن يتخطوا هذه الصعاب، مضيفًا: "نحن مع مصر بكل عزم وقوة لمواكبة المسيرة المباركة، ونرى أن ما حولنا من ضباب وما يتساقط لا يجب النظر إليه، لكن علينا أن ننظر إلى النور الذي يأخذنا للطريق الصحيح، الذي ينيره الرئيس عبد الفتاح السيسي".

وأضاف القاسمي، أن مصر ستكون على قمة الدنيا، كاشفًا عن تقديمه تقرير للدكتور محمد لطيف عميد المعهد القومي للأورام، أعده مختبر الشارقة عن الاكتشاف الجديد الخاص بسرطان الرئة لفحصه من قبل معهد الأورام والاطلاع على التفاصيل الطبية به، لافتًا إلى وجود أحد الباحثين المصريين بمختبر الشارقة للأورام وهو الدكتور محمد إسماعيل أحد أعضاء الفريق الطبي لمختبر الشارقة التابع لمعهد فرنسيس البريطاني، وتمنى الشيخ القاسمي الشفاء للمرضى والمصابين.

وأكد رئيس جامعة القاهرة، أن الشيخ القاسمي يرتبط بروابط وجسور عديدة وعميقة بمصر ويتذكر شوارعها وأشخاصها، كما شارك في حرب 1956 وبذل جهودًا كبيرة لكي يتطوع عام حرب 1967، مشيرًا أن تبرعه لمعهد الأورام، تبرعًا خالصًا نقيًا نابعًا من حبه لمصر وشعبها.

وأوضح الخشت، أن معهد الأورام عليه عبء كبير في المرحلة المقبلة، لزيادة عدد مرضى السرطان والإقبال المتزايد على المعهد لتلقي العلاج.

وقال: "نأمل أن يتم التركيز على إنشاء مستشفى 500500 خلال المرحلة المقبلة سواء على مستوى الأولويات أو على مستوى البعد عن معارك التطوير الجانبي، لافتًا إلى أن معهد الأورام له دور كبير في علاج مرضى السرطان، والبحوث المتعلقة بهذا المرض، كما يقوم بتخريج الكوادر الطبية العاملة في هذا المجال.

جامعة القاهرة
وأضاف رئيس جامعة القاهرة "أن هناك عدة رسائل مهمة يرغب في توجيهها، الأولى تتعلق بأن جامعة القاهرة تسير قدمًا نحو جامعة من الجيل الثالث تركز على التعليم والبحث العلمي كجناحين للتطوير والتنمية الشاملة وإعادة بناء مؤسسات الدولة".

وأشار إلى أن جامعة الجيل الثالث معنية بكل كليات الجامعة ومعاهدها ومراكزها، وربما تكون الأولوية في المرحلة المقبلة، الاهتمام بالمراكز والمعاهد، باعتبار تقود العملية البحثية والتنموية إلى حد كبير، وقال إن معهد الأورام على رأس هذه المعاهد لدوره الكبير المعني بصحة المواطن المصري.

وأكد رئيس جامعة القاهرة، أنه لا بد من التوسع في الدراسات العليا وتوفير التمويل اللازم والتوسع في التدريب والنشر الدولي، مشددا على الدور الذي قام به المعهد القومي للأورام منذ إنشائه في عام 1969 من تحويل المرض من خانة المرض المستحيل، إلى خانة المرض الخطير.

الوقاية من السرطان
وطالب رئيس جامعة القاهرة ببذل المزيد من الجهود في مجال الوقاية من هذا المرض، وقال: "جامعة القاهرة تتطلع إلى الانتهاء من بناء مستشفى 500500 لمواكبة زيادة أعداد مرضى السرطان، وحان الوقت لأن نركز على المشاريع المهمة في المجال العلمي والبحثي".

وأشار إلى أن الرسالة الثانية، تتعلق بأن المعهد القومي للأورام ومستشفى 500 500، لا يمكن أن ينهضا إلا بالتبرعات وهو العمل الخيري النقي الذي يخلو من أي أهداف أخرى ولا يبتغي شيئًا إلا الواجب، فالالتزام الداخلي هو ما يدفع المتبرع لأن يقوم بهذا التبرع.

وأوضح رئيس جامعة القاهرة أن الشيخ القاسمي استطاع أن يقوم بتنمية بلده خلال الأربعين عامًا الماضية على أحسن ما يكون من التأسيس، وهو أحد الأركان الذي قام عليها اتحاد الإمارات العربية عام 1971.

وأشار إلى أن القاسمي له فلسفة في بناء إمارته التي تقوم على الثقافة والعلم والتعليم والبحث العلمي، وفي هذا الإطار استطاع أن يحول إمارة الشارقة إلى عاصمة للثقافة العربية، على الرغم أنها ليست عاصمة سياسية، لأنه من المعتاد أن تكون العاصمة الثقافية في الأساس عاصمة سياسية، لكنها تحولت نظرًا للدور الثقافي الذي يقوم به القاسمي، إلى عاصمة ثقافية.

وقال الدكتور محمد لطيف عميد المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، إن الوضع العالمي للسرطان في السنوات الـ30 الأخيرة، يشير إلى تضاعف الحالات المصابة بالمرض الذي من المتوقع أن يتفوق على أمراض الدم والأوعية الدموية وأن يكون السبب الأول والرئيسي في الوفاة.

ولفت إلى أن التحسن الطبي أدى إلى زيادة معدلات الأعمار وزيادة التعداد السكاني، مما جعلنا نشعر أن الأشخاص المصابين بمرض السرطان في ازدياد مستمر.

منظمة الصحة العالمية
وأضاف أنه وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن وفيات السرطان في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط سوف ترتفع من 9.4% إلى 12.3 % في عام 2030 من مجموع الوفيات.

وأوضح عميد المعهد القومي للأورام، أن مشكلة السرطان في مصر ذات طابع خاص حيث يبلغ متوسط العمر للإصابة به هو 45 عامًا، وبلغ عدد المرضى المترددين على المعهد في الفترة من يناير 2017 إلى الآن نحو 214 ألفًا و898 مريضا ويتم علاجهم بالمجان، وأنه تم التعاون بين أساتذة المعهد القومي للأورام مع بعض أساتذة من الجامعات الأخرى في وضع الخطة القومية لمكافحة السرطان من 2016 حتى 2020 وقد بدأت الخطة بالتفعيل في مصر.

وأضاف الدكتور محمد لطيف، أن المعهد يقدم خدمات غير موجودة في مصر من خلال تكتيك النانونايف، والعلاج الحراري والإنسان الجراحي الآلي والأشعة المقطعية المدمجة مع المسح الذري، ويقدم العديد من الخدمات الطبية، كالعمليات الجراحية، وقسم طب الأورام، والعلاج الإشعاعي، ووحدة الطب النووي.

ونيابة عن الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قام الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، صباح اليوم الإثنين، بتسليم درع وزارة التعليم العالي لسلطان القاسمي.

تأتي هذه الزيارة للاطلاع على آخر جوانب العمل والإنجاز التي يقود من خلالها المعهد مسيرة مصر في مواجهة مرض السرطان.

تطوير معهد الأورام
وخلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور الخشت عبر الوزير عن ترحيبه بالشيخ القاسمي، وبدوره في دعم المعهد وخطة تطويره والمشاركة في تمويل التوسعات الجديدة للمعهد بمدينة الشيخ زايد التي تعبر عن عمق العلاقات الطيبة التي تربط بين مصر والإمارات، مشيدًا بدور المعهد باعتباره واحدًا من أهم وأعرق الصروح التعليمية في منطقة الشرق الأوسط إلى جانب دوره التعليمي والتدريبي والبحثي.

وأكد أن خطة وزارة التعليم العالي الجديدة للتطوير تقوم على انفتاح الوزارة على الجامعات والمعاهد وإقامة علاقات إيجابية مؤسسية بناءة معها، وإعطاء أولوية لتطوير المستشفيات الجامعية.

وأشار "الخشت" إلى أن التوسعات الجديدة تقام على مساحة 35 فدانا وبتكلفة تتجاوز المليار والمائتي مليون دولار ويضم المبنى الجديد ألف سرير و60 غرفة عمليات ومجهز بأحدث الأجهزة لعلاج الأورام في العالم ليكون أكبر مستشفى مجاني لعلاج الأورام في المنطقة.

كما أكد اهتمام جامعة القاهرة بتطوير المعاهد والمراكز التابعة لها لتقوم بدورها التعليمي والبحثي والاهتمام بالحفاظ على رأس المال البشري، والتوسع في برامج الوقاية وتخريج كوادر طبية وفق المعايير العالمية، مثمنًا دور العمل الخيري في هذه المرحلة، كما قام بتسليم درع جامعة القاهرة ودرع المعهد للشيخ القاسمي وقرينته الشيخة جواهر.

كما قدم الشيخ القاسمي الشكر لجامعة القاهرة على حفاوة الاستقبال، مؤكدًا دعم دولة الإمارات الدائم لمصر، وأضاف أن المؤسسة التي تقودها الشيخة جواهر القاسمي تولي اهتمامًا بمكافحة مرض السرطان في العالم خاصة مصر، وقال: "لهذا حرصنا على المشاركة في بناء ودعم المعهد القومي للأورام".

وحرص القاسمي على مصافحة عدد من أطفال السرطان الذين يتلقون العلاج بالمعهد ومصافحتهم وقام بتقبيل أيديهم.

وحضر الاحتفال الدكتور محمد لطيف عميد المعهد، وعدد من عمداء المعهد السابقين.
الجريدة الرسمية