رئيس التحرير
عصام كامل

الأوبرا منصة التلاقي العربي


ستظل الأوبرا المصرية واحدة من أقوى أدوات التأثير الثقافي، خاصة مع إدارة ناجحة تقودها الدينامو الدكتورة إيناس عبد الدايم، تلك المنصة التي استطاعت أن تقدم أدوارها في كل وقت، ورغم الظروف التي أحاطت بالبلاد على مدار السنوات الست الماضية، ظلت خلالها دار الأوبرا بذات التأثير القوى بين الجماهير العربية عامة والمصرية على وجه الخصوص.


ويحظى مهرجان الموسيقى العربية باهتمام جماهيري خاص، بلغ قمته مع دورته الحالية التي استطاعت أن تجتذب الناس، حيث بلغت مبيعات التذاكر أكثر من تسعة ملايين جنيه مصري، في واحدة من أهم دلائل القدرات المصرية المتمثلة في دار الأوبرا المصرية. وللحق يحسب للدكتورة إيناس قدرتها على التواصل مع أطراف الفن العربي الأصيل، حيث استطاعت أن تجتذب في هذه الدورة رموز الغناء والموسيقى العرب والمصريين، بإمكانيات محدودة، ساعدها على ذلك تفهم نجوم الفن العرب للدور الذي تقوم به دار الأوبرا المصرية، مع إيمانهم بأن الإطلالة عبرها إنما هي فرصة ذهبية للتعاطي مع جمهور ذي مواصفات خاصة.

ولعل النجاح الذي تشهدها هذه الدورة يحمل مغزى مهما، لقدرة مصر ثقافيا على العمل وفق أجندة عربية تحمل من التكاتف ما يوحي بأن الأمل كبير في تلاقى الأمة والتفافها عبر الفن الراقي، ويؤكد من جديد أن الشارع العربى لايزال بخير، وأنه ليس صحيحا أن الأذن العربية أصيبت بما أصيب به الشارع من تلوث سمعى، وتنامي ظاهرة هبوط التذوق الموسيقى.

المواطن العربي لايزال شغوفا بما قدمه الرواد، ولايزال الإنسان العربي قادرا على التمييز بين الغث والسمين، شريطة أن يجد القناة التي تقدم له هذه النماذج الخالدة، وما يثير الدهشة أكثر أن رواد الأوبرا ليس كما يتصور البعض من كبار السن، حيث حظيت كل المهرجانات التي قامت عليها الدكتورة إيناس عبد الدايم، بحضور شبابي ملفت، وأصبحت موسيقى سيد درويش ذات تأثير كبير على الوجدان العربي، كنموذج لا يتوقف عند درويش وحده بل تعداه إلى كل الأعمال الخالدة التي قدمها رواد عرب، تستطيع أن تستمع بهم من خلال مهرجان الموسيقى العربية الذي تدور وقائعه خلال هذه الأيام.
الجريدة الرسمية