رئيس التحرير
عصام كامل

بلومبرج: السعودية جادة في التغيير وتستعد لحياة ما بعد النفط

علم السعودية
علم السعودية

ذكر موقع وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن القرار السعودي غير المسبوق باعتقال أمراء وأصحاب مليارات بارزين في السعودية، صدم المحللين في المنطقة، لكنه يعني ايضًا أن المملكة جادة في التغيير.


وجاءت الاعتقالات بعد تشكيل الملك سلمان بن عبد العزيز لجنة لمحاربة الفساد برئاسة ولي العهد الامير محمد بن سلمان. كما أتت هذه الخطوة بعد أسبوعين من إعلان المملكة سلسلة من المشاريع، بينها منطقة اقتصادية بتكلفة 500 مليار دولار، في سياقً خطة لإعادة هيكلة اقتصاد كان يعتمد منذ عقود اعتمادًا كليًا على عوائد النفط.

ونقل الباحثان عارف شريف وفيليب باتشيو في تقرير لهما بالموقع عن المدير التنفيذي لشركة نباد للتأمين التي تتخذ دبي مقرًا لها على ياسين قوله إن حملة التطهير "لم يسبق لها مثيل بهذا الحجم أو بهذا الشكل العلني.. لقد بدأت المحاسبة، ولا أحد لديه الحصانة، وكل شخص سيقلق الآن، خصوصا أن بعض الأسماء (الواردة في لأئحة التوقيف) مضى عليها 30 عامًا (في عالم الأعمال). وهذا يشمل شركة المملكة القابضة وشركة الخطوط الجوية السعودية ووزارة المال".

وأضافا أن الانخفاض في أسعار النفط أرغم السعودية على مواجهة نقص في اقتصادها البالغ حجمه 650 مليار دولار. وجزء من خطة السعودية هي الاستعداد للحياة ما بعد النفط، بما فيه بيع أسهم في شركة أرامكو العملاقة للنفط عام 2018 وتحويل أسهمها إلى البورصة كي تكون البوابة إلى السعودية.

فيما قال رئيس شركة الراجحي كابيتال مازن السديري: "لا بد أن يكون ثمة قلق لدى الناس عما يمكن أن يحدث.. لكن إذا نظرت على المدى البعيد، فإنه سيكون إجراءً إيجابيًا يفيد البلد والسوق".

وبالنسبة إلى ياسين قال: "إذا أردت إيجاد اتجاه جديد، عليك تغيير الطريقة التي تدار بها الأعمال، السعوديون يوجهون إلى العالم رسالة قوية جدًا مفادها أنهم جديون في الأعمال". وخلال اتصال هاتفي، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مباشرة الملك سلمان إلى إدراج أرامكو في بورصة نيويورك. واعتبر الرئيس الأمريكي في تغريدة أن مثل هذه الخطوة ستكون مفيدة لاقتصاد الولايات المتحدة. ويتفق ذلك مع اندفاعة أمريكية لجذب شركات إلى البورصة الأمريكية.

وأشار تقرير بلومبرج إلى أن أسهم أرامكو قد تكون الأكبر في العالم في الوقت الذي تأمل الحكومة السعودية أن تجني مائة مليار دولار من طرح خمسة في المائة من رأسمال الشركة في البورصة.

وتعتبر هذه الخطوة جزءًا محوريًا من خطة الإصلاح لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المعروفة بـ"رؤية 2030"، والرامية إلى تنويع اقتصاد المملكة والاستثمار بشكل واسع في البنى التحتية.

وأضاف أنه على رغم أن محللين ومدراء صناعات قالوا إن من المحتمل أن يكون الرقم المتوخى من أرامكو كبيرًا جدًا، ففي حال تمكنت الشركة من الحصول على نصفه، سيبقى أعلى بضعفين من أسهم شركة على بابا القابضة المحدودة الصينية التي حصلت في عام 2014 على 25 مليار دولار.

وقال إن الأمير محمد بن سلمان يتخذ حاليًا القرار بالمكان الذي سيتم طرح أسهم أرامكو فيه، واختياره بورصة نيويورك إضافة إلى بورصة تداول السعودية، يمكن أن يعزز العلاقات الإستراتيجية التحالفية القديمة بين السعودية والولايات المتحدة.
الجريدة الرسمية