والدة ضابط مختطف في اقتحام السجون تروي تفاصيل الحادثة
قالت عايدة عبد المجيد، والدة الضابط شريف المعداوي، الضابط المُختطف من سيناء: إنها لا تريد إلا حق الله، مؤكدة أنها لا تريد أن تموت إلا بعد القصاص، مُتهمة الإخوان وحماس بالتسبب في حرق قلوب أمهات المصريين.
وأضافت خلال شهادتها في قضية "اقتحام الحدود الشرقية" المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، أنه منذ اختطاف نجلها وحالة ابنته النفسية سيئة، مشددةً على أن حفيدتها التي تبلغ من العُمر 11 عاما، لا تدري من تقول له "بابا"، وبنبرة حزينة، وصوت يُغالب الدموع، قالت :"أنا أشعر بأني ابني حي"، وتابعت بأن الله لم يُكرمها بعد بلقب "أم الشهيد"، مُعقبة "حاسة أنه موجود مع حماس والإخوان".
وسردت الشاهدة الأم تفاصيل اللحظات الأولى لبدء قصة نجلها، وأكدت أن نجلها يعمل ضابط بمباحث الدقهلية، وأنه كان يُكلف بمأمورية كل ثلاثة شهور، لمدة 15 يوما للخدمة على الحدود بين رفح وإسرائيل، وأن نجلها كان يُهاتفها حينها ليُخبرها بحزنه على زملائه الذين تم استهدافهم في الشيخ زويد ورفح ومقر الأمن الوطني، وأنه أخبرها أن هناك سيارات دفع رباعي اقتحمت الحدود من "غزة" واعتدوا على "رفح" و"العريش"، وأنهم كانوا تابعين لـ"حماس" و"كتائب القسام – الذراع العسكرية لحماس".
وشددت على أنه أكد لها قيامهم باقتحام السجون، وأن هؤلاء المُعتدين كانوا يقتلون أي ضابط يقومون بتفتيشه فيعثرون معه على ما يُثبت هويته، وذكرت بأنها كانت تشد من أزره قائلة له: "استحمل".
وتابعت إنها في يوم الاختطاف شعرت أن نجلها أصابه مُصاب، فهاتفته ولم يرد، فطلبت من شقيقه الاستفسار عن ذلك، فحاول طمأنتها، إلا أنها شددت على أنها كان تشعر بأن شيئا ما قد حدث.
وواصلت الشاهدة أقوالها أمام المحكمة، أنهم علموا بعد ذلك باختطاف نجلها، وبصحبته ضابطان وأمين شرطة، وهم الضابطان محمد الجوهري ومحمد حسين، وأمين الشرطة وليد حسين، وذكرت بأنه تم العثور على السيارة التي كان تستقلها تلك المجموعة عند كمين الميدان بالعريش، وكانت "محروقة"، ولم يعثروا بها إلا على "حقيبة ملابس"، وعلموا فيما بعد أن سيارة دفع رباعي تحمل 10 أشخاص، هي من قامت باستيقاف سيارة الضُباط واحتجاز من فيها.
وشددت على أن المشايخ بالمنطقة أكدوا أن الضُباط تم اختطافهم واقتيادهم إلى غزة، وذكرت بأن شقيق أحد المخطوفين أعلمها بأن المجموعة الخاطفة، كان يقودها ممتاز دغمش وشادي المنيعي، وبعض عناصر جماعة بيت المقدس.
وقالت الشاهدة: إن طلبات الخاطفين تلخصت في الإفراج عن 11 محكوما عليهم في قضايا إرهاب بمصر، ومنهم الضالعون في أحداث طابا، ومحمد الظواهري- شقيق أيمن الظواهري.
وأضافت أن السلطات المصرية رفضت ذلك الطلب، لكون هؤلاء محكوما عليهم بالإعدام، مُشددة في الوقت ذاته على أن محمد مرسي عقب وصوله للحكم أفرج عن هؤلاء الأحد عشر محكومًا عليهم.
وبرز في شهادتها إشارتها إلى رفض الرئيس المعزول محمد مرسي لما كانت تعتزمه وزارة الداخلية والمخابرات من تنفيذ عملية إنزال لتحرير الضُباط، وذكرت أنه قال لهم :"أنا هتصرف"، لتُعلق: "ومن يومها ومافيش أخبار".
وقدمت الشاهدة للمحكمة حوارا في جريدة "الأهرام العربي"، مع الضابط شريف إسماعيل يكشف تفاصيل اختطاف ضباط الشرطة المصريين واحتجازهم في غزة.
يُذكر أن القاضي قد أمر بإحضار كُرسي للشاهدة لكبر سنها، وما بدا عليها من عدم قدرتها على الوقوف لمدة طويلة.
وكانت محكمة النقض ألغت في نوفمبر الماضي الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات، برئاسة المستشار شعبان الشامي بـ"إعدام كل من الرئيس الأسبق محمد مرسي ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية ونائبه رشاد البيومي، ومحيي حامد عضو مكتب الإرشاد ومحمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل والقيادي الإخواني عصام العريان، ومعاقبة 20 متهمًا آخرين بالسجن المؤبد"، وقررت إعادة محاكمتهم.