رئيس التحرير
عصام كامل

ألمانيا تتعهد بمزيد من المساعدات للدول المتضررة من تغير المناخ

فيتو

افتتحت رسميا أشغال مؤتمر المناخ العالمي المنعقد في مدينة بون الألمانية بحضور ممثلين عن مئتي دولة وسط غموض في الموقف الأمريكي، وألمانيا تتعهد بتقديم المزيد من المساعدات للدول المتضررة.

تعتزم ألمانيا زيادة مساعداتها المالية للدول الجزرية المهددة بعواقب تغير المناخ، حسب ما أعلنت عنه وزيرة البيئة الألمانية باربارا هيندريكس اليوم الإثنين، لدى افتتاحها للجناح الألماني المشارك في مؤتمر المناخ العالمي المقام في مدينة بون الألمانية.

وقالت الوزيرة إن ألمانيا ستقدم 50 مليون يورو إضافية لما يسمى بصندوق التكيف التابع للأمم المتحدة. وساهمت ألمانيا حتى اللحظة في هذا الصندوق بمساعدات قيمتها 190 مليون يورو، وسيرتفع الإسهام عقب التعهدات الجديدة الآن إلى 240 مليون يورو. وقالت هيندريكس: "نرسل بذلك إشارة واضحة... ألمانيا تقف متضامنة مع المواطنين الأكثر تضررا من تغير المناخ".

غموض في الموقف الأمريكي
وانطلقت اليوم الإثنين فعاليات المؤتمر الدولي لحماية المناخ في مدينة بون الألمانية، بهدف إحراز تقدم في تطبيق اتفاق باريس حول المناخ، وهو موضوع ملح غير أنه في غاية الحساسية.

وتعقد القمة المعروفة بـ"كوب 23" والتي تستمر حتى 17 نوفمبر في مقر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، بمشاركة مندوبي مئتي بلد بما فيها الولايات المتحدة رغم إعلان الرئيس دونالد ترامب سحب بلاده من الاتفاق.

وأيام قبل انطلاق أشغال المؤتمر، أكد تقرير علمي أمريكي صادق عليه البيت الأبيض يوم الجمعة الماضية، أن المرحلة الحالية هي الأكثر حرًّا في تاريخ الحضارة الحديث، وأن الوضع سيتفاقم في غياب تخفيض كبير للغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وتعقد القمة في ظل الغموض الذي يلف الموقف الأمريكي. فواشنطن التي تعتزم الخروج من اتفاق باريس غير أنه لن يكون بوسعها تنفيذ قرارها عمليا قبل نوفمبر 2020، أكدت مرة جديدة عزمها على المشاركة في المناقشات حول قواعد التطبيق سعيا "لحماية مصالحها" الوطنية.

لكن أندرو ستير الخبير في "معهد الموارد العالمية" الذي يتخذ مقرا له في واشنطن، قال "لا نتوقع +إنجازات كبرى" من الجانب الأمريكي.

وقبل صدور التقرير مباشرة، حذرت حصيلة صادرة عن الأمم المتحدة من الفارق "الكارثي" بين الأفعال والحاجات، في ختام سنة شهدت كوارث طبيعية كبرى رجح الخبراء أن تتواصل في ظل اختلال المناخ، وبينها الإعصار إيرما، أشد إعصار في التاريخ في المحيط الأطلسي، والإعصار هارفي الذي تسبب بأمطار كانت الأكثر غزارة التي تم تسجيلها على الإطلاق بعد إعصار.

ومن المنتظر أن تنشر منظمة الأرصاد الجوية العالمية الإثنين في بون حصيلة مؤقتة لدرجات الحرارة عام 2017.

التزامات أصبحت غير كافية
وقال رئيس وزراء فيجي فرانك باينيماراما المترأس للقمة لدى كلمة الافتتاح أنه "علينا الحفاظ على التوافق الدولي من أجل تحرك قوي" ضد الاحتباس الحراري. وهذه أول مرة تترأس فيها قمة المناخ جزيرة صغيرة تعد من الدول التي تواجه أشد المخاطر، ما يجعلها الأكثر التزاما في هذه المعركة.

والتزمت الدول في نهاية 2015 في باريس بنسب تخفيض للغازات المسببة للاحتباس الحراري تبدو اليوم غير كافية. ويحذر العلماء من أنه في حال أراد العالم إبقاء الاحتباس دون نسبة 2% بالمقارنة مع حقبة ما قبل العصر الصناعي، فإن ذروة انبعاثات غازات الدفيئة ينبغي أن تسجل عام 2020 كأبعد تقدير.

والمطلوب الآن هو حمل الدول على مراجعة طموحاتها، وتقتضي المرحلة الأولى بدء "حوار" في بون يستمر سنة حول الخطوات المتخذة والواجب اتخاذها.

كما يتحتم على هذه القمة الـ23 إحراز تقدم بشأن قواعد تطبيق اتفاق باريس، وهي مرحلة فنية إلى جانب كونها سياسية بامتياز، ومن النقاط التي تشملها كيفية رفع الدول تقارير حول ما تتخذه من خطوات، وآلية متابعة المساعدة المالية التي تعد بها الدول الغنية.

ويقول الخبير الأمريكي أندرو ستير بهذا الصدد إن "هذا المؤتمر المناخي في غاية الأهمية، لأن التحديات على أعلى مستوى: فالمطلوب خلال سنتين لا يقتصر على أن تحقق الدول ما وعدت به فحسب، بل كذلك أن تلتزم بالمزيد".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية