رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور والفيديو.. عصابات التسول تحاصر مستشفى الغلابة.. معهد الأورام وكر «الشحاتين» لابتزاز المصريين.. سيدة تستغل إعاقة ابنها لجمع المال.. 250 جنيها إيراد المتسول يوميا

فيتو

"والله يا آنسة، والله ابني عيان، وعايزة اشتري له كيس دم، مش هدعي بالمرض الوحش على ابني".. هذه الكلمات سمعتها محررة فيتو من أحدي المتسولات التي اعتادت الوقوف أمام المعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة بالسيدة زينب، وهي تستدعي تعاطف محررة فيتو لأنه لا يوجد أي شخص يدعى إصابته بمرض السرطان.


ليستوقفنا بعدها أحد عمال المعهد قائلا: "ماديهاش حاجة دي نصابة، كل يوم بتجي هنا، وبقالها 7 سنين بتقف هنا، في اثنين غيرها وكلهم بيدعوا المرض".

أصبحت مستشفيات الغلابة مكان لتفشي التسول، فمن سيرفض مساعدة شخص مريض، وخاصة إذا كان هذا الشخص أحد مرضى السرطان، وقد تعددت طرق التسول في المستشفيات وتضم ادعاء المرض أو طلب المساعدة لشراء أدوية أو استغلال أحد المعاقين، في مغامرة قامت بها محررة فيتو استمرت لمدة ثلاثة أيام حاولنا فيها التعرف على قصص المتسولين الموجودين أمام المعهد القومي لأورام بجامعة القاهرة.

مواسم المهنة
يخبرنا عامل معهد الأورام، أن هناك سيدة أخرى تقف خلف معهد تستغل طفل معاق للتسول به، "في واحدة ست غيرها كمان بتقف ورا المعهد معها عيل معاق بتشحت به من أيام ما كان رضيع، بتاجر الطفل دهه بنحو 200 في اليوم"، ليؤكد لنا أن أهل الطفل المعاق فقراء وأنهم يقومون بتأجير الطفل لمساعدتهم على مواجهة الفقر والحاجة.

كما أن لكل مهنة موسم فللمتسولين موسم أيضا، ويوضح عامل المعهد، أن هؤلاء المتسولون لهم موسم التسول هو شهر رمضان مع كثرة الصدقات وزيارات لمرضى السرطان "في شهر رمضان. المعهد هنا متعرفيش توقفي من زحمة، والمتسولين دول مش بيسيبوا أي حد داخل معهد إلا لما ياخدوا منه فلوس".

حكاية رمضان
خلف معهد الأورام وقفت سيدة تحمل طفل صغير، وتدور في محيط معهد الأورام والمعاهد الصحية الموجودة حوله لطلب المساعدة والحسنة.

لاكتشاف حكاية الطفل المعاق، خلف معهد الأورام قابلت محررة فيتو أم رمضان سيدة في العقد السادس وترتدي الملابس السوداء، وتغطي خطوط الشيب وجهها وتخبرنا أم رمضان حكايتها فتقول: "ظروفي صعبة، أنا أرملة وكبيرة في السن، بنتي مطلقة، ورمضان ابني".

لتخبرنا أن الظروف أجبرتها على ما لم تكن تريده، فغالبا للقدر والنصيب رأي آخر في حياتنا، وتقول أم رمضان "رمضان ابني مش طفل وعمره حاليا 25 عاما"، ولكنه مصاب بتقوس بالعظام وشلل وإعاقة ذهنية، لذلك لم تنمو عظامه "ثم أطلعتنا أم رمضان على بطاقة الرقم القومي الخاصة برمضان، والتي أظهرت أنه يسكن بمنطقة الزاوية".

"رمضان عنده إعاقتين" وتخبرنا أم رمضان أن ابنها رمضان يخضع حاليا لجلسات علاج شلل بمعهد الشلل، كما يحصل على جلسات علاج طبيعي في مستشفى أبو الريش.


بالعودة إلى المتسولة الأخرى التي تقف أمام مبنى العيادات الخاصة، والتي كانت سبب المغامرة، فقد استوقفت محررة فيتو مرة أخرى لطلب المساعدة ولكنها ابتعدت فور اقتراب أحد أفراد الأمن.

قانون التسول
ينص قانون التسول رقم 44 لسنة 1933، على أن عقوبة التسول هي الحبس مدة لا تتجاوز شهرين لكل شخص صحيح البنية سواء كان ذكر أو أنثى، ويبلغ عمره أكثر من 15 عاما، كما تنص مادة 2 من نفس القانون على أن يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز الشهر لكل شخص غير صحيح البنية وجد في الظروف السابقة.

يرفض التعليق
تواصلت محررة فيتو مع عميد معهد الأورام الدكتور محمد لطيف لمواجهة هذه الظاهرة، ولكن عميد المعهد رفض التعليق على الأمر بأي شكل.

كما رفض الدكتور طارق خيري مدير مستشفيات معهد الأورام التعليق على الأمر.

في سياق متصل أعلنت إدارة الأمن بالمعهد عن تدخل الدكتور محمد لطيف بتسليم المتسولين إلى المباحث.

حصيلة التسول
قال مصدر مسئول من إدارة الأمن بالمعهد، إن أمن المعهد لا يسمح بوقوف أي متسولين أمامه، مضيفا أن المتسولين تم تسليمهم للمباحث والقسم "هنعمل إيه كل مرة بنسلمهم للقسم ويطلعوا يتسولوا تاني هنا، ونمنعهم ويرجعوا".

أضاف المصدر، أن بعض المتسولين يقف أمام المعهد منذ أكثر من خمس سنوات، وان المتسول الواحد يجمع يوميا ما يزيد عن 250 جنيها، مؤكدا أن السيدة المتسولة التي تقف أمام المعهد ليست فقيرة وهي متزوجة من شخص عاطل وتنفق عليه.
الجريدة الرسمية