رئيس التحرير
عصام كامل

«نظارات مجانية لغير القادرين» شعار رفعه صاحب محل لمساعدة الفقراء

فيتو

عندما يعطي الله الشخص القدرة على شيء يجب أن يستغلها الإنسان في موضعها الصحيح، فإذا أعطاك الله العلم، يجب أن تساعد به الجاهل، وإذا أعطيت موهبة الصوت، يجب أن تمتع به غيرك، وتستخدمه أيضا في موضعه الصحيح، وهكذا إذا أعطاك المال، يجب أن تساعد الفقراء، إما أن تتصدق بجزء منه أو بشراء ما يحتاجه الأشخاص وإعطائهم إياه، فحياتنا مليئة بأصحاب القلوب الرحيمة التي تخشى أن تأكل أو تشرب وهناك إخوانهم في بلادهم، لا يستطيعون الأكل والشرب؛ بسبب ظروفهم المادية، هؤلاء لم يكونوا أبدا مثل بقية البشر، فإن الله خلقهم لكي يفعلوا الخير فقط ولا ينتظرون مقابل لمساعدتهم.


في أحد محال بيع النظارات الطبية بمنطقة فيصل، يتواجد أحمد سيد، رجل أحس بالعناء الشديد الذي يواجهه الفقراء بعد الارتفاع المستمر في الأسعار على جميع المنتجات، وبالخصوص النظارات التي يعمل في تجارتها، فقرر أن يساعد هؤلاء المحتاجين بطريقة مختلفة، وهى من خلال تقديم نظارة مجانا لكل ضعيف البصر وغير قادر على شرائها، دون النظر إلى أي خسارة مالية قد يتعرض لها، ولكن كل ما يهمه هو الحاجة الماسة لهؤلاء الضعفاء الذين ليس عندهم القدرة بتوفير ثمن نظارة.

وقرر الخوض في هذه الفكرة بداية من شهر رمضان المبارك، واستمر فيها حتى الآن؛ تضامنا منه مع الفقراء الذين لا يستطيعون دفع ثمن النظارات، بعدما رأى اللهيب المستعر في الأسعار كل يوم، مما اضطر كل تاجر أن يرفع من سعر المنتج الذي يبيعه ليتناسب مع الربح الذي يرغب به التاجر، مما يزيد على كاهل المواطن البسيط.

وقرر أحمد سيد، وضع إعلان أمام المحل الخاص به، متضمنا أسعار النظارات الطبية، والتي تبدأ من مائة جنيه إلى ألف جنيه، وخصص لغير القادرين نظارات مجانية بالعدسات الطبية.

وبالرغم من ذلك لم يتردد الكثير على فكرته المجانية، ولكن دائما كان العديد من الأشخاص يطلبون منه تخفيض السعر أو إعطائهم النظارات مجانا، ويوافقهم الطلب دون النظر إلى أي خسارة، كما سلم أمره لله، ولم يتحقق من عدم قدرة الشخص على الدفع فعلا، ولكن عندما تحدث عن الموضوع قال "أنا عامل الموضوع لله وخلاص، وهو وضميره بقى، لو قادر ربنا هيحاسبه".

ولم يحمل سيد، عبئا على ميزانية المحل؛ لأنها أمانة، ولكن كان دائما يدفع ثمن النظارات من ماله الخاص، وعند سؤاله عن قدرته على دفع هذه الأموال قال "مستورة والحمد لله"، وهكذا تكون نماذج القلوب الرحيمة والتي لا تتكرر كثيرا.
الجريدة الرسمية