5 أزمات تواجه «فرمانجو» في الصومال
يواجه الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد «فرماجو» من وصوله إلى السلطة فبراير الماضي، العديد من التحديات في مقدمتها مواجهة الجماعات المتطرفة وتردي وتراجع الوضع الأمني، بالإضافة إلى سلطة العشائر التي تحد من السلطة التنفيذية إلى جانب الوضع الاقتصادي الهش.. ترصد فيتو أبرز تحديات فرمانجو في الصومال.
الإرهاب:
أولى المصاعب التي تعرقل الرئيس فرمانجو، هو انتشار التنظيمات الإرهابية المسلحة في ربوع الصومال، حتى باتت تمثل تهديدا أمنيا ومجتمعيا، ليس فقط للدولة المتدهورة أساسا، ولكن أيضا لدول الجوار الإقليمي في القرن الأفريقي.
وشهد الصومال العديد من العمليات الإرهابية منذ فبراير 2017، وحتى الآن وتشكل جماعة شباب المجاهدين، أبرز الجماعات الإرهابية التي تهدد سلطة حكومة فرمانجو في تنفيذ مخططات حكومته باستقرار الوضع الأمني.
وفي منتصف أكتوبر الماضي، شهدت الصومال أكبر العمليات الإرهابية حيث انفجار شاحنتين مفخختين في العاصمة الصومالية مقديشو، مما أدى إلى سقوط 300 قتيل ومئات الجرحى.
2-وحدة الصومال
الصومال من احدي الدول العربية التي تواجه خطر التفتت والانقسام، حيث شكل تراجع الوضع الأمني وغياب دور الدولة المركزية في تماسك الوحدة الفيدرالية للبلاد.
وتعد ولاية جمهورية صوماليلاند “أرض الصومال” ابز الولايات التي أعلنت الانفصال عن البلاد رغم عدم الاعتراف بها إقليميا ودوليا.
3-سلطة العشائر"القبائل"
يعاني الصومال من سلطة زعماء العشائر "القبائل" حيث يشكلون الورقة الأساسية في رسم سياسة الدولة الصومالية، بل وتعتبر سلطتهم على الأرض أعلى من السلطة التنفيذية "الرئاسة".
ووفقًا لتقرير نشرته فايننشيال تايمز، فقد تم دفع رشوة قدرها خمسة آلاف دولار لكل فرد من شيوخ العشائر لاختيار ممثليهم في البرلمان عند انتخاب الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود، وهؤلاء الممثلون هم من يقومون باختيار أعضاء البرلمان، وقد وصلت بعض المقاعد في البرلمان لأكثر من مليون دولار للمقعد الواحد في الانتخابات الأخيرة حسب التقرير.
ووتنافس عشيرتي هوية وطارود على مناصب العليا للدولة ويحاول كل فريق افشال الفريق الأخر.
4- الجيش
تعاني الدولة الصومالية من غياب جيش قوي يعيد تماسك البلاد وفرض الأمن، حيث يعانى الجيش الصومالي ضعفا شديدا، فلا يملك مقومات الجيوش الوطنية، سواء من حيث التسليح، أو التنظيم، بخلاف معاناته من الصراعات الداخلية القبلية. إذ ينتمي معظم أفراد الجيش إلى قبيلتي "الهوية" و"الدارود"، اللتين تتنافسان في السيطرة على مناصب الجيش، مما قد يحد من قدرة فرماجو على مواجهة التنظيمات الجهادية المسلحة.
والحرب التي يجب أن يقوم بها هذا الجيش تقوم بها بدلًا عنه بعثة القوات الأفريقية (أميصوم).
5-الوضع الاقتصادي
ثر الاقتصاد الصومالي خلال السنوات الماضية بسبب عدة عوامل كان أبرزها عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي تواجهه البلاد منذ سنوات، ومع صعود الرئيس فرماجو إلى السلطة، تنتظره عدد من التحديات في ذلك القطاع المهم، ويتمثل أبرزها في: محاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، حيث أعلن عبد الرازق فارتاج، رئيس وحدة إدارة المالية العامة الأسبق، أن هناك أكثر من مليار دولار قد اختفت خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2015، حيث بلغ الإنفاق الحكومي خلال السنوات الثلاث الماضية نحو 169 مليون دولار من إجمالي 1.2 مليار دولار. كما أن معدل البطالة بين الشباب الصومالي يبلغ نسبة 67%، في الوقت الذي يعيش فيه نحو 73% من الشعب الصومالي في فقر مدقع (أقل من 2 دولار في اليوم للفرد).
كما تعاني الصومال خطر المجاعة على غرار أزمة الجفاف في 2011، حيث أطلقت منظمة الأمم المتحدة عدة تحذيرات من احتمال وقوع مجاعة في المنطقة، كما أصدرت تقريرًا أوضح أن هناك ما يقرب من 6.2 ملايين صومالي سوف يعتمدون على المساعدات الإنسانية، كما أن هناك أكثر من 360 ألف طفل صومالي يعانون من نقص حاد في التغذية، ويقابل ذلك كله استجابة ضعيفة سواء من الحكومة المحلية أو من الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية.