رئيس التحرير
عصام كامل

إعصار سياسي سعودي


هذا هو الوصف الأقرب دقة لما حدث في السعودية، والذي ستتجاوز آثاره حدود المملكة وسوف تمتد إلى منطقتنا العربية، خاصة أنه إعصار مزدوج، فمن الرياض أعلن الحريري الاستقالة من رئاسة الحكومة اللبنانية بعد أن اتهم إيران بالهيمنة على بلاده من خلال حزب الله اللبناني، وكاشفًا وجود مخططات لاغتياله على غرار قتل والده، وتزامن ذلك مع توقيف نحو 11 أميرا و3 وزراء حاليين حتى صباح اليوم الأحد، بتهم فساد، في بداية عمل اللجنة العليا لمكافحة الفساد التي شكلها الملك سلمان برئاسة ابنه وولى عهده الأمير محمد، الذي أعلن أن لجنته لن يفلت منها أمير أو وزير تورط في فساد.


وهكذا الإعصار السياسي السعودي مزدوج، وبالتالي ستكون آثاره ضخمة ومتضاعفة في المنطقة، فكفى الوقت الذي تقوم به الإدارة السعودية الحاكمة الآن بترتيب الأوضاع الداخلية في المملكة، وهو ما سوف يكون له تأثيره فى سياساتها الخارجية، فإنها تفتح جبهة صدام جديدة مع إيران على الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى جبهة اليمن، في وقت تحاول فيه إيران أن تتفادى صدامًا كبيرًا مع إدارة ترامب في أمريكا.

وهذا يتطلب ترقبًا ودراسة لكل هذه التطورات السعودية أو الآتية منها، حتى نكون مستعدين للتعامل مع تداعياتها التي من المؤكد أنها ستكون كبيرة ومتسعة ومتعددة، بدءًا من مضى السعودية قدمًا في سياسة التحديث ومواجهة التطرف الدينى، وانتهاء بالأزمة السياسية اللبنانية التي انفجرت بحدة وسيكون لها تأثيره أليس فقط فى المنطقة وإنما فى كل المنطقة العربية، خاصة أن إيران طرف أساسي فيها ومعها السعودية التي اختارها الحريري لإعلان استقالته منها.
الجريدة الرسمية