رئيس التحرير
عصام كامل

زاهي حواس ينفي اكتشاف تجويف جديد أو غرف سرية داخل هرم خوفو

زاهي حواس
زاهي حواس

نفى الدكتور زاهى حواس، عالم المصريات الشهير، ووزير الآثار الأسبق، إن ما تردد مؤخرا بشأن أكتشاف تجويف ضخم في هرم خوفو بحجم طائرة والعثور على حجرتين سريتين داخل الهرم مؤكدا أن ذلك ليس له أي أساس من الصحة.


وقال حواس في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، إنه لم يتم اكتشاف أي حجرات سرية بالهرم، مشيرا إلى أنه عند الاستعانة بأي رادار لا يجب أن تتركه بمفرده والخطأ الذي وقع به المسئول عن الآثار في ذلك الوقت أنه ترك القائمين على العمل بالرادار بمفردهم، ومعظم ما قيل غير صحيح وهدفه الشهرة والشو الإعلامي واختلاف درجات الحرارة بثلاث صخرات حجرية للهرم من الناحية الشرقية أمام المعبد الجنائزي كانت مرممة بالأسمنت عام 1939.

وأوضح "حواس" أن الدكتور خالد عنانى وزير الآثار، شكل لجنة من أهم علماء الأهرامات في العالم؛ للإشراف على مشروع استكشاف الأهرامات وتضم الإنجليزي مارك لينر، رئيس جمعية "أرا" للآثار المصرية، والألماني راينر شتادلمان، المدير الأسبق للمعهد الألماني للآثار، ومارسلاف بارتا، رئيس البعثة التشيكية في سقارة وزاهى حواس وزير الآثار الأسبق، والهرم تم بناؤه بأحجار كبيرة وأحجار صغيرة، فمن الطبيعي أن تظهر فراغات وهذه الفراغات موجودة داخل الهرم بالكامل ولا تدل على اكتشافات حديثة.

وتابع: "أنا شخصيا أعتقد أنها لن تستطيع التوصل إلى شيء جديد بالرغم من أننى أعتقد أن حجرة الملك خوفو الأصلية موجودة داخل الهرم ولو استمر العمل بجدية قد يستطيع المشروع تحديد مكانها، وهذا سيكون اكتشافًا جيدًا، وهذه الأجهزة قراءتها لا تكون صحيحة 100%".

وكان مهدي الطيوبي، أحد مديري مشروع "سكان بيراميدز" أعلن عن اكتشاف تجويف كبير جدا، بحجم طائرة تتسع لـ200 مقعد في قلب الهرم.

ومنذ نهاية عام 2015، تجري هذه المهمة المؤلفة من علماء مصريين وفرنسيين وكنديين ويابانيين، مسحا داخل الهرم، مستخدمة تكنولوجيا متطورة لا تحتاج إلى الحفر لاكتشاف فراغات أو بنى داخلية محتملة غير معروفة، ولإلقاء ضوء إضافي على طرق البناء التي لا تزال غامضة.

وشيد هرم خوفو المعروف بالهرم الأكبر، والبالغ طوله 146 مترا، وهو أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، قبل أكثر من 4500 عام على هضبة الجيزة قرب القاهرة، إلى جانب ابي الهول، وخوفو هو ثاني فراعنة الأسرة الرابعة "القرن السادس والعشرون ق.م"، ويحوي الهرم 3 غرف معروفة، وبُني على غرار باقي أهرامات مصر، كمقبرة للفرعون.

وقال الطيوبي: "ثمة فرضيات كثيرة حول وجود غرف سرية في الهرم إلا أن أيا منها لم يتوقع وجود شيء بهذا الحجم الكبير".

وجاء في الدراسة التي نشرت اليوم في مجلة "نيتشر"، أن التجويف الذي سماه الباحثون "ذي بيغ فويد"، أي الفراغ الكبير، يبلغ طوله 30 مترا، وهو مشابه للممر الكبير في الهرم، ويبعد بين 40 إلى 50 مترا عن حجرة الملكة في قلب الهرم.

ولاكتشاف هذا التجويف الموجود منذ حكم الفرعون خوفو، استعان العلماء بجزئيات كونية، أو ما يعرف بالميون، وهي جسيمات أولية شبيهة بالإلكترون، وعندما تلتقي الميون التي تنتجها الاشعة الكونية في أعلى الغلاف الجوي، بالمادة تتباطأ، من ثم تتوقف.

ويقيس الباحثون عندها كمية هذه الجسيمات التي يجدونها وراء المكان الخاضع للمسح، وإذا وجدوا كمية كبيرة في مكان ما، فهذا يعني أن الميون التقت بكمية أقل من المادة أو أن ثمة فراغا.

وأوضح سيبستيان بوركور من مفوضية الطاقة الذرية ومصادر الطاقة البديلة في فرنسا التي انضمت إلى المشروع عام 2016، أن "هذه التكنولوجيا ليست جديدة إلا أن الأجهزة باتت اليوم أكثر متانة ودقة وهي قادرة على الصمود في ظروف الصحراء المصرية".

وفي حين سمحت الميون بتسجيل هذا الاكتشاف في هرم خوفو، إلا أنها لن تساعد كثيرا في معرفة إذا كان قبر توت عنخ آمون يحوي أيضا قبر نفرتيتي، وتتطلب تقنية الميون وضع مجسات تحت البنية المراد مسحها، وهذا غير متاح في قبر توت عنخ آمون، وفقا للقائمين على المشروع.

ومن أجل تجنب الجدل، تم تأكيد وجود هذا التجويف الضخم بواسطة 3 تقنيات مختلفة للمسح بالميون، عبر 3 معاهد مختلفة، هي جامعة ناغويا، مختبر البحث حول الجزئيات الياباني "كاي أي كاي"، والمفوضية الفرنسية.

ومع اكتشاف هذا السر، برز لغز جديد حول الهدف من هذا الفراغ ومحتوياته المحتملة. وأوضح كونيهيرو مكوريشيما، وهو أحد القائمين على الدراسة، أنه "لا يمكننا أن نعرف إذا كان هذا الفراغ يحوي قطعا أثرية، إذ أن تقنية التصوير هذه لا يمكنها رصد أشياء صغيرة".

ولا يملك الفريق أي معلومات عن استخدامات هذا المكان المحتملة، وقال الطيوبي: "قد يكون سلسلة من الحجارة المتلاصقة، أو ممرا افقيا طويلا، أو ممرا كبيرا آخر ثمة احتمالات كثيرة ممكنة".

غير أن الباحثين يؤكدون أنه سيكون من الصعب الوصول إلى "الفراغ الكبير"، وأفاد الطيوبي: "أننا ندرس التقنيات المحتملة الخفيفة، والتي لا تلحق أضرارا"، مشيرا إلى أن المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي والمعهد الوطني للأبحاث الرقمية (إنريا) انضما إلينا قبل عام، لتطوير نوع جديد من الروبوتات قادر على المرور عبر ثقوب صغيرة.
الجريدة الرسمية