رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء حسام سويلم: لهذه الأسباب انتظر الجيش والشرطة 11 يوما لتحرير «الحايس»

فيتو


  • الميليشيات الإرهابية موجودة في معظم المحافظات
  • الجيش استطاع رد اعتبار الشهيد والقصاص للشعب المصري بأكمله
  • العناصر الإجرامية تستخدم وسائل اتصال حديثة لا يمكن التجسس عليها

أكد اللواء حسام سويلم الخبير العسكري والإستراتيجي، مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن القوات الأمنية نجحت خلال الفترة الماضية من وقوع جريمة الواحات في استطلاع المعلومات والبيانات عن العناصر الإرهابية، ومسح المناطق الصحراوية بعد وصول معلومات لقوات الأمن باختباء هناك، فضلا عن الترتيب والتخطيط لمنع هروبهم لليبيا.

وأضاف أن قوات الأمن نجحت في تجفيف 90% من منابع الإرهاب، وأشار في حواره لـ”فيتو” إلى أن المعركة مع الجماعات المتطرفة لن تنتهى سريعا، خاصة أن هناك دولا تمدهم بالأموال والأسلحة لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في مصر.. وإلى نص الحوار:


> ما تفسيرك لتأخر رد فعل الجانب الأمني على العناصر الإرهابية بعد مرور 11 يوما؟
مرور 11 يوما لم يذهب هباء، فقد تمكنت القوات الأمنية خلال تلك الفترة من استطلاع المعلومات والبيانات عن العناصر الإرهابية، ومسح المناطق الصحراوية بعد وصول معلومات لقوات الأمن باختبائهم هناك، فضلا عن الترتيب والتخطيط لمنع هروبهم لليبيا، وتحديد أساليب الاقتحام، والتمهيد النيراني للتعامل معهم، ومن ثم استغلال التمهيد النيراني في ضرب المجرمين بالتعاون بين الجيش والشرطة.

> ما الدروس المستفادة من تلك المعركة؟
من أبرز الدورس المستفادة من تلك المعركة وتم تطبيقها خلال فترة الـ11 يوما، هي أهمية إشراك الجيش مع الشرطة في العمليات الإرهابية وخاصة في منطقة الصحاري، لأن الجيش أكثر دراية بتلك المناطق، على أن يتم التنسيق كافة الجوانب يين الطرفين سواء في الاستطلاع وتحديد المعلومات، ثم التمهيد النيراني، وبناءً عليه التقدم والاقتحام من قبل الشرطة، وتحت حماية القوات البرية والطيران.

> ما تفسيرك لنجاح القوات الأمنية في تحقيق المراد وتحرير "محمد الحايس"؟
تدركت القوات الأمنية الموقف، وتمكنت في حشد قواتها، وتصليح الأخطاء التي وقعت فيها، وتقدير الموقف كما هو، وبالتالي استطاعت رد اعتبار الشهيد، والقصاص للشعب المصري بأكمله.


> كيف تأسست جماعات العنف الجديدة التي ظهرت بعد عام 2013 وما طبيعتها؟
خرجت جميع الجماعات الإرهابية سواء القديمة أو الجديدة، من منبع واحد وهو جماعتى الإخوان والتكفير والهجرة، حيث توجه كل فرد من عناصرها إلى الانفراد بنفسه، وتأسيس جماعة جديدة يتحكم فيها ويكون الآمر الناهي، ويصبح رئيس جمهوريتها في المستقبل.

> كيف يتم تمويل الجماعات الإرهابية وتسليحها؟
تمول قطر الأفراد، ويتم تهريبهم من اليمن عبر طائراتها إلى مطار معيتيقة في ليبيا ثم إلى مصر، في حين تقوم الدولة التركية بتوفير السلاح والمعدات لهذه العناصر لتنفيذ عمليات إرهابية، ثم يتم تهريبها مرة أخرى.

> ما التوزيع الجغرافى للجماعات الإرهابية في مصر؟
توجد العناصر والتنظيمات الإرهابية في جميع محافظات الجمهورية الـ27، ولكنهم يتمركزون أكثر في محافظات الصعيد.

> كيف تستعين تلك الجماعات بالتكنولوجيا؟
ليس بالشكل البارز، معدات الجماعات الإرهابية بسيطة جدا، لم تعتمد على تكنولوجيا متطورة بالمعنى الكبير، يستخدمون العربات العادية والدفع الرباعى والموتوسيكلات، إلى جانب الاستعانة بوسائل اتصال لاسلكية متقدمة تكنولوجيا مستمدة من قطر لا يمكن التجسس عليها، وتصل موجتها لحدود بعيدة الكيلومترات، فضلا عن المواد التفجيرية سريعة الاشتعال.

> كيف تنظم تلك الجماعات تحركاتها وتكتيكاتها الإرهابية؟
الرءوس الكبيرة مهمتها الأساسية وضع الخطط وتحديد التوقيت، لا تؤدى تلك العمليات أو يكاد يكون نادرا مشاركتها في التنفيذ، ولكنها تصدر الشباب الذين نسيطر عليهم تلك الأفكار المتطرفة، وتختار أوقات المناسبات والأماكن التي تحوى عددا كبيرا من الأفراد، فضلا عن الأوقات التي تشعر فيها الجماعات الإرهابية أن الدولة بدأت تملك قوتها من جديد وزادت شعبيتها ونجاحاتها مثلما تابعنا في حادث الواحات الأخير.

> هل يعلم الأمن بتفاصيل تلك الجماعات؟
بالفعل يعلم الأمن جيدا تفاصيل تلك الجماعات الإرهابية، ولكن الأمر أصعب من القضاء على الإرهاب في ليلة وضحاها، هناك بلاد كاملة تدعمه بالمال والسلاح، وأفكار متطرفة متأصلة في المجتمعات العربية مختلطة بالمفاهيم الإسلامية المغلوطة، صعب اجتثاثها بسهولة إلا من خلال خطط منظمة ومدعمة من الجانب الأمني والتعليمي، فضلا عن أن الحدود المصرية صعب السيطرة عليها بشكل كامل.

> رغم جهود الدولة المستمرة في مواجهة الإرهاب لم يختف ولكن تنشأ جماعات جديدة، ما سبب ذلك؟
لأن الأفكار الإرهابية لم تنته من المجتمع، وتتمكن من خلق إرهابيين جدد، برؤى تدفعهم لتفجير أي منشأة حيوية أمامهم دون أدنى مقابل يذكر، غير اللعب في الأدمغة، لذلك فأول طريق لمنع خلق إرهابيين جدد القضاء على الأفكار المتشددة في عقول كثير من الشباب.

> ما مدى نجاح خطط الدولة في مواجهة الإرهاب من وجهة نظرك؟
نجحت الدولة في غلق ما يقدر بنحو 90% أو أكثر من الأنفاق العاملة على الحدود بين قطاع غزة والأراضى المصرية، وما وضعته القوات المسلحة من تدابير أمنية عند قناة السويس، يمكن اعتبار أنه تم تجفيف مسارات التهريب لأقصى درجاتها، إلا أن امتداد الحدود المصرية غربا وشرقا وصعوبة التضاريس في شبه جزيرة سيناء تجد فيها تلك العصابات فرصتها في مواصلة نشاطها بعيدا عن عيون الأمن، كما أن خطط الجيش والداخلية بضرب الإرهابيين في سيناء وإخلاء جبل الجلالة أبرز وأهم الإنجازات المحققة.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية