مسافر زاده الخيال ودعوات الحكومة
منذ أسابيع قليلة أعلن البنك المركزى طرح أكثر من نصف مليار دولار لسد بعض احتياجات السوق المصرفية، رغم ذلك وصل الحالى الآن أن المصرى المسافر للخارج لا يستطيع الحصول على أى مبلغ من العملات الصعبة.. يعنى يسافر على بركة الله وهناك يحلها ربنا والمحسنين كتار.. مصحوبًا بدعوات السيد الرئيس ووزير المالية.
ذهبت زوجتى إلى بنك القاهرة فرع الميرلاند لشراء أى مبلغ متاح من الإسترلينى بناء على تأشيرة السفر للمملكة المتحدة، ومعها أيضا جواز سفرى؛ حيث إننى أتعامل مع هذا البنك منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
فوجئت زوجتى بطلب الموظف الاطلاع على تذاكر السفر!.. بحجة إمكانية أن يكون الطالب تاجر عملة.. يأخذ التأشيرة والإسترلينى ويفلسع..
فى اليوم التالى توجهت زوجتى إلى ذات الموظف المصون.. طلب منها تحرير طلبات للحصول على العملة.. وسنرسل الطلبات إلى إدارة البنك، وإن شاء الله لما تيجى الموافقة لصرف المبلغ المطلوب، بس معلهش ح نصرف دولار.. أى خدمة.. وأنا تحت أمرك..
بعد أسبوع توجهت زوجتى مرة ثالثة للبنك ليفيدها الموظف المصون بعدم وجود عملة متوافرة .. أى خدمة.. تحت أمرك.. نجيب شاى.. قهوة.. ما تأخدى ريال سعودى وخلاص.
يا سيادة الرئيس.. يا وزير المالية الهمام، يا رئيس البنك المركزى، كيف يسافر من هو مثلى فى منتصف السبعينيات وزوجته بضعة أيام لرؤية أعمالهم وأحفادهم فى الخارج.. بدون عملة صعبة؟
هل تعتمد الدولة تمامًا على دور الصرافة الخاصة نيابة عنها، وتعطى دور الصرافة هذه الضوء الأخضر لسفح المواطن والمتاجرة فى السوق السوداء.
أهنئ المسئولين على هذا النجاح الساحق والقفزة الهائلة للاقتصاد المصرى.. طبعًا إلى الوراء.