رئيس التحرير
عصام كامل

كدبة أبريل . ومايو ويونيو!!


انتهى شهر أبريل لاحظت أنه هذا العام لم ينشغل الكثيرون كما هي العادة بمسألة كذبة أبريل. عادة كان كثيرا من فناني الكاريكاتير يقدمون لنا ملاحظاتهم الساخرة من مسألة الكذبة الأبريلية هذه التي لا يعرف أحد مصدرها التاريخي.


لقد مشت معنا منذ الميلاد ولا نعرف لها أصلا، كما أن أحدا ممن أجلس معهم في المقهي لم يأت بذكر على هذه الكذبة، ولم يقل شيئا أو يحكي حكاية تثير ضحكنا ويكون أساسها موضوع الكذبة.

والأهم أنني لم ألاحظ على الفيس بوك أو تويتر تعليقات علي الأمر، مرّ أبريل مثل غيره من الشهور منذ تولي الدكتور محمد مرسي شهرا مليئا بالكذب.


لم يختلف الأمر عن مارس وفبراير ويناير ولن يختلف عن مايو ويونيو وغيرهم من شهور العام طالما بقي حكم الإخوان المسلمين. 
انشغل الناس عن الضحك على أبريل وكدبته إلي الهم بما يحدث أمامنا من حقائق مفزعة ينكرها النظام ورجاله. كثيرة جدا هي الأكاذيب لدرجة ملأت الأيام وخرت منها على الليالي في كل الطرقات !

وكثير منها يثير الضحك والسخرية فيحولها المصريون إلى طاقة ضحك وسخرية من فرط الألم، ويحدث ذلك كل يوم ولا تقلّ طاقة الضحك ولا يتفوق فيها أبريل على غيره من الشهور، وأكبر أكاذيب أبريل هذا العام كانت مسألة تطهير القضاء التي بدا للقاصي والداني أن المقصود بها هو التخلص من أكبر عدد لتعيين أكبر عدد من المحامين المنتمين لجماعة الإخوان بدلا منهم. لكن هذا ليس مضحكا.

المضحك هو تعليق أحد أعضاء مجلس الشورى من الإخوان معاتبا المعارضة أنها حولت الموضوع إلى سياسة ناكرا أنه في الأصل سياسة وأن الذي أشعله ليس الفكرة فقط ولكن إخراج أعضاء الجماعة الذين تم حشدهم من كل الأقاليم في مظاهرة ضد القضاء وأمام دار القضاء العالي. كان هذا حوارا في قناة فضائية معه وكلما قالت له المذيعة أن الذي سيّس المسألة هي المظاهرة أمام القضاء يتغافل عما تقول ويصمم أن الموضوع لم يكن سياسيا وأن المعارضة هي التي جعلته سياسة . لكن هذه الكذبة الكبيرة، تطهير القضاء، لم تتفوق على سائر الأكاذيب.

وعلى رأسها ما نراه كل يوم من أزمة السولار واستمرار الكلام عن حل الأزمة قريبا ثم تعليق أحد الوزراء غاية في الظرف، الذي قال أن أزمة السولار نفسية. يعني الناس شايفة السولار مثلا ومش عايزة تشتريه. أما الكذبة الغريبة حقا والمستمرة والتي ستدخل بالبلد في كارثة فهي أنه لا شروط لقرض البنك الدولي بينما من قبل حتى الموافقة على القرض ارتفعت الأسعار وتم تحرير سعر الصرف فانخفض سعر الجنيه المصري إلى أقصى انخفاض وأعلن البنك الدولي نفسه أنه في حالة الموافقة على القرض ستتوالي الإجراءات الاقتصادية التي ستكون كلها علي حساب الفقراء.

ثم جاءت الكذبة الأكبر وهي الاحتفال بتحرير سيناء والكل يسأل أين هي سيناء ولماذا حقا لا يتم تحريرها من الإرهابيين. وطبعا لن أستمر معكم في استعراض أكاذيب الشهر لأنها أقدم منه ولن تنتهي بعده. فقط صعبان عليا أبريل الذي لم يعد منفردا بالكذب الجميل. بل صار ممتلئا بكذب آخر هو الكذب القبيح للأسف الشديد. الكذب الذي يحتشد ضد الثورة والثوار. وضد مصر.

هذا الوطن الذي شهد ثورة من أجمل وأعظم الثورات. ولا أعرف حين ينشر هذا المقال الذي أكتبه صباح السبت هل ستكون كذبة التغيير الوزاري قد تمت أم لا وهل ما سيتم سيكون حقيقيا أم استمرارا في كذبة أن لدينا مجلس وزراء يدير العمل وليس مكتب الإرشاد.
ibrahimabdelmeguid@hotmail.com
الجريدة الرسمية