رئيس التحرير
عصام كامل

الأهداف الحقيقية وراء مساعدات إسرائيل للسوريين على الحدود

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في منتصف الليل في أوائل عام 2013، جرح سبعة من السوريين بالقرب من السياج الحدودي الذي يفصل سوريا عن إسرائيل، وطالبوا مساعدة إسرائيل، بعد المداولات التي وصلت إلى أعلى مستويات الجيش والحكومة، قررت إسرائيل أن تعالجهم.


ما بدأ مع ذلك الحدث استمر بعدها لأربعة سنوات، وسعت خلالها قوات الدفاع الإسرائيلية توفيرها للمساعدات الطبية والإنسانية والغذائية للسوريين، وتعامل الضباط العسكريين الإسرائيليين مع تلك السياسة التي أطلق عليها «الجوار الصالح».

ومنذ إنشاء سياسة الجوار الصالح في يونيو 2016، قام الجيش الإسرائيلي بتعميق وتوسيع نطاق وصوله إلى الجانب السوري: ووفقا للأرقام الرسمية، أجريت أكثر من 200 عملية إنسانية، 44 عملية في الشهر الماضي وحده.

ففي أيام معينة ينشط الجيش الإسرائيلي على نقاط متعددة على الحدود السورية، ويتفاعل مع السكان المحليين على الجانب الآخر، وفي الآونة الأخيرة، أصبح هذا يشمل أيضا إنشاء عيادة طبية خارج السور الحدودي المحصن، ولكن مع مرور الوقت اتضح أن جيش الدفاع الإسرائيلي ليس من يعمل بالفعل في العيادة؛ فإنه يضمن فقط أمنها من بعيد.

وبدلا من ذلك، أرسلت منظمة غير حكومية أمريكية معروفة المتطوعين لبناء المكان وإدارته، عن طريق مواطني الولايات المتحدة والمسيحيين المتدينين، الذين يعتقدون أنهم يقومون بعمل ينفذ إرادة الله بمساعدة إسرائيل من خلال مساعدة السوريين.

وبحسب مجلة «بولتيكو» فإن إسرائيل تحاول من خلال تلك الإجراءات أن تتجنب احتمالية دخول بعض السوريين إلى أراضيها بشكل غير شرعي، بالإضافة إلى تجنيب نفسها خطر تسلل عناصر متشددة، تهدف إلى تنفيذ عمليات إرهابية داخل أراضيها.

كما حاولت إسرائيل أيضا استخدام سياساتها نحو السوريين على الحدود في الترويج لسمعتها في العالم، باعتبارها تحاول بناء علاقات طيبة مع دول الجوار.

وتستغل إسرائيل تلك الفرصة الهائلة لاستقبال المصابين وعلاجهم، ومن ثم تحاول تجنيد البعض منهم للعمل لصالحها، واستغلالهم في أعمال جاسوسية بعد شفائهم.
الجريدة الرسمية