وفشلت خطة تهريب الحايس إلى ليبيا!
كانت أسرة النقيب البطل محمد الحايس تتواصل مع اللواء هشام العراقي مدير أمن الجيزة السابق يوميا، من أجل معرفة مصير ابنها، وكان الجواب الدائم: "سنبلغكم عند ورود جديد"!
السؤال الذي فرض نفسه: أين ذهب النقيب الحايس؟ إنه ليس بين الشهداء ولا الجرحى ولا العائدين بسلام؟ ولا حتى بين العائدين بعد توقف القتال وأعادتهم الأجهزة الأمنية.. إذن أين ذهب؟ لم يتبق عند المسئولين إلا احتمالا واحدا وهو اختطافه من قبل الإرهابيين! ومع هذا الاحتمال الخطير برزت احتمالات أخرى عن الهدف من الاختطاف.. وكان الاحتمال الأول هو تسجيل فيديو له ثم قتله، ونشر الفيديو للتأثير على الروح المعنوية للمصريين.. والاحتمال الثاني وقد ارتفعت نسبته بعد تأخر بث فيديو الاحتمال السابق، وقد كان "العودة بالحايس إلى ليبيا" مع المجموعة كلها أو من سيعود به منها!
كانت القيادة- في اعتقادنا- على علم بالاحتمالات كلها.. ليس كل ما يدور في غرف إدارة الأزمة يقال للناس.. ولذا كان القرار الأهم: أن "لا تعود هذه المجموعة الإرهابية إلى ليبيا" ولا " تدخل إلى أي محافظة مصرية أخرى"!
عندما تضع نفسك لتفكر في الطريقة التي سيدير بها الإرهابيون الأمر، لن تتخذ طرقا معروفة، ولن تقترب من المدن الكبري ولن تسير بالنهار هربا من دوريات القوات الجوية المصرية التي لا تتوقف رغم كلفتها المرتفعة.. فطلعة طائرة ال إف 16 في اتجاه واحد تكلف 26 ألف دولار، والساعة الواحدة من تحليق الأباتشي يصل إلى 12 ألف دولار، وهذا للطائرة الواحدة فما بالنا بالسرب الواحد، ثم السرب الواحد في عدة طلعات جوية في اليوم الواحد!
لكن كالعادة.. الثأر للشهداء ولدمائهم الطاهرة أغلي وأهم وقد تسبب ذلك في تعطيل خطة الإرهابيين.. والدليل أن الجيش قام بتصفيتهم في الكيلو 240، وعندما نعرف أن المسافة بين الفيوم والحدود الليبية تصل إلى 600 كيلو متر، وبين القاهرة والفيوم 85 كيلومترا سندرك أن المجموعة الإرهابية لم تصل إلى ثلث المسافة إلى ليبيا، حتى من خلال مناطق "الخمسين ومحمد فهمى والبرنس"الجوانى" ومنها إلى ليبيا، وهي مسافة تقطع في أسبوع، لوعورتها بالسيارات العادية أو قل بسيارات الدفع الرباعي، لكن تسبب الحصار الجوي في فشل المجموعة في قطع ثلث المسافة في 13 يوما كاملة!
كان الهدف أن يصل محمد الحايس إلى ليبيا، وهناك يساوم به الإرهابيون ليس للعب بأعصاب المصريين فحسب وإنما ربما للمطالبة بالإفراج عن بعض القيادات الإخوانية! ثم تقترب الانتخابات الرئاسية وتتحول قضية الحايس إلى ورقه مهمة فيها، وما تسببه من حرج للدولة المصرية، والضغط على أعصاب الشعب المصري كله، وكنا سنبقي كل يوم أمام فيديو جديد للبطل المختطف!
يبقي السؤال: كيف توصلت الأجهزة الأمنية إلى مكان المجموعة الإرهابية في هذه الصحراء الشاسعة جدا؟ هل بالأدلة من مقتفي الأثر؟ هل بالرقابة الصارمة على المدن ومخارجها لأي فرد سترسله المجموعة لشراء بعض احتياجاتها من طعام وماء وربما وقود؟ أم بمراقبة أي إشارات واتصالات قد تتم بهواتف "الثريا" التي تعمل بالأقمار الصناعية؟ هذا يتطلب تنسيقا مع دول تدير أقمارا صناعية! لا أحد يعرف لكن ما يعنينا الآن أن البطل محمد الحايس بين أحضان الوطن.. وقد أثبتت عائلته ثباتا لا حدود له، ووطنية لا مثيل لها، وقد أراد لها الله أن تخضع لاختبار صعب.. بل هو الصعوبة ذاتها ونجحت فيه بامتياز!
الحمدلله بالسلامة يا سيادة النقيب!
لقد فشلت خطة الشر.. ونجحنا شعبا وجيشا وشرطة وبالدرجات النهائية!