رئيس التحرير
عصام كامل

فرقة تراث الأوبرا: خرجنا من نطاق جمهور النخبة للشارع.. «تقرير»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الاختلاف والتميز ليست بالأمور اليسيرة على صانعها، فالقيام بالأمر الذي يفعله الجميع هو أمر هين لا صعوبة فيه، أما التميز فيما تفعله أمر يحتاج من صاحبه مجهودا وطاقة غير محدودة للانطلاق نحو عوالم من الإبداع تهدف لصناعة إنسان راق.


مهرجان الموسيقى العربية مثال حي على التميز في إحياء موسيقانا العربية عام تلو الآخر، فعلى الرغم من الإمكانات والقوانين التي تحجمه، إلا أن طاقته وهدفه يستطيعان كسر القوالب النمطية كل عام.. وذلك الاختلاف يشهد عليه فنانو دار الأوبرا المصرية -منظمة المهرجان-، حيث يعايشون تفاصيله اليومية واستعداداته، خاصة نجوم فرقة التراث التابعة للأوبرا، والتي يقع على عاتقها مهمة إحياء التراث العربي من جديد بصورة جديدة لا تخل من قالبها الأصيل.

يقول مطرب الأوبرا مصطفى النجدي الذي تبلغ سنوات عمله في الأوبرا عشرين عاما، إن الدورة الجديدة للمهرجان هي الثالثة على التوالي، والثامنة في مجموع مشاركاته في المهرجان، فهو من أبناء الأوبرا الذين نهلوا من علومها الموسيقية، واستطاعوا التواجد دائمًا بالقرب من مصنع الفن الكبير المتمثل في المهرجان والأوبرا.

وعن مدى الاختلاف الذي يرصده النجدي في الدورة الجديدة يقول: "أبرز مايميز الدورة الحالية هو موضوعها الذي اختارته لإحياء عالم المؤلفات الموسيقية الدرامية من جديد، خاصة مع دأب الأوبرا خلال الفترة الماضية على الخروج من الغرف المغلقة وجمهور النخبة، والعمل على توسيع دائرة الجمهور لتصل إلى المواطن في جميع شوارع مصر، التي تتعطش لسماع لتلك الألوان الغنائية والموسيقية من جديد بعد حرمان طويل عانوه بسبب رداءة الألوان الغنائية المطروحة والمتاحة في الأسواق".

مطربة الأوبرا غادة آدم -التي دخلت الأوبرا في عمر الثمان سنوات خلال العام الأول لإنشائها- اتفقت مع حديث النجدي في محاور عدة، وقالت: "لا اختلاف أن دائرة جمهور الأوبرا في زيادة مستمرة، إضافة إلى اهتمام المهرجان خلال الدورات الماضية والحالية على الاستعانة بكوادرها من الفنانين الشباب، فلم يعد المهرجان يقتصر على النجوم العرب والمصريين، وإنما تم إفساح المجال لتلك الحناجر الشابة التي تملك القدرة المؤهلة لإعادة الطرب والموسيقى لموضعها الطبيعي".

أما المطربة نهاد فتحي فأكدت أن مهرجان الموسيقى العربية هو عيد فناني الأوبرا الذين ينتظرونه عام تلو الآخر، فما تلبث دورة المهرجان في الانتهاء حتى تبدأ دار الأوبرا ومطربيها بالتفكير في ماهية الدورة التي تليها وما يستطيعون تقديمه من جديد، وهو ما يؤكد أن الأوبرا تعمل على المهرجان طيلة العام وكأنها غرفة عمليات دائمة الاستعداد.

وأكدت نهاد أن الأوبرا خلال السنوات الماضية استطاعت الترويج بشكل أكبر لفعالياتها، لا سيما مهرجان الموسيقى العربية الذي اكتسب رقعة جماهيرية واسعة، بدليل الإقبال الشديد على تذاكر حفلات المهرجان، مؤكدة أن جمهور الشارع العادي أصبح يعلم أن الأوبرا ليست حكرًا على النخبة وإنما تفتح أبوابها لجميع فئات الشعب وجميع ألوان الفنون الجادة حيث صارت مصنع للفنون الجادة، وهو مايرجع الفضل فيه إلى استغلال الموارد التكنولوجية الحديثة ووسائل الإعلام في التعريف عن ماهية وطبيعة فعاليات الأوبرا.
الجريدة الرسمية