بالفيديو .. «عصارة القصب» مشروع الحلم بتوقيع شباب الأزهر
جاءوا بصحبة بعضهم من أقصى المسافات؛ إلى قاهرة المعز عندما أخذهم تنسيق الثانوية الأزهرية إلى جامعة الأزهر بالقاهرة ولم يحالفهم الحظ ليكونوا في أحد فروع الجامعة القريبة من بلدهم، راجين أن يكون القدر رحيمًا بهم ويرزقهم عملًا مشروعا شريفًا يقتاتون منه في اغتراب لا يعرف معنى الرحمة، في بلد يجوبها الغلاء الفاحش، حتى يستطيعوا أن يوفروا مصاريف دراستهم ويستفيدوا من فترة دراستهم.
بطاقة تعارف
التقت "فيتو" بثلاثة أصدقاء "إسماعيل وكمال ومحمد" جمعهم مشروع كانوا يعدون ويخططون له منذ أعوام، عرف بعضهم من أربع أعوام تقريبا فكان كمال ومحمد صديقي دراسة بدأت صداقتهما منذ الصف الأول الثانوي الأزهري، أما محمد فكان صديقا عن طريق الأعمال الحرة التي كانوا يمارسونها في أوقات فراغهم.
كمال محمد المعناوي يدرس في الفرقة الثانية بكلية العلوم جامعة الأزهر بقسم الكيمياء الخاصة، قبل دخوله الجامعة كان قاطنا في محافظة كفر الشيخ ويسكن الآن في الحي العاشر طوال فترة دراسته، أما محمد الرفاعي فهو طالب بالفرقة الرابعة بالقسم البيولوجي بكلية التربية جامعة الأزهر من نفس بلد صديقه كمال المعناوي، وصديقهم الثالث إسماعيل منصور فهم طالب يدرس بمعهد الفن الصناعي.
بداية حلم "عصارة القصب"
راود محمد الرفاعي وأصدقاءه منذ عام في أذهانهم حلم تنفيذ مشروع يساعدهم على مواجهة مصاريف الدراسة و"الغربة"، فأخذ محمد الرفاعي يفكر مليا في فكرة مشروع تكون فريدة من نوعها ومختلفة فطرقت باب عقله فكرة "عصارة القصب" يبيع من خلالها العصائر المختلفة.
قال كمال لـ"فيتو": إن صديقه الرفاعي هو صاحب الفكرة حيث كان يريد أن ينفذ فكرة مشروع مختلفة وغير موجودة بالجامعة، مضيفا: "كان أكبر همنا إننا نجمع تكليف المشروع".
بدأ طلاب "عصارة القصب" الكفاح في توقيت زمني لا بد أن يضعه شباب هذا اليوم في عين الاعتبار عازمين على عدم إضاعة أي وقت متحدين ظروف الاغتراب ومشقة الدراسة.
كان محمد الرفاعي وإسماعيل منصور يتميزون بالخبرة بمجال بيع العصائر وعملوا بمحال "عصارات القصب" منذ فترة حيث أكد "الرفاعي" أنه عمل منذ أعوام في عدد من محال عصائر القصب.
نصب عصارة القصب
15 يوما فقط مرت على نصب طلاب مشروع "عصارة القصب" للعدة والمستلزمات اللازمة للمشروع في أقصى شمال كافاتريا علوم والتي تقبع بجوار كلية العلوم مباشرة عن يسار مبنى الكلية، وعن سبب اختيار مكان الكافتريا، يوضح "كمال" أنه يرجع إلى أن هذا المكان مركز متميز يستطيع معظم كليات جامعة الأزهر بفرعها بمدينة نصر أن يذهبوا إليه".
صعوبات وتحديات
الظروف وعدم توافر رأس المال الكافي للمشروع وقف حائلا دون تنفيذ الفكرة في بداية الأمر، حيث أكد الطالب كمال أن الفكرة موجودة من زمان لكن الإمكانيات المحدودة وقفت حائلا دون تنفيذها فورا مشيرا إلى أنه بعد لما الأمر أصبح سهلا بفضل ربنا بدأنا في تنفيذ الفكرة.
عزم كل واحد منهم على أن يجمع المال من عمله ما يكفيه في تنفيذ مشروع "عصارة القصب" واستطاعوا أن يجمعوا مبلغا لا يستهان به بإمكانهم في هذه اللحظة أن ينفذوا مشروع الحلم.
وقال كمال: إن أول ثلاثة أيام من المشروع منذ انطلاق على أرض الواقع وتنفيذه كانت الأمور صعبة ولا تشجع في البداية، لكن بعد مرور يوم عن يوم أصبحت الأمور على ما يرام لأننا بدأنا نتعرف من طلاب الجامعة وحاليا متوسط الربح ثابت لا يزيد.
وأضاف أنه نظر لأننا في وسط الكليات العلمية فإن الطلاب بعد الانتهاء من السكاشن يشعرون بالإرهاق فيتطلب ذلك إلى شرب كوب من العصير، وده اللي مشجعنا نكمل.
حضور المحاضرات
يبدأ شباب الأزهر عملهم من الساعة السابعة صباحا وحتى الخامسة مساء كل يوم عدا الجمعة، فاستطاع شباب المشروع أن يتلافوا مشكلة حضور المحاضرات ومشقة التوفيق والموازنة بين الدراسة والعمل بالتبديل بينهم في الحين والآخر، حيث إذا كان أحدهم حان وقت محاضرته يذهب إليها ويقف مكانه صديقه الشاغر وقته وهكذا تسير الأمور، فقال "كمال" وجدنا حلا لمشكلة حضور المحاضرات وهي إن الموجود بيغني عن الغايب.
الإقبال
من جانبه، أضاف كمال أنه يبدأ عمله من الساعة السابعة صباحا وحتى الخامسة مساء، لافتا إلى أن إقبال الطلاب يكون كبيرا في أيام الأحد والإثنين والثلاثاء من كل أسبوع وذلك نظرا لأن السبت يعد إجازة في معظم كليات الجامعة والأربعاء والخميس يسافر فيه الطلاب إلى بلادهم لأن معظم طلاب الجامعة من الأقاليم.
الأحلام والأماني
يتطلع شباب الأزهر في المستقبل إلى حلم إنشاء الفروع الكثيرة تجوب جامعة الأزهر في جميع مناحيها حيث قال كمال عن إنشاء مثل هذه الفروع لا نفكر فيه حاليا ولكنه حلم نريد تحقيقه ومع الوقت في السنوات القادمة سنقوم بتنفيذ ذلك.
ويؤكد كمال على أنهم في حاجة الآن إلى طلاب يشتغلون معهم ويفكرون في ضم من يريد قائلا الموضوع صعب جدا إننا نجد طلابا يعرفوا يوفقوا بين الدراسة والشغل، موضحا أن الطالب الذي سينضم إلينا لا بد أن يكون له متوسط وقت للعمل لا بد من تحقيقه يوميا وهذا يصعب على الطلاب.
دور ودعم الآباء
كان لأولياء أمور هؤلاء الشباب دور معنوي ومادي لكي يتم تنفيذ أحلام أبنائهم بهذا المشروع وتحقيق أحلامهم حيث قال كمال إن أولياء أمورنا ساعدونا في تفيذ هذا المشروع ماديا ومعنويا، موضحا "كان معنا جزء من تكلفة المشروع وأكمل أباؤنا الجزء المتبقي".
توجيه الشكر
ووجه طلاب مشروع عصارة القصب الشكر لآبائهم الذين ساعدوهم ومدوا لهم يد العون لكي يتم تنفيذ المشروع، قائلين: "بنوجه الشكر طبعا لأهلنا إنهم ساعدونا في تنفيذ المشروع ده وإلى الآن وهم يقفون بجانبنا".