أحمد بهاء الدين يعترف: أنا فوضوي رغم تشنيعات الشناوي

في إحدى مداعبات الكتاب بينهم أطلق الكاتب الساخر كامل الشناوى تشنيعة بأن الكاتب أحمد بهاء الدين إنسان منظم جدا دقيق جدا، موسوس جدا..

قسم بهاء أيامه طبقا لجدول دقيق يوما للعمل ويوما للمجاملة ومقابلة الأصدقاء ويوما للعواطف يحب فيه ويفرح ويتعذب.

رد بهاء الدين على هذه التشنيعة في حوار أجرى معه في مجلة روز اليوسف عام 1956 قائلا:
الغريب أن أكثر الناس يعتقدون أننى إنسان منظم جدا ومرتب جدا مع أنى عكس ذلك تماما، والمأساة الكبرى أن حجرتى كثيرة الكتب ورفوفها المتصاعدة، وكل رف جديد معناه فوضى جديدة، حتى أننى في قراءاتى غير منظم أقرأ قراءة متقطعة في عدة كتب دفعة واحدة، وفى الليلة الواحدة ولا أخرج كتابا ثم أعيده إلى مكانه أبدا.

وكثيرا ما أدفع ثمن هذه الفوضى باهظا عندما أبحث عن شيء أريده فلا أجده، فأدراج مكتبى كلها مخصصة لكل شيء وكثيرا ما أكتب ما أحب تسجيله ولا أضعها في المكان المخصص لها وعندما أحتاج إليها لا أعثر لها على أثر كأن ريحا عاتية قد حملتها إلى مكان آخر مجهول، وعندما أسافر أذهب بحقيبة مرتبة منسقة أعدت لى بنظام وأعود بحقيبة مبهدلة أقرب إلى صناديق الزبالة العمومية.

وعندما يسافر أهلي إلى الإسكندرية في الصيف أضطر للبقاء بمفردى فيصبح البيت غير صالح للاستعمال بعد أسبوع واحد.. فكل يوم أستعمل حجرة من حجرات البيت حتى إذا انقلبت رأسا على عقب أغلقتها وذهبت إلى حجرة أخرى، وبعد أيام قليلة لا أجد مفرا من الانتقال إلى أحد الفنادق.

هذه هي حقيقتى أكتبها وأنا وأثق أننى لم أقنع بها أحدا، فتشنيعات كامل الشناوى كالماركة المسجلة لا يمكن محوها مهما كانت غير الحقيقة.