رئيس التحرير
عصام كامل

«شارع أوجينا» في بورسعيد اسم غربي وراءه عشق إمبراطورة فرنسا لمصر

فيتو

"قبل شارع أوجينا".. جملة تتردد يوميا على ألسنه البورسعيدية للإشارة إلى مكان محدد، فالشارع "أوجينا" يعتبر من أهم الشوارع الرئيسية الكبري في المحافظة، ويتم استخدامه كعلامة لوصف أي شارع أو منطقة بمحيطة.


وشارع أوجينا من شوارع حي العرب في بورسعيد القديمة، ويمتاز بالبيوت البورسعيدية القديمة، كما أن عمره من عمر المحافظة.

وبالرغم من أن البورسعيدية يعتبرون كلمة "أوجينا" كلمة دارجة وليست كلمة غريبة على مسامعهم يوميا، إلا أن زائري المحافظة يندهشون من الاسم وأحيانا لا يستطيعون نطقه.

أصل كلمة أوجينا
«أوجينا» كلمة مستمدة من اسم الإمبراطورة "أوجيني" إمبراطورة فرنسا، والتي جاءت مصر بدعوة من الخديو إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس في16 نوفمبر 1869، وكانت عاشقة لبورسعيد ولمصر، وبالغ الخديو إسماعيل في الاحتفاء بها، وكانت في الثالثة والأربعين من عمرها، وأثناء مرورها ببورسعيد في طريقها للاحتفال استقبلها أهالي المحافظة بالترحاب والهتاف على جانبي الطريق، لنجاحها في إصلاح العلاقات بين إنجلترا وفرنسا وفتئذ بزيارة إنجلترا، كما كانت تعامل المصريين بكل حب وتقدير مما جعلها تحظي بشعبية كبيرة.

وتم إطلاق اسمها "أوجيني" على الشارع الرئيسي في المحافظة التي مرت به، والذي تم تغيير اسمه بمرور الزمن إلى أوجينا".


زيارة مصر
ومكثت الإمبراطورة الفرنسية في مصر 3 أسابيع زارت خلالها الآثار المصرية، ورغم عدم زيارة زوجها ملك فرنسا لمصر في تلك الفترة لانشغاله بأوضاع بلاده السياسية، إلا إنها زارت مصر وعشقتها وكانت مبهورة بها في فترة زيارتها لها.


العودة لفرنسا
وبعدما عادت الإمبراطورة أوجيني إلى فرنسا، قامت الحرب السبعينية بين روسيا وفرنسا، والتي غرق فيها الإمبراطور في الصراعات والهزائم، وكانت أصابع الاتهام تشير إلى أن وراء هذه المأساة هي أوجيني، وثار الشعب الفرنسي عليها، حتى أن خدمها سرقوا ملابسها وجواهرها وهربوا من القصر، ثم هربت إلى إنجلترا هي وزوجها وابنها.


حنين لمصر
وفي عام 1905، حنت الإمبراطورة العجوز إلى أرض الذكريات، إلى السويس. وأتت إلى مصر متنكرة، ونزلت لعدة أيام في فندق (سافوي) في بورسعيد.


عباس حلمي الثاني
وأثناء حكم الخديو عباس حلمي الثاني، بعد موت الخديو إسماعيل، كانت أوجيني، تتوشح بالسواد وتزور مصر سنويا، وتتوجه للقاهرة والسويس وبورسعيد، وظلت على ذلك حتى عام 1920 حيث لفظت أنفاسها الأخيرة في 11 يوليو في مدريد مسقط رأسها.
الجريدة الرسمية